01‏/10‏/2007

لطيف لحلو: وجدت صعوبة في إيجاد ممثلة تقوم بدور سميرة






لطيف لحلو: وجدت صعوبة في إيجاد ممثلة تقوم بدور سميرة
مخرج فيلم "سميرة في الضيعة" قال إنه أراد اختراق المسكوت عنه وفتح قنوات للحوار حول الجنس

مع انتهاء الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان أفلام العالم الذي نظم بمونتريال (كندا)، وفوز فيلم "سميرة في الضيعة" ضمن المسابقة الدولية للأفلام الطويلة بجائزتي أحسن سيناريو والجائزة الدولية للنقاد، قفز اسم المخرج المغربي لطيف لحلو إلى الواجهة، إذ كان الفيلم الفائز بحق إحدى مفاجآت المهرجان وأحد أهم أفلامه بمستواه العالي فنيا، وموضوعه الإنساني المؤثر.
في الحوار التالي يتحدث لحلو عن تجربته الأخيرة، والصعوبات التي واجهت إنجاز الفيلم، ومغامرة الاشتغال على فيلم يجعل من الجنس تيمته الرئيسية.

- ألا تعتقدون أن فيلم "سميرة في الضيعة" مغامرة كبيرة بالنسبة لأي مخرج مغربي؟

-- مع بداية كل فيلم تبدأ المغامرة، لكننا لا نعرف كيف ومتى ستكون النهاية مهما كانت طبيعتها سلبية كانت أم إيجابية. أما إذا تحدثنا بجدية فإن مشروع فيلم سميرة في الضيعة لم يكن مغامرة بالنسبة إلي رغم مواجهتي لصعوبتين أساسيتين، أولى هي البحث عن دعم مادي لإنتاج الفيلم، والثانية تتجلى في العثور على ممثلة مغربية لتلعب دور سميرة. فكما ترون الفيلم صور ووضب وعرض فور إنجازه بأحد أكبر المهرجانات الدولية الذي حصل فيه على جائزتين أذكر منها جائزة النقاد العالمية التي تمنح عادة لأعمال ذات جودة عالية.

- لماذا هذه التيمة بالذات؟
-- اخترت هذا الموضوع لعدة أسباب منها سبب ظرفي، إذ عرض علي إبراهيم هاني سيناريو تدور قصته حول أختين وصديقتهما، الثلاث يعانين مشكل العنوسة، ووالديهن الذين يريدون تزويجهن بأي ثمن. السيناريو يتطرق لحياتهن اليومية لمدة شهور لينتهي بقصة واحدة منهن التي ينجح والدها في تزويجها بعريس غني، فلاح يمتلك أراضي كثيرة وضيعة بعيدة عن الأنظار، بقية القصة ستجدونها في الفيلم. الشيء الذي أثار انتباهي بشدة هو وضعية هذه الفتاة ذات الثلاثين ربيعا، متحضرة، أنيقة، تهتم بشكلها الخارجي، وتحلم بالحياة كما تقرؤها في الروايات أو تراها في المسلسلات المصرية. تتزوج بهذه الطريقة وترتمي في أحضان رجل غليظ وتصبح سجينة عادات وطريقة عيش فيودالية متشابهة مع كل ما هو قديم ومتجاوز. الوضعية تزداد تأزما عندما تكتشف هذه الفتاة أن هذا الزوج عاجز جنسيا، ماذا ستعمل أي شابة في مثل هذه الظروف؟
كنت أشتغل على السيناريو، إذ أنجزت خمسة سيناريوهات مختلفة، وتأكد لي يوما بعد يوم أهمية الموضوع الرئيسي والمواضيع الفرعية وصعوبة معالجة ودمج كل هذا في الفيلم نفسه مع المحافظة على الوضوح وعدم الإطناب.
شيئا فشيئا أصبحت أرى الشخصيات من الخارج ومن الداخل وأحاول الوصول إلى أعماقها، وبسرعة صارت الأشياء أكثر وضوحا، بطبيعة الحال كانت هناك عدة خيارات لكنني لم أتوقف لأن كل هذا كان يدخل ضمن الصورة التي أرى بها العالم، يمكن أن تعتبر هذا غرورا لكن كما تعرف لكل نظرته الخاصة إلى الحياة، ولهذا فنحن نختلف عن الحيوانات ويمكننا التقدم إلى الأمام.



- ألا يخيفكم التطرق إلى الجنس في السينما؟
-- إطلاقا لا، كيف يمكننا تصور الحياة بدون جنس؟ الله تعالى خلقنا ذكورا وإناثا من أجل الإنجاب واستمرار الحياة على الأرض، إذن لماذا نتجاهل الجنس؟
السينما أحيانا هي مرآة تعكس جوانب عديدة من الحياة، والجنس هو جانب من هذه الجوانب التى يجب علينا أن نتحدث عنها، بالطبع هناك طرق متعددة لمعالجة الجنس في السنيما كما في الحياة اليومية، وهنا يظهر عمل المبدع لكي لا يقع خلط بين الجنس والبورنوغرافيا، وأعرف أن هناك أشخاصا عندهم إلتباس وسوء فهم لهذه النقطة بالذات ويحاولون الإيقاع بي في هذا الفخ لكنني سأظل يقظا ولن أسقط فيه.

- هل تتوقعون رد فعل صاخبا من لدن القوى المحافظة؟
-- أتمنى أن ينجح فيلم "سميرة في الضيعة، في استقطاب اهتمام المشاهدين وأن يخلق بينهم حوارات مثمرة، وأتمنى أن تمر هذه الحوارات وتبادل وجهات النظر في جو من الاحترام والصراحة. يجب أن تحترم جميع الآراء، المهم من هذا كله أن نتناقش حول هذا الموضوع بهدوء وعقلانية، لأنه جانب مهم من حياتنا الاجتماعية، ولا يمكن أن يظل ضمن الطابوهات، لهذا تطرقت له في فيلم "سميرة في الضيعة" لأن السكوت تترتب عنه عواقب وخيمة.
لقد تطرقت ّإلى هذا الموضوع وأردت أن أشاهد من الداخل ومن الخارج مأساة أربعة أشخاص مجبرين على العيش تحت سقف واحد، أنا لا أدعي الحكمة وليست لدي رسائل أو دروس أعطيها للآخرين، حاولت ببساطة التعبير عن العالم الذي أعيش فيه وأظن أنني نجحت وهذا يكفيني.

- لماذا بقيت نهاية الفيلم مفتوحة ؟ هل سننتظر "سميرة في الضيعة 2" أم أن المرأة المغربية محكوم عليها بالخضوع والصمت؟

-- للجواب عن هذا السؤال أقول إن المرأة المغربية ناضجة ومحصنة، وأثبتت هذا في السنوات الأخيرة. لقد أصبحت مثلا أعلى في دول العالم الثالث، أنظروا حولكم فالمرأة المغربية لا تخضع للعزلة والعنف إلا بمحض إرادتها. أظن أنها تبرهن كل يوم عن قدراتها على المطالبة والحصول على حقوقها، وفيلم "سميرة في الضيعة" يشارك نوعا ما في كفاح المرأة، ويدافع عن وضعيتها كامرأة بالغة ومتحررة من هيمنة و ضغط المجتمع الرجولي.
أجرى الحوار: جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق