07‏/09‏/2007

الاستعانة بالإس إم إس ووكالات الاتصال لترويج "السلع" الانتخابية

الاستعانة بالإس إم إس ووكالات الاتصال لترويج "السلع" الانتخابية
فتحت المقرات والمرائب خصيصا للمناسبة ومعها المواقع و"البلوغات" على الانترنيت

أسالت وكالة إشهارية في فرنسا الكثير من المداد إبان الحملة الرئاسية الفرنسية الأخيرة، إذ عرضت المرشحين إلى دخول قصر الاليزيه، كمنتوجات ياغورت يجب تسويقها كسلعة من السلع. وتمادت الوكالة أكثر في طرحها، ووضعت على كل علبة اسم مرشح محدد كان من بينها الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي ومنافسته سيغولين روايال.
أكثر من هذا فإن الوكالات الاشهارية نظمت نفسها وغدت تشكل "لوبيا" ضاغطا وقويا، تحت شعار "ديمقراطية وتواصل". يطالب بأخذ نصيبه من الكعكة التي تخصصها الدولة لإدارة العملية الانتخابية، وتمكنت من انتزاع الحق في القيام بحملات إشهارية وتوعوية من اجل حث المواطنين على التصويت، بدل وزير التشغيل الذي كانت توكل إليه هذه الوظيفة. وهو ما تم نقله عندنا من خلال ما يسمى ب"دابا 2007" التي تكلف بها نور الدين عيوش مالك "شمس" أكبر وكالة إشهارية في المغرب. فاصبحت الحملة بالراب والهيب هوب والإس إم إس أيضا. فقد اعتدنا جميعا أن نتلقى بين الفينة والأخرى على هواتفنا المحمولة رسالات إعلانية عن "بروموسيون" تقوم به شركة الاتصال، أو وصلة إشهارية عن تخفيضات في هذا المحل أو ذاك، ولم لا رسالة تحث على المشاركة للفوز بالسيارة التي ستنفلت بين أصابعك إذا لم تشغل أناملك للضرب على أرقام جهازك، والمشاركة في المسابقة المغرية. لكن ما لم نعتده هو أن يتلقى المرء رسالة من حزب سياسي للتعريف به والحث على التصويت لأجله. وهذا ما قام به مثلا حزب الحركة الشعبية الذي أمطر جموع منخرطي "جوال" برسالة تعرف به كحزب "من الشعب، ولأجل الشعب".
الأحزاب السياسية لم تدخر جهدا في حملة 2007، ولأول مرة استعانت أحزاب بوكالات خاصة لتسييرها وتحديد معالمها وتوجيهها. في حين لم تتمكن اخرى من ذلك اما "لعجز مادي" أو لعدم إيمانها بفاعلية السبل التي تسلكها تلك الوكالات. حزب التقدم والاشتراكية مثلا اعتبر أن التعامل مع وكالات التواصل ليس أمرا جديدا بل بدأ العمل به منذ 1995. فلابد أن يكون "لحزب حداثي طريقة محترفة وحداثية لإدارة الحملات". ويستعين الحزب بوكالة من أجل إدارة "الحملة الالكترونية" على شبكة الانترنيت من مواقع وبلوغات "هدفها التواصل مع المناضلين والناخبين". وهكذا دخلت الانترنيت إلى المعركة الانتخابية، وأصبحت هي الأخرى حلبة للحوار تارة، وللصراع تارة أخرى، بعد أن كانت مرتبطة أساسا بمقرات تفتح وتغلق بشكل غير منتظم، وبمرائب تكترى خصيصا لهذه الغاية.
في فرنسا يتولى الحملات الرئاسية على الخصوص اكبر الوكالات الاشهارية وأكثرها شهرة، إذ تتولى أدق تفاصيلها من البداية إلى النهاية، ويكون انتصار مرشحها انتصارا لها وهزيمته هو فشل للوكالة ونقطة سوداء في تاريخها. ومازال الفرنسيون إلى حدود الآن يذكرون سقطة فرانسوا ميتيران الذي لم يشفع له الشعار الذي ابتدعه وحش الإشهار "سيغيلا فيراكس" (القوة الهادئة) والتقطته في ما بعد سيغولين روايال. و"سيغيلا" هذا ضربت شهرته الآفاق ليس بتقلده منصب رئيس تحرير مجلة "باري ماتش" بل بإدارته لحملات إشهارية لعلامات مثل سيارات "سيتروين" أو قهوة "كارت نوار".
على أي حال تبقى للمغاربة نظرة خاصة أساسها أن مول "المليح" لا تبور سلعته قط.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق