29‏/02‏/2008

تفتيش وحجز بمنزل بلعيرج في بلجيكا


ملفات القتل لم تسقط بالتقادم وتساؤلات حول تقصير من الجانب البلجيكي

أوردت جريدة "آخر ساعة" البلجيكية خبر قيام الشرطة أول أمس )الثلاثاء(، بعملية تفتيش دقيقة لمحل سكن عبد القادر بلعيرج في بلجيكا، المتهم بتزعم خلية مكونة من 38 فردا. وقالت الجريدة إن نتائج التفتيش تهم بشكل كبير المغرب الذي سترحل إليه بعثة بلجيكية خلال الأسبوع الجاري.
ولاحظ سكان مدينة "إيفيرغيم" حيث تقطن عائلة بلعيرج أن الشرطة لم تستثن حديقة البيت من دائرة البحث، واستعملت ديتيكتور دو ميتو دون الإعلان عما أسفر عنه التفتيش.
ونقلا عن بعض الجهات فإن أجهزة كمبيوتر تم احتجازها لتضمنها معلومات تفيد التحقيق.
من جهتها ذكرت جريدة "لوسوار" في عددها ليوم الاثنين الماضي أن المحققين البلجيكيين سيرحلون، في غضون هذا الأسبوع، إلى المغرب، في إطار تفكيك شبكة بلعيرج التي مزجت بين الإجرام المنظم والإرهاب والإعداد للقيام بتفجيرات. وأكدت الجريدة أن البعثة لن تسافر إلى المغرب في إطار الإنابة القضائية بل من أجل تبادل المعلومات حول ملفات مشتركة تخص البلدين.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها "لوسوار" فإن الأمر لا يتعلق فقط بثلاثة مواطنين بلجيكيين من أصول مغربية، بل هناك عشرات من المشتبه بهم من مجموع 35 شخصا الذين ألقي عليهم القبض الأسبوع الماضي وجميعهم ضليعون في الأعمال الإرهابية الكبرى.
وإلى حدود الآن فإن الملف في يد الأمن المغربي، في حين تنتظر بروكسيل التوصل بالمعلومات اللازمة من الجهات المغربية التي مكنتها من تأكيد علاقة بلعيرج بجرائم قتل في بلجيكا من أجل فتح تحقيق. من جهتها ستقدم السلطات البلجيكية مجموعة من المعلومات المتوفرة لديها في إطار التحقيقات التي أجرتها في وقت سابق.
وتضيف الجريدة البلجيكية أن بلعيرج كان معروفا بانتمائه الشيعي في بلجيكا، كما تم الاستماع إليه في إطار التحقيق في قضية مقتل عبد الله الأهدل إمام المسجد الكبير ببروكسيل في 29 مارس 1989.
وفي السياق ذاته قالت الجريدة إن الشرطة البلجيكية تعمل بشكل بطيء ومتفرق، نظرا لالتزامها بالحدود الجغرافية، ودراسة الملفات بشكل منعزل وموضوعاتي، بسبب جهلها للتقاطعات التي يمكن أن تغذي مختلف أنواع الانحرافات.
وحول سقوط جرائم القتل المرتكبة في بلجيكا بالتقادم، والتي أكد الجانب المغربي توفره على معلومات تدل على الجاني او الجناة فيها المرتبطين بشبكة بلعيرج، قالت المتحدثة باسم النيابة العامة الفيدرالية "ليف بيلنز"، إن ملفات جرائم القتل العالقة يمكن أن تبقى مفتوحة لمدة طويلة، ومن أجل تفادي سقوط المتابعة بفعل التقادم يقوم القضاة المكلفون بهذه الملفات بطلب تحقيقات بشكل دوري يمكن أن تمدد من عمر الملف إلى 30 سنة، إضافة إلى التغييرات المتكررة للقضاة.
وفي السياق ذاته طالبت الجريدة السلطات البلجيكية بتفسير تمكن الجهات المغربية من الربط بين مجرمين معروفين وإرهابيين مفترضين، في حين أن الشرطة البلجيكية لم تتمكن من ذلك رغم معرفتها المسبقة بعدد منهم.

وذكرت جريدة "آخر ساعة" أن بيت عبد القادر بلعيرج في مدينة "إيفيرغيم" محاصر من طرف الصحافيين والمصورين والقنوات التلفزيونية. ورفضت زوجة بلعيرج الإدلاء بأية تصريحات صحافية بعد تصريح وحيد لشبكة "إر تي بي إف" أو راديو وتلفزيون بلجيكا الخاص بالمجموعة الناطقة بالفرنسية. ويقول جيران بلعيرج إن العائلة تضم 3 أطفال تبلغ أعمارهم 3 و4 و5 سنوات، وأنها اشترت البيت الذي تستقر فيه منذ خمس سنوات، ولا أحد يعرف متى غاب بلعيرج لأن علاقته بجيرانه محدودة.

جمال الخنوسي
الصورة
عبد الله الأهدل إمام المسجد الكبير ببروكسيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق