10‏/04‏/2006

سامية أقريو


سامية أقريو تتحدث ل"صوت الناس" عن تجربتها التلفزيونية الجديدة
المواطن المغربي يجد صعوبة كبيرة في الحديث بوجه مكشوف عن المشاكل والقضايا التي تمسه بشكل مباشر

عندما يذكر اسم سامية أقريو يتبادر إلى الذهن بشكل بديهي اسم المسرح. التصقت صورة الفن الراقي بفتاة صغيرة تتسم بالظرف و الخفة و سرعة الكلام و لكنة شمالية محبوبة .وينسى الكثيرون أن لسامية حياة سينمائية وتلفزيونية أيضا. انطلقت مع برنامج، للطبخ وتوجت مؤخرا ببرنامج يناقش قضايا الأسرة المغربية بشكل جديد ومبتكر، خلف ردود فعل قوية ترجمها المشاهد باتصالاته الهاتفية المكثفة و نسب مشاهدة عالية. خصوصا مع الحلقات المخصصة للأمهات العازبات و الأطفال المعاقين ذهنيا
في الحوار التالي تحدثنا سامية عن المشاكل التي تصادف التجربة ونقط القوة فيها و الضعف. والجرأة في اختيار المواضيع وطرحها وتتحدث كذلك عن تجربتها الإشهارية الجديدة
في البداية كيف انطلقت فكرة برنامج "أسر وحلول"؟
مع انطلاقة البرنامج كانت تقدمه صديقتي الإعلامية "فاطمة لوكيلي" . وهنا لن أعود إلى أسباب تخليها عن تقديم البرنامج ولا أريد الغوص في مثل هذه التفاصيل
لما رأيت البرنامج أول مرة لم يثرني بشكل كبير. لكن لما عرض علي وجدت هدفه ساميا ونبيلا ، ويتوجه لشريحة كبيرة من المواطنين من أجل إيضاح العديد من الأمور ومناقشة مختلف القضايا. إن البرنامج عمل اجتماعي محض لأن الأسرة المغربية تفتقد لبرنامج خاص بها يكون موضوعه مناقشة همومها الخاصة
هدفنا بالأساس مناقشة قضايا الأسرة التي هي في حقيقة الأمر نواة المجتمع ومكونها الأساسي. وما شجعني أكثر هو طبيعة المواضيع المقترحة كقضية أطفال الشوارع أو الأطفال في وضعية صعبة أو المعاقين ذهنيا والأمهات العازبات. إنها مواضيع أثارتني ونالت إعجابي لا من ناحية جدتها أو من ناحية انتشارها كظواهر مجتمعية يجب التطرق إليها، ونقلها من الإطار الضيق التي تخندقت داخله إلى النور ومناقشتها علنا، من أجل إيجاد حلول كفيلة بالقضاء على الظاهرة. لقد كان قبولي للبرنامج بمثابة تلبية لنداء المواطنة. والقيام بواجبي كمغربية وفنانة. أرى من واجبي تقديم يد المساعدة لبلدي ومجتمعي، لأني كمبدعة مرتبطة بهموم وطني وقضاياه. والبرنامج الذي أقدم، له بعد تثقيفي يعنى بشريحة لا تجد لها متنفسا أو برنامجا يعبر عنها في التلفزيون المغربي لأنه بالأساس يقدم بالدارجة. ونحاول ما أمكن أن يكون كلامنا والتعابير المستعملة بسيطة ومفهومة. أنا لا أقول أننا نجحنا مئة بالمئة، ولكننا على الأقل نثير مشاكل وهموم وقضايا كانت مسكوت عنها من قبل. وتوصلنا بردود جيدة جيدا ومشجعة
أنت راضية إذن عن النتيجة ؟
يكفيني فخرا أن البرنامج استطاع لم شمل عائلة بأكملها ، وأعاد بنتا كانت ضيفة في البرنامج في إطار مناقشة موضوع الأمهات العازبات إلى عائلتها وذويها. وكان البرنامج واسطة خير وسببا لإعادة إيصال رباط الود. احتضنت العائلة ابنتها وابنة ابنتها من جديد. لقد كنت على وشك التخلي عن تقديم البرنامج لكن ما حدث مع هذه الفتاة ملأني بالأمل، وجعلني أتشبث برسالتي أكثر
أنا لا يهمني الظهور في التلفزيون بقدر ما يهمني القيام بواجبي تجاه هذا الوطن الذي منحني الكثير. أما الحضور فيمكن أن يتحقق من خلال مسرحية أو فيلم أو حتى إشهار. أنا أريد أن أوظف صورتي وأدواتي من أجل معالجة مشاكل مزمنة، أقول معالجة لأن مجرد طرح الأمور للنقاش فتلك خطوة مهمة إلى الأمام
كيف يتم اختيار المواضيع؟
هناك لجنة خاصة بذلك تتولى اقتراح المواضيع والاتفاق حولها. والغريب في برنامجنا هو أن جل أعضاء هذه اللجنة نساء. وكأنها صورة للدور الجبار الذي تلعبه المرأة داخل الأسرة المغربية. المرأة تمثل عنصرا مهما داخل برنامجنا كالمنتجة ياسمين الشامي و الأخصائية النفسية أمينة بوستة والمسؤولة عن الكاستينغ نور الهدى أبو الدهاش و المسؤولة عن اليومية رفيقة بن ميمون و الصحفية مريم وغيرهن من العناصر واللبنات الأساسية في البرنامج. إننا نجتمع ونناقش ونتفق حول المحاور، فهو عمل جماعي ونتمنى أن تعكس النتيجة المجهود الذي نبذله فيه
أين تكمن الصعوبات التي تواجهونها في إعداد البرنامج ؟
إنها تتجلى بالأساس في الكاستينغ واختيار الضيوف ، فالمغربي ما زال يجد صعوبة كبيرة في الحديث بوجه مكشوف عن مشاكله والقضايا التي تمسه بشكل مباشر. خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بموضوع يعتبره المجتمع "طابو" أو ينعته بكونه "حشومة" أو عار. وفي بعض الأحيان يعتذر الضيوف عن الحضور ليلة التصوير ونضطر للبحث عن البديل في أسرع وقت ممكن
إن البرنامج يعتمد كثيرا على قدرة الضيوف على التعبير و البوح. إنهم أكثر أهمية من مقدمة البرنامج ونحن نجد مشاكل كبيرة في هذاالإطار. إن المواطن المغربي يمكن أن يجد لذة في الحديث عن جاره أوزميله في العمل أو صديقه ، لكن سيرفض رفضا باثا الحديث عن نفسه. وأنا أقدم تحية خاصة لكل من استطاع الحديث في برنامجنا وتحدى كل العراقيل الذاتية منها والموضوعية.
في حقيقة الأمر ليس بهين، لا بالنسبة لهم ولا بالنسبة لنا
.
الملاحظ أن المواضيع التي يطرحها البرنامج حتى الآن تتسم بنوع من الجرأة؟
لم لا ، الجرأة محمودة في مثل هذه القضايا. أعني الجرأة الإيجابية التي تتوخى بلوغ الأهداف السامية، بعيدا عن الجرأة المجانية التي تنشد الإثارة فقط. تجربتي القديمة في التلفزيون جعلتني أفكر طويلا قبل أن أقبل على تجربة تلفزيونية جديدة، إن الحضور اليومي على الشاشة سيف ذو حدين ، فيمكنه أن يمنحك حضورا و شهرة كما أنه من الممكن للمشاهد أن يرفضك بسرعة ويمل منك. لهذا يجب التعامل مع التلفزيون بكثير من الحيطة والحذر . و الجرأة في التعامل مع القضايا تجعلنا نحبس أنفاس المشاهد و نثير فضوله
كما أن إحساسي بالأمومة ساعدني في التعامل مع هذه المواضيع. أصبحت استخدم إحساسي كأم وأتعاطف كثيرا مع الآخر، مع الأمهات الآخريات.. مع أطفال الغير. هذا هو المهم.. الإحساس، أما التقنيات فإني أكتسبها مع الممارسة ، وأعرف أنه مازال أمامي الكثير لتعلمه
وماذا أضاف التلفزيون لمسيرتك الفنية؟
التلفزيون منحني الانتشار والشهرة ويبقى المسرح هو حبي الكبير الذي يمنحني الحرية والانطلاق
وماذا منحك الإشهار؟
منحني صورة كونتها ومازلت أبنيها من خلال مسيرة فنية طويلة
أليس هذا استغلال صورتك ومسيرتك؟
لا أظن ذلك أنا أمنح صورتي والقيم التي أمثل، وفي نفس الوقت يمكنني الإشهار من القيام بما أحسن القيام به دون إكراهات. فالكل يعرف جيدا أن حبي الكبير هو المسرح وهو يحتاج لمصاريف كثيرة و إمكانات مادية مقابل دخل هزيل في ظل الوضع المسرحي المغربي المأزوم
حاورها : جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق