07‏/01‏/2007

عودة قوية للقنوات الإذاعية مع بداية سنة 2007


مع بداية هذه السنة، ستدخل العديد من القنوات الإذاعية مضمار المنافسة فيما بينها، كي يكتمل عدد القنوات العشر التي صرحت لها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في إطار فتح المجال السمعي البصري وتحريره.
لم يعد المشاهد سجين القنوات الكلاسيكية التي لازمته منذ سنوات، وضع الانفتاح الإذاعي الأخيرأمامه باقة مختلفة من القنوات تتوخى القرب من المستمع وتلتزم بقضاياه المباشرة والآنية. رهان ستثبت الشهور القادمة مدى التزام كل قناة على حدة بوعودها ودفاتر التحمل، خصوصا مع الإكراهات المادية والتنافسية حول سوق إشهارية سخية تارة وشحيحة تارة أخرى.
بعد "هيت راديو" و"أطلانتيك" و"شذى إف إم"، من المنتظر أن تنضاف في غضون الأيام القليلة القادمة قنوات إذاعية مثل "كاب راديو" لمحمد لعروسي وعلي لزرق، وثلاث قنوات تنضاف لرصيد كمال لحلو وهي "سوس إف إم" و"سايس إف إم" و"أطلس إف إم". و قناة "بيز إف إم" للتهامي الغرفي و"راديو بليس مراكش" و"راديو بليس أكادير" لعبد الرحمان عدوي.

"كاب راديو" لمحمد لعروسي وعلي لزرق تجعل من اللغة المستعملة خصوصيتها لتتمز عن باقي القنوات المنافسة كميدي 1 مثلا. حيث ستبث برامجها المختلفة بالدارجة والريفية التي يعتبرهما علي لزرق أكثر صعوبة من العمل بالعربية الفصحى نظرا لكونهما بدون قواعد محددة ومضبوطة ومفردات تحتكم للقواميس. كما أن "كاب راديو" ستعطي اهتماما خاصا للأخبار والقضايا المحلية دون إغفال البعد الوطني والأحداث العالمية الكبرى. ومن المنتظر أن ينطلق البث يوم الاثنين القادم بدل 2 يناير وهو التاريخ المحدد سابقا، والذي تم تأجيله لاعتبارات داخلية. وسيقتصر البث التجريبي في بداية الأمر على منطقة طنجة وأصيلا والعرائش وتطوان، على أن يمتد بعد أسبوعين لمنطقة وجدة والناظور وتارغيست وفكيك. وقد واجهت "كاب راديو" صعوبات جغرافية ترتبط بطبيعة المنطقة الجبلية، تطلبت تجهيزات وتقنيات خاصة. كما أنها كانت ملزمة على إجراء تدريب ميداني وتكوين مستمر لطاقمها المكون من 7 صحفيين جلهم سبق له العمل في الصحافة المكتوبة.
وتضم شبكة برامج "كاب راديو" مواد إذاعية متنوعة على ذبذبة 60.4 ك "البرنامج الإسباني" الذي ينقل أخبار وأنشطة الجالية المغربية في منطقة الأندلس في الجنوب الاسباني والأخبار التي لها علاقة بالهجرة على العموم. وبرنامج "أوربا .. العالم الآخر" الذي يبرز سياسة المغرب في مجال الهجرة وإبراز ومعالجة سياسة بلدان الاستقبال والإقامة تجاه الهجرة والمهاجرين. وبرنامج "من الميناء" الذي يجعل من ميناء مدينة طنجة محور اهتمامه ويطلع المستمع على سير عملية العبور و ديناميكيتها عن طريق وصف حي لما يجري أثناء المغادرة والوصول. هذا بالإضافة للأغاني المغربية والشرقية والأهازيج والأنغام المحلية لمنطقة جبالة والريف. ويستمر البث من الساعة السادسة صباحا إلى منتصف الليل.

كمال لحلو حدد تاريخ 12 يناير موعدا لإطلاق "أطلس إف إم" على موجة 97.7 والتي تغطي مراكش والنواحي على مدى 24 ساعة على 24ساعة وتتوخى على غرار زميلاتها سياسة القرب من المستمعين والتطرق لمواضيع تهم المراكشيين بشكل مباشر. وتضم شبكة البرامج، برامج إهداءات وبرامج حوارية بالإضافة لنشرات إخبارية بالدارجة.
ومن المنتظر أن يقوم نجوم القناة الأولى الأم "كازا إف إم" بتنشيط برامج ومنوعات على القنوات الجهوية الأخرى التابعة لمجموعة "نيو بيبليسيتي" كما هو الأمر بالنسبة للمدعو "ناب" و"عماد قطبي".
"بيز إف إم" لتهامي الغرفي ستتخصص في مجالات التجارة والأعمال بالإضافة لوصلات إخبارية وبرامج ذات طبيعة ترفيهية.
أما "راديو بليس مراكش" و"راديو بليس أكادير" (92.04) فقد اعتبرهما عبد الرحمان عدوي أول قناة عامة محلية ذات هوية سياحية حيث تتضمن كل منهما رسائل توعية، وتعريفا بالمدن وخصوصياتها السياحية ومعالمها التاريخية وبنياتها الفندقية والترفيهية. ويخضع طاقم القناتين لمرحلة تكوينية وتدريبية لكي يتسنى لها البث بشكل رسمي بعد أسبوعبن. ويقول عدوي إن العقبة الرئيسية التي واجهت "راديو بليس مراكش" و"راديو بليس أكادير" هي اختيار الطاقم التقني الكفء والمناسب باعتباره عملة نادرة. وستراهن القناتان على لغات ولهجات مختلفة كالعربية والأمازيغية والفرنسية والإسبانية وغيرها.
أمام كل هذه القنوات رهانات مختلفة ترتبط أساسا بإرضاء المستمع وإجباره على العودة لوسيلة تواصلية وإخبارية عانت طويلا من التهميش من جهة، ومن المنافسة الشرسة للصورة والتلفزيون خصوصا مع ثورة الفضائيات والقنوات المتخصصة والفيديو كليب. بالإضافة على رهان الاستمرار في ظل منافسة شرسة على سوق للإشهار غير مستقرة، تراهن أكثر على الإعلام المرئي.
إن انطلاق كل هذه القنوات الإذاعية هو بداية لمغامرة إعلامية مجهولة، وفي نفس الوقت هو تدوين للأسطر الأولى من حقبة جديدة لتاريخ المغرب الإعلامي.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق