10‏/04‏/2006

إصدار "النسخة الإسلامية" لمجلة "بلاي بوي" الإباحية


نقاش صاخب في أندونيسيا يصل لحد التهديد
إصدار "النسخة الإسلامية" لمجلة "بلاي بوي" الإباحية

عرفنا الضجة التي أثارها حفيد فان غوخ بتصوير أجساد النساء و قد كتب عليها آيات قرآنية دفع ثمنها غاليا. ثم بعد ذلك جاء دور الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية لجريدة لا يعرفها أحد. وبعدها فضيحة مغنية آسيوية تنزع الحجاب في كليب غنائي. و الآن جاء الدور على مجلة "بلاي بوي" المعروفة.
المجلة الجنسية صدرت يوم الجمعة الماضي في أندونيسيا . البعض اعتبر صدورها في أكبر دولة مسلمة من حيث السكان استفزازا، والبعض الآخر جزءا من حرية الكلمة والتعبير عن الرأي. النسخة الأندونيسية الأولى تضمنت مقابلة جادة ومقالات متعمقة وصورا ملونة للنساء وابتعدت عن نشر صور عارية وصارخة جنسيا. جماعات إسلامية متشددة تهدد باستخدام القوة ضد المجلة، والمسؤولون عنها لا يعتبرونها مخالفة للعادات والتقاليد الأندونيسية.
ذريعة جديدة لنهوض زوبعة في فنجان و صناعة أبطال من ورق.

أصبح بمقدور كل الأندونسيين الاستمتاع بنسخة خاصة جدا للمجلة العالمية المعروفة "بلاي بوي". المجلة المتخصصة في نشر صور الإثارة الفتيات وتصدر في 20 نسخة عالمية مختلفة. حيث تسابق الآلاف من الشبان إلى الأكشاك ابتداء من الجمعة الماضي لاقتناء آخر النسخ المتوفرة من المجلة. وعرفت إقبالا لا مثيل له طعمته الضجة والصراع الذي نشأ بين الأطراف الداعية للتحرر والعناصر المعروفة بالتشدد الديني.
يبلغ ثمن المجلة 3,50 أورو أي ما يقارب 35 درهما. وهو ما يمثل مقابل ضعف يوم عمل في العاصمة جاكرتا. الأمر الذي يجعل المجلة في متناول الطبقة الوسطى والميسورة.
ومثل مجلة بلاي بوي التقليدية تضمنت النسخة الاندونيسية مقابلة جادة ومقالات متعمقة وصورا ملونة لنساء . ولكن لم تعرض المجلة صدورا عارية أو أي شيء يقترب من العري الكامل.
وعلى الرغم من أن الصور الموجودة داخل المجلة تعرض كما من العري أقل من الأعداد الأمريكية التي صدرت قبل 50 عاما فقد جرى تناقل نسخ المجلة من مكتب الى مكتب في مكاتب جاكرتا وزفادت التقارير تزايد الاقبال عليها وتحدثت الصحف ومحطات التلفزيون بشكل مطول عن الطبعة الاندونيسية لمجلة بلاي بوي.
وفي الوقت الذي يتسابق فيه القراء على آخر النسخ المتوفرة من المجلة أعلنت مجموعات متطرفة عن شجبها وتنديدها لهذا "الإرهاب
الأخلاقي" وأعطت للناشر مهلة أسبوع حتى يكف على نشر المجلة المذكورة. وهدد زعيم جماعة إسلامية متشددة باستخدام القوة إذا دعت الحاجة لسحب المجلة.

وقال "توباجوس صديق" وهو أحد كبار زعماء جماعة إسلامية متشددة تطلق على نفسها اسم جبهة المدافعين الاسلاميين لرويترز إن الجبهة "تعارض(بلاي بوي) في أي شكل كانت .
ويقول محمد رزق شهاب الذي ينتمي لنفس الجماعة إن اسم بلاي بوي مرادف للبورنوغرافيا. واسم المجلة أكبر دليل على ذلك حيث يعبر مباشرة عن رجل يهوى اللعب مع النساء. "فماذا يمنعهم مستقبلا من نشر صور نساء عاريات؟"
ويقول أمين معروف عضو مجلس الأئمة المسلمين في أندونسيا "إننا نرفض بلاي بوي لأنها أيقونة البورنوغرافيا العالمية فبإصرارها على الظهور فإنما تعرض نفسها لسخط المجتمع".
وصرح وزير الشباب والرياضة الأندونسي أدياكسا دول "يجب أن تمنع المجلة من الصدور بشكل قاطع لأن مجرد اسمها يشكل نوعا من التحريض والإثارة.
ويقول يوسف حاتم وهو مسؤول في الحكومة إن بلاي بوي تمثل تهديدا أخطر من تهديد "القاعدة" مع العلم أن القاعدة قتلت أكثر من 240 شخصا داخل البلاد.
ولم توافق ربة منزل تبلغ من العمر 40 عاما على ذلك وقالت "بالتأكيد إنها ضد القانون الجديد المناهض للإباحية ."
ونددت أيضا تشاماما سويرانتو رئيسة الجناح النسائي في جماعة المحمدية الإسلامية الكبيرة المعتدلة بالمجلة.
وقالت لرويترز"الجميع يعرفون أنها مجلة إباحية. ربما لم يتضمن العدد الاول أي عري. وهذه خطوة ذكية جدا من قبل الناشرين."
ويناقش البرلمان الأندونيسي حاليا قانونا لتشديد الرقابة بشكل كبير على أجهزة الإعلام بالاضافة الى السلوك العام في محاولة للحد مما يراه مقترحو القانون بأنها إباحية. "ووفقا لالتزامنا فإذا لم يقوموا بسحبها فإننا سنتصرف بأسلوبنا..أسلوب القوة. فرقنا ستلاحق بشكل واضح المحررين..إننا حتى نعارض اسم بلاي بوي."
وعكس ما كان منتظرا فقد قدمت بلاي بوي مواضيع جدية كحوار مع أكبر مفكر أندونسي "براميديا أنتاتور" ومواضيع حول المصالحة مع تيمور الشرقية. الأمر الذي أصاب القراء بخية أمل كبيرة حين وجدوا أن العدد لا يحتوي على الصور الفاضحة التي انتظروها. ووجدوا في المقابل صور نساء "كاسيات" أكثرهن جرأة تلبس المايوه (!)
وقد صرح أحد الشبان لوكالة الأنباء الفرنسية " هذا عار! كيف يعقل أن نحصل على نسخة لمجلة بلاي بوي دون أن تجد صور نساء عاريات! إنها خدعة حقيقية".

ويحتج إندرا وهو شاب أندونيسي لوسائل الإعلام التي غطت الحدث بكثافة معبرا عن خيبة أمله " لقد أخفوا عنا الكثير وهذا أمر لا يصح كنت أظن أن النسخة الأندونيسية ستكون كمثيلاتها في أوربا وأمريكا!"
وقال أليكس وهو موظف لم يذكر اسمه بالكامل "لاأرى أي شيء يبعث على الدهشة في هذه المجلة.إنها تعتمد على كيفية تفسير الناس لها. وبالنسبة لي لا توجد مشكلة."
أما أفياتونو كرهو فقد صرح بصفته مسؤولا عن مبيعات بلاي بوي "دعوا القارئ يطلع على مجلتنا ويكون رأيه الخاص".
ويباع في أندونيسيا مجلات كثيرة تذهب الى مدى أبعد من بلاي بوي الاندونيسية في المضمون الجنسي لمقالاتها وعلى الأقل الى حد بعيد في صورها. حيث تصدر في البلاد منذ سنوات مجلات ك "F H M" و "Maxim" إضافة إلى جرائد ومجلات فضائحية محلية تعكف على نشر صور أكثر إباحية مما تقدمه بلاي بوي.
جمال الخنوسي

هناك تعليق واحد: