17‏/02‏/2008

رياح التغيير تهب على مديرية الإنتاج


رغبة الرئيس المدير العام في النهوض بقطاع الإنتاج الوطني تتطلب سبلا وعقليات جديدة لتدبير المرحلة

كما يجلس العاشق الولهان على التل الأخضر ينثر بأصابعه أوراق زهرة يانعة، "تحبني، لا تحبني ... تحبني، لا تحبني "، لابد أن المسؤول عن الإنتاج داخل القناة الأولى يجلس على كرسي مكتبه الوثير مرددا، "أرحل، لا أرحل ... أرحل، لا أرحل". فمنذ أسابيع امتدت إلى شهور تم الإعلان شبه رسميا عن رحيل المسؤول الأول في هذه المديرية من أجل تعويض الموقع الشاغر الذي خلقه انضمام لطيفة أخرباش مديرة الإذاعة الوطنية السابقة إلى حكومة عباس الفاسي منذ أكثر من ثلاثة أشهر. فراغ ترك شرخا كبيرا وخللا مازالت الإذاعة الوطنية تئن تحت وطأته.
إلا أن فراغ المنصب والتأخر في تعيين خلف جديد ليس السبب الرئيسي في إلحاق المسؤول عن الإنتاج بإدارة الإذاعة الوطنية، بل هناك أسباب أخرى خفية ومعلنة عن تغيير وشيك. فالرغبة الأكيدة التي عبر عنها الرئيس المدير العام فيصل العرايشي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، في التغيير والتعامل الجدي، ونهج سياسة مختلفة في الإنتاج الوطني بزغت أولى مؤشراتها مع إلزام مديرية الإنتاج باستقبال مشاريع الانتاجات الوطنية الخاصة بشهر رمضان المقبل مع نهاية الشهر الكريم، وبالتالي أعطى إشارات قوية وتعليمات صارمة للحسم في قضية أثارت العديد من اللغط، وأسالت الكثير من المداد. ويتعلق الأمر بوضع حد لسياسة إنتاجية أثبتت خلال السنوات الأخيرة فشلها في تدبير حلقة حيوية وهامة في مسلسل إنجاح مشروع إعلامي ضخم وتقديم صورة إيجابية عن مؤسسة كبرى تحمل على عاتقها إعطاء الوجه المشرق لقيم الانفتاح وتقديم صورة إيجابية لمغرب في حراك دائم. فالمرحلة الجديدة تقتضي رجالات وعقليات جديدة لتدبير المرحلة، وسبلا مختلفة عن تلك التي عمت وسادت حتى الآن بعيدا عن العقليات المتحجرة، والزبونية والمحسوبية التي حكمت علاقات الإنتاج داخل القناة.
وأكثر من هذا فإن وضع المسؤول عن الإنتاج كان وما يزال وضعا شاذا بحكم امتلاكه لشركة إنتاج تقوم بإنتاج برنامج (على الأقل) لصالح القناة ذاتها. فيكون بالتالي طرفا وحكما في الآن ذاته وهو وضع شاذ للغاية ليس في الإنتاج التلفزيوني فحسب، بل في كل مجالات ولا يقبله المنطق ولا الذوق السليم.
وذكرت مصادرنا أن نية التغيير باتت وشيكة وسيتم تفعيل قرار التغيير قريبا، لوضع جد لشهور من انتظار ما يأتي أو لا يأتي. وذهبت المصادر ذاتها إلى القول إن الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون يفكر في الجمع بين مسؤوليتي إدارة الإنتاج وإدارة البرمجة معا، كما هو معمول به في كبريات القنوات التلفزيونية ووضعها على عاتق رجل واحد.
وإلى حدود الآن يتداول اسم العلمي الخلوقي مدير البرمجة بالقناة الأولى من أجل الاضطلاع بهذه المهمة الجديدة، التي ستجعل من السهل تنظيم العمل والوقوف على مراحل الإنتاج التلفزيوني الخاص بالقناة الأولى، وفي الآن ذاته تدبير ذلك الإنتاج حسب شبكة معروفة ومضبوطة تجعل الإنتاج مسايرا وموافقا لشبكة البرمجة من جهة ومتماشيا مع دفاتر التحملات المجددة من طرف الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري.

جمال الخنوسي
الصورة العلمي الخلوقي مدير البرمجة بالقناة الأولى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق