10‏/04‏/2009

إدانة مغربية في فرنسا بتهمة التخلي عن طفلها

تركته في مطعم باريسي واستقلت الطائرة لتلتحق بزوجها الجديد بالدار البيضاء

أصدرت محكمة فرنسية أمس (الثلاثاء)، حكما بالسجن 18 شهرا موقوفة التنفيذ، وإسقاط حق الحضانة على مغربية متهمة بالتخلي عن طفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف في محل للأكلات السريعة بالعاصمة الفرنسية باريس.
واعترفت المتهمة أمام المحكمة، "صحيح لقد تخليت عنه، لقد فقدت صوابي لأني كنت بلا مسكن ولا دخل مالي"، مطالبة في الآن ذاته أن يسمح لها القاضي باسترجاع أبنائها الثلاثة (كل واحد منهم من أب مختلف)، "مادامت اليوم تتوفر على بيت وعلى وظيفة قارة".
وتعود تفاصيل هذه القضية الغريبة إلى شهر يونيو 2007، عندما تخلت المغربية (مينة. ت) عن طفلها "ريان" في مطعم "كويك"، ورحلت بعدها إلى الدار البيضاء عبر الطائرة.
وشوهدت المغربية المتحدرة من العاصمة الاقتصادية، والبالغة من العمر 34 سنة أثناء وقوع الحادث، يوم 26 يونيو الماضي حوالي الساعة الرابعة، وهي تدخل المحل الواقع في ساحة "كليشي" رفقة طفلها الصغير، إلا أنه بعد دقائق قليلة عثر على الطفل تائها بين موائد المطعم، الأمر الذي اضطر مديرة المحل إلى تبليغ الشرطة.
وبعد الحادث سلم الطفل الصغير إلى فرقة حماية القاصرين التي استغربت بدورها عدم إعلام أي كان عن اختفاء طفل بمواصفات "ريان"، وهو ما دفعها إلى إشهار صورته ونشرها عبر وسائل الإعلام، في 4 يوليوز، من أجل طلب معلومات أو البحث عن أشخاص يمكنهم التعرف على الطفل التائه.
وقدم بعض أفراد أسرة الطفل معلومات قادت المحققين إلى مكان أم الطفل بمدينة الدار البيضاء، وبعد يومين من تحديد مكانها عادت "أم ريان" إلى باريس حيث ألقي عليها القبض.
وأفادت بعض المصادر أن تحديد هوية الأم تم من خلال تعرف والديها عليها بواسطة صورة تم عرضها في وسائل الإعلام، التقطت بواسطة كاميرات المراقبة في مطعم الأكلات الخفيفة وهي بصحبة طفلها·وواصل محققو فرقة حماية القاصرين (BPM) استنطاق عائلة وأقرباء الأم المغربية الذين يعيشون في الضاحية الباريسية· وبحسب تصريحاتهم فإن أم ريان المولودة في المغرب، تعيش منذ عشر سنوات في فرنسا في وضعية قانونية· لكنها تركت بيتها الذي كانت تشغله في باريس، مقابل الاستقرار عند أحد الأقرباء بسبب ضيق مالي إلى غاية رحيلها إلى المغرب بعد التخلي عن طفلها البكر في المطعم الباريسي·
وأشارت الشرطة إلى أن الطفل يتحدث الفرنسية بطلاقة، "ويتصرف بشكل عادي"، لكنه يرفض الحديث عن عائلته، ويلزم الصمت كلما أثير النقاش حول والديه·وكانت السلطات الفرنسية تنوي الاتصال بنظيرتها المغربية من أجل التحقيق مع أم الطفل بحضور محققين فرنسيين في الدار البيضاء لولا عودتها مجددا إلى باريس.
وقالت المتهمة المغربية إنها تركت طفلها في المطعم الباريسي من أجل أن تبدأ حياتها "من الصفر"، مع زوجها الجديد وأب طفلها الثالث البالغ من العمر 20 شهرا.
وأكد الأخصائيون النفسيون أن "أم ريان" لا تبدو عليها أية أعراض مرضية ولا تشكو من خلل نفسي.
وتوبعت أم الطفل، الذي تكفلت به عائلة استقبال، بتهمة "التخلي عن قاصر يقل سنه عن 15 سنة" وتعريض صحته وأمنه للخطر والتي تصل عقوبتها إلى سبع سنوات سجنا و100 ألف أورو ذعيرة (حوالي مليون و200 ألف درهم). وعبر محامي الأم عن عدم رغبته في استئناف الحكم الذي لا يمنحها حق الزيارة إلا مرة واحدة في الشهر.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق