07‏/01‏/2007

" ياهو " المنافق

محرك البحث على الأنترنيت يقدم منحا جامعية من أجل دعم حرية التعبير وفي نفس الوقت يقوم بفرض رقابة على المعلومات لكسب رضى "بكين" !
" ياهو " المنافق
أقدم القيمون على محرك البحث الشهير على الشبكة العنكبوتية "ياهو " بتخصيص منح جامعية خاصة بدعم حرية التعبير في البلدان التي تعرف بالقمع وضيق هامش الحريات العامة. وقد بلغت قيمة المنحة مايقارب المليون دولار منحت لجامعة ستانفورد بكاليفورنيا. لكن الغريب في الأمر هو أن " ياهو " متورطة منذ سنوات في إسهامها وتواطئها مع الحكومة الصينية من أجل فرض رقابة صارمة على صفحات الأنترنيت
.
على سبيل المثال، على الصفحة (yahoo.com) لن يجد المتصفح أي إحالة أو معلومة مرتبطة بمجزرة ساحة "تيانمان" أو معلومات تخص المساس بحرية التعبير في هذا البلد. فالنتيجة يتم غربلتها من طرف المحرك الشهير انطلاقا من مقره في كاليفورنيا . أكثر ما هذا فقد ثبت تورط " ياهو" فيما هو أشنع فقد أوردت جريدة " لييراسيون " الفرنسية نقلا عن منظمة " مراسلون بلا حدود " أن ياهو بلغ عن الكثير من الصحافيين المستقلين ، وسربت معلومات عنهم للسلطات الصينية التي اعتقلتهم وأذاقتهم جميع أنواع التعديب . وكل مرة تطلب فيها الشرطة الصينية حذف صفحات تتضمن انتقادا للأوضاع في الصين إلا وتذعن " ياهو" لمطالبها بدون أدنى اعتراض .
وماهو مؤكد حتى الآن فإن "ياهو" تسبب على الأقل في سجن 4 صحفيين ومناضلين حقوقيين أشهرهم " سين تاو "الذي حكم ب 10 سنوات سجنا سنة 1995 بتهمة تسريب معلومات وأسرار دولة للخارج. لكن ماقام به الصحافي في حقيقة الأمر هو تعميم تحذير " يروج " داخل المؤسسة الصحفية التي يشتغل بها يمنع عدم ذكر أو نشر تقارير أو معلومات تتعلق بأحداث " مجزة " تيانمان " وماكان على السلطات الصينية سوى طلب المعلومات متعلقة بصاحب البريد الإلكتروني الذي أرسل هذه " المعلومات الخطيرة " على الأنترنيت وإلقاء القبض على " المجرم الخطير " و " الخائن الكبير ".
وبعد كل هذا أن تزعم " ياهو " دعمها لحرية التعبير عبر العالم فذلك ما نعته العديد من المتتبعين بالمهزلة الكبرى ، ولاتجد " ياهو " للرد سوى كونها تقديم الاعتذار عن كل الاعتقالات والتذكير بأنها شركة تجارية مطالبة بالامتثال لقوانين البلد الذي تشتغل على ترابه . ويرى المدافعون عن الحريات أن " ياهو " مطالبة بالدفاع على حرية التعبير وتشجعها على الأراضي الصينية وليس بتقديم " الصدقات على الجامعات الأمريكية" .
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق