27‏/09‏/2007

مغربي متهم بالإرهاب تسقطه الانترنيت في كندا



مغربي متهم بالإرهاب تسقطه الانترنيت في كندا
سعيد ناموح اتهم بالمشاركة في منتديات للقاعدة وبالإعداد لتفجيرات في ألمانيا والنمسا


سعيد ناموح مهاجر مغربي يعيش في كندا، يبلغ من العمر 34 عاما، ألقى عليه القبض الدرك الملكي الكندي "جي إع


سي" و وجهت له تهمة التحضير لتفجير سيارة مفخخة بمساعدة شركاء.مدعي العرش قال إنه كان على صلة مع مجموعة نمساوية ذات صلة بالقاعدة، "الدليل المتوفر لدينا يؤيد الاتهام، والتحقيق مستمر".
سعيد ناموح، مغربي آخر ينضاف إلى لائحة المتهمين بالإرهاب، سيثبت القضاء صحة الادعاءات أو بطلانها، ابن مدينة القنيطرة أصبح الآن إرهابيا مفترضا، هذه قصته:

ناموح في قبضة العدالة

يأتي سقوط المغربي سعيد ناموح في يد العدالة في إطار التحقيق الجاري حول بث شريط فيديو على شبكة الانترنيت، يهدد كلا من النمسا وألمانيا بعملية تفجير إرهابية. كما يأتي نتيجة إلقاء رجال الأمن في النمسا القبض على ثلاثة مشتبه بهم تحوم حولهم شبهات الارتباط بتنظيم القاعدة.
وفي الوقت الذي تم فيه إطلاق سراح عنصر من المجموعة يبلغ من العمر 26 عاما ألقي عليه القبض في "ماسكينونجي" قبل عشرة أيام، ارتأى القاضي أنه لا تتوفر أدلة كافية ضده، تم الإبقاء رهن الاعتقال أسبوعين، على شاب يبلغ من العمر 22 سنة وزوجته البالغة من العمر 20 سنة، وتم التحفظ عليهما ورفض طلب تمتيعهما بالسراح المؤقت. ويتهدد الزوج ذا الأصول العربية عشر سنوات سجنا إذا ما ثبتت عليهما تهمة الانضمام إلى خلية إرهابية.
وذكرت تقارير الأمن النمساوي أن مقطع الفيديو يهدد كلا من ألمانيا والنمسا بعمليات إرهابية إذا ما رفض البلدان سحب قواتهما من أفغانستان. وتشارك ألمانيا في قوات الحلف الأطلسي المرابطة في أفغانستان ب3000 جندي بينما لا تشارك النمسا سوى بأربع ضباط للربط والاتصال.
تعاون نمساوي كندي
حسب مجموعة أمريكية للبحث في موضوع الإرهاب تعكف على مراقبة وتحليل خطابات القاعدة على شبكة الانترنيت، فإن المشتبه فيه البالغ من العمر 22 سنة كان أحد رؤساء الجبهة الإعلامية للإسلام العالمي وهي مجموعة متخصصة في البروباغندا لصالح القاعدة ومرتبطة بعلميات إرهابية.
وقال وزير الداخلية النمساوي غونتر بلاتير في حديث للتلفزيون النمساوي إنه بفضل التعاون بين أجهزة الأمن الكندية والنمساوية تم إلقاء القبض على المسلمين الأربعة بعد مراقبة اتصالاتهم عبر شبكة الانترنت.وذكر انه لم يتم التوصل حتى الآن إلى أدلة تفيد بتورط هؤلاء في أعمال إرهابية باستثناء شريط فيديو يهدد النمسا وألمانيا بأعمال انتقامية بسبب تدخلهما في أفغانستان ويشتبه بصلتهم بهذا العمل.وأكد أنه في حالة ثبوت قيام المعتقلين الثلاثة في النمسا بإعداد هذا الفيلم فإنهم سيعاقبون وفقا للقانون الجنائي المحلي بتهمة التحريض على الإرهاب.
وكان الدرك الملكي الكندي أطلق تحقيقاته بعد اتصالات مع السلطات النمساوية قبل شهرين واتفق الطرفان للقيام بعمليات الاعتقال في الوقت نفسه.
وحسب تصريحات الكابورال سيلفان لورو من الدرك الملكي الكندي، ليس هناك داع للاعتقاد أن المشتبه فيهم كانوا ينوون القيام بعمليات إرهابية في التراب الكندي، وأن كندا كانت طرفا في المخطط دون أن تكون هدفا. وأضاف أنه لحدود الآن تبقى مسألة تسليم سعيد ناموح للسلطات النمساوية غير مطروح.
من جهة أخرى طالب محامي ناموح مهلة من أجل التقدم بطلب جديد لتمتيعه بالسراح المؤقت مقابل كفالة.

المخطط الفاشل

حسب أوراق الدعوى فإن ناموح كان يخطط لعمل إرهابي بين أبريل وشتنبر 2007 بمشاركة محمد محمود وأشخاص آخرين من خلال تفجير سيارة مفخخة في مكان غير محدد وإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا. وأكد الدرك الملكي الكندي انه لم يعثر على أية متفجرات عندما تم إلقاء القبض على المهاجر المغربي. إلا أنهم حجزوا وثائق ومستندات وأجهزة كمبيوتر، رفضوا الإفصاح عن محتواها.
وتبرز أوراق الدعوى أن ناموح معروف لدى السلطات الكندية وفرق محاربة الإرهاب منذ زمن بعيد، واتهم في بداية الصيف باقتحام ملك خاص، وكان من المقرر أن يمثل أمام العدالة في 24 شتنبر الجاري بشاوينيغات.
وجاء في أوراق الدعوى أن ناموح كان يشارك في المنتديات الجهادية على شبكة الانترنيت، تحت اسم مستعار هو "أشرف"، وكانت مشاركاته لافتة يوزع فيها عناوين مواقع جهادية ومقاطع فيديو للظواهري وبن لادن. وقالت بعض المصادر الكندية إن ناموح كان من المقربين للجبهة الإعلامية للإسلام العالمي التي تتكفل بنشر أفكار وخطابات القاعدة "لذلك تتبعت الشرطة خطاباته ومشاركاته لمعرفة الدور الذي يقوم به ومنذ متى. فالتهديد الإرهابي يبقى دائما محدقا في الأماكن غير المنتظرة".

مهاجر "عادي"
عاش ناموح أكبر جزء من حياته في المغرب حيث التقى بامرأة كندية من إقليم الكيبيك تدعى "كارول ليسارد" إذ تزوجها سنة 2002 وافترقا منذ سنة تقريبا. لكن الدرك الملكي ألقى عليه القبض في مسكنها، حيث كان يقطن منذ أيام بعد أن ترك بيته في "تروا ريفيار" لسبب مجهول. ومن خلال المعلومات المتوفرة لم يتم الاطلاع على الوضعية القانونية لناموح وما إذا كان حصل على الجنسية الكندية.
وتعتقد السيدة ليسارد أن زوجها السابق لا يمكن انه تكون له علاقة بأي تهديدات إرهابية.
كما عبر جيران ناموح عن دهشتهم أمام أسباب اعتقاله. ويقول ميشال كليمون عمدة ماسكينونجي إن العديد من السكان جاؤوا يستفسرون حول سيارة كبيرة سوداء كانت ترابط في حيهم للمراقبة و"كنت أعتقد أنهم جاؤوا من اجل مراقبة زراعة القنب الهندي على أراض فلاحية".
وقالت الزوجة السابقة التي لم تصدق ما حدث في حوار مع راديو كندا إن زوجها السابق الذي تزوجته سنة 2003 لم يكن قط عنيفا أو عدوانيا.
وفي لقاء مع فرانس بريس قال محمد ناموح ابن عم سعيد إنه لا يصدق أن يكون ابن العائلة متورط في عمل إرهابي، "لقد كان مهذبا جدا ودائم الابتسام". وقال الشاب البالغ من العمر 30 سنة، إن آخر مرة رأى فيها سعيد كانت قبل 5 سنوات أي قبل هجرته إلى كندا. ويضيف محمد أن لابن عمه العديد من الإخوة والأخوات وابن يعيش في المغرب.
ويحكي محمد أن سعيد ترعرع بمدينة القنيطرة وحاول في العديد من المرات الهجرة إلى كندا لكن بلا جدوى حيث كانت السفارة الكندية ترفض دائما طلب التأشيرة. إلى أن التقى ب"كارول ليسارد" البالغة من العمر آنذاك 18 سنة والتي جاءت في سفر إلى المغرب بعد شهور من المحادثات على الانترنيت، فتزوجها في 2002 والتحقا معا بكندا. إلا أن كارول طلبت الطلاق سنة 2006 بسبب خيانة زوجها. فرحل للعيش في منطقة "تروا ريفيار" حيث قضى هناك بعض الوقت وعندما لم يتمكن من سداد ثمن كراء البيت تركه وعاد للعيش مرة أخرى عند طليقته حيث ألقى عليه الدرك الملكي القبض.
وقالت إحدى صديقات سعيد إنه كان كثير الصلاة ويستعمل الانترنيت باستمرار وربما التقى محمد محمود على الشبكة العنكبوتية حيث كان يقوم بتجنيد الأتباع عبر البريد أيضا، حسبما ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية.
وقال أحد مشغليه القدامى إنه كان مواظبا على الصلاة ويصوم رمضان ودائم البحث عن عمل أفضل لأنه كان يريد إرسال إعانات لجمعيات تهتم بالمعاقين كما كان يدعي.
ويتتبع سكان مدينة ماسكينونجي عن كثب قضية المهاجر المتهم بعلاقته مع منظمة بن لادن الإرهابية وهو ما اعتبره الجميع مفاجأة وصدمة كبيرة.

أمام القاضي

قالت مصادر قضائية إن ناموح سيقضي المدة الحبسية في كندا، إذا ما ثبتت عليه التهمة ولن يتم ترحيله إلى المغرب. في حين رفضت "ماري ايلين لوبلون بورك"محامية المهاجر المغربي التعليق. في الوقت الذي تم فيه عرض ناموح وللمرة الثانية خلال يومين في قصر العدالة لمونتريال، حيث بدا المهاجر المغربي هادئا يرتدي سروال جينز وقميصا أبيض اللون. ولزم قفص المتهمين قرابة دقيقة واحدة الوقت اللازم ليعرف فيه أنه ملزم بالبقاء رهن الاعتقال إلى غاية الموعد المقبل للجلسة.

جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق