29‏/02‏/2008

حسين فهمي

إن الولع الذي أصاب مهرجان تطوان السينمائي منذ مدة، والحب الشديد الذي ركبه حيال الإخوة في مصر، وإقحامهم في كل صغيرة وكبيرة، محير للغاية. والاختيار غير الموفق للممثل حسين فهمي رئيسا للجنة التحكيم يسير في الاتجاه نفسه.
غير موفق، لماذا؟
لأن الرجل معروف بعدائه لسينمانا، وللنهضة الفنية التي يعرفها بلدنا. وكانت له خرجة غريبة عندما كان يتقلد منصب مدير مهرجان القاهرة السينمائي، إذ افتعل خلافا خارجيا "كبيرا" مع مهرجان مراكش من أجل إخفاء إخفاقه في تسيير مهرجان أم الدنيا وتراجعه المزري رغم قدمه.
وطيلة رئاسته لمهرجان القاهرة لم يجن الرجل غير الانتقادات والاعتذارات والمشاكل التي كادت تودي بالمهرجان وتضعه في خبر كان، وكاد حفل الفن السابع الكبير يغدو ذكرى جميلة لسينما كانت.
ودون أن ننكر للسينما المصرية دورها الريادي ولا قيمتها الفنية يظل الموقف الذي تبناه فهمي، غير لائق بفنان كبير مثله أو نجم مصري يستحسنه الملايين من المغاربة والعرب حول العالم.
وليس هذا هو الموقف المؤسف الوحيد للرجل بل عرفت عنه نظرته الضيقة إلى الفن واعتبار الفنانين الوافدين إلى القاهرة، هوليوود الشرق، مجرد أغراب و"حراكة" تجب إعادتهم إلى موطنهم الأصلي والتخلص منهم. وأمام النجاح الذي حققه، على الخصوص، الممثلون السوريون في مصر، طالب فهمي برحيلهم، وتحدى النجم جمال سليمان قائلا "إن أداء أقل فنان مصري أهم من أي نجم سوري"!
وإذا كان مهرجان تطوان الذي ينظم بين 29 فبراير و 4 مارس حدثا سينمائيا مغربيا لا يستهان به، وحلقة في سلسلة الدينامية الفنية، خصوصا أن خلال دورته المقبلة سيعرض حوالي 100 فيلم ستنظم ثلاث مسابقات للأفلام الروائية القصيرة، والطويلة، والأفلام الوثائقية، كما سيتم اختيار السينما التونسية لتكون ضيف الشرف لهذه الدورة، وهو ما يعتبر فرصة نادرة للاطلاع على شكل جديد وواعد في السينما العربية، فإن اختيار حسين فهمي ينضاف إلى أخطاء تراكمت في دورات أخرى كان آخرها مقاطعة الفنانين المصريين للمهرجان في دورته السابقة بسبب "احتكار شركة معينة تديرها الفنانة المعروفة إسعاد يونس للمشاركة في المهرجان وكذا الطريقة المشبوهة التي تم بها انتقاؤها". ينضاف إلى ذلك رحيل الفنانة إلهام شاهين وتعويضها بالفنانة المصرية هالة صدقي، علما أن الأولى كانت عضوة لجنة تحكيم الفيلم الطويل التي ترأسها المخرج المغربي حميد بناني. وقالت إدارة المهرجان حينها إن سبب رحيل إلهام هو تواجد والدتها في المستشفى في حالة صحية متردية، في حين أن سبب مغادرة النجمة المصرية راجع بالأساس إلى عدم رضاها عن المهرجان ككل.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق