30‏/09‏/2007

مسؤولون أمريكيون يدعون إلى وضع حد لقرعة الهجرة السنوية

مسؤولون أمريكيون يدعون إلى وضع حد لقرعة الهجرة السنوية
اعتبروها طريقا سهلا للإرهابيين والمتطرفين لدخول البلاد وإلغاؤها سيقطع الطريق أمام "المجرمين"


لم يكن لأحداث الحادي عشر من شتنبر الإرهابية تأثير مادي على الاقتصاد الأمريكي فحسب، مع سقوط أحد الرموز الاقتصادية الكبرى في بلاد العم سام، وأيقونة عظمته وشموخه، ويتعلق الأمر بتهاوي برجي التجارة العالمية في نيويورك، بل خلفت العمليات آثارا نفسية بليغة وأصابت الإدارة الأمريكية بفوبيا أو خوف مرضي اسمه العرب والمسلمون والمهاجرون على العموم.
آخر أعراض هذا المرض العضال يتجلى في الأصوات النشاز التي بدأت تتعالى بين الفينة والأخرى، تدعو إلى إلغاء برنامج الهجرة السنوي الذي تقوم من خلاله الإدارة الأمريكية بإجراء قرعة عشوائية تتم عن طريق الكمبيوتر، وتتيح 55 ألف فرصة للهجرة والإقامة والعمل سنويا، ويكون من حق الفائزين الذين يشترط فيهم الحصول على مؤهل دراسي أو خبرة لمدة سنتين في العمل، بعد سنوات معدودة الحصول على الجنسية الأمريكية والانتماء إلى "الدولة العظمى" ودخول "الفردوس المفقود" من بابه الواسع.
لقد اختارت الإدارة الأمريكية هذه الوسيلة "العشوائية" لتسيير سياسة الهجرة وخولت للكمبيوتر مسؤولية انتقاء المحظوظين الذين ستفتح أمامهم أبواب "سيدنا قدر" خلافا لسياسات بلدان أخرى مثل الهجرة الانتقائية في فرنسا و الهجرة النخبوية في كندا.
وسائل الإعلام الأمريكية المساندة للمحافظين الجدد في البيت الأبيض، أطلقت عنان لسانها للحديث عن تقرير حكومي خلص إلى كون برنامج القرعة السنوي أو "اليانصيب الأمريكي"، أصبح ضحية للإرهابيين والمزورين الذين جعلوا منه بابا لدخول الولايات المتحدة، ونشر الرعب فيها. وحسب التقرير ذاته فإن المسألة أصبحت ملحة، وتكتسي طابعا حيويا مع الوقت عصيب، الذي جعل يد الارهاب تضرب في كل مكان بشكل أعمى يفتح الباب لكل الاحتمالات، ويجعل من الضروري "تنظيف" البرنامج أو إلغاءه.
ولتأكيد هذه الأطروحة يلح التقرير الذي نشر في 21 شتنبر الماضي تحت عنوان "أمن الحدود: التزوير يحد من فاعلية الدولة في ضبط برنامج الهجرة"، على أن 9800 فرد حول العالم، ينتمون إلى دول تنعتها أمريكا ب"داعمة للإرهاب"، استغلوا قرعة الهجرة من أجل الدخول إلى "جنات عدن" قادمين من "محور الشر"، والحصول على البطاقة الخضراء، "معبودة الجماهير" التي تخول لهم الإقامة الدائمة في البلاد. ويتكون الرقم المذكور من إيرانيين يمثلون 3000 فرد، والسودانيين بالعدد نفسه، والسوريين ب160 فردا والكوبيين ب2700 فرد.
وطالب التقرير نفسه بضرورة تتبع هؤلاء المهاجرين بعد التحاقهم ب"الوطن الجديد" والتأكد من خططهم، ومحاكمة نواياهم. "فالولايات المتحدة ستستقبل المهاجرين الذين يحترمون قوانينها، ويساهمون في بناء المجتمع، مع وضع الأمن كأولى الأولويات".
أصوات أخرى من بينها الجمهوري "توم تانكريدو" دعت، وبكل بساطة، إلى وضع حد لهذا البرنامج وقطع الطريق بشكل جذري على هؤلاء "المشوشين" وإنهاء "صداع الراس". "إن الإرهابيين المفترضين والمجرمين الخطرين يستغلون برنامج الهجرة لدخول البلاد، وحان الوقت للكف عن اللعب بأمن البلاد وسلامتها وبالتالي إيقاف هذا البرنامج فورا، لأنه يحمل ثغرات وعيوبا يستغلها منتمون لبلدان تشجع الإرهاب وتحميه لاختراق أمننا وتهديد سلامة بلدنا ".
ويعتبر هذا التقرير الثاني من نوعه بعد تقرير مشابه صدر سنة 2003 وخلص إلى النتائج نفسها، وغذى الفوبيا ذاتها التي جعلت من العرب والمسلمين متهمين إلى أن تتبث براءتهم.
جمال الخنوسي
http://jamalelkhanoussi.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق