20‏/04‏/2006

الكاتبة ميليسا باناريللو المراهقة التي قسمت إيطاليا


أفكار رجال الدين عن الجنس خاطئة
ميليسا باناريللو و يسمونها أيضا "لوليتا صقلية" ظاهرة أدبية حقيقية نشرت في يوليوز 2003 مذكراتها الشخصية و لم تتعد بعد ربيعها 16 . الكتاب الذي تروي فييه مغامراتها الجنسية المبكرة و الذي بيع منه زكثر من 700ألف نسخة و تم ترجمته إلى أكثر من 18 لغة حول العالم. الكتاب يحتوي على كل شيء : اغتصاب و سادية و مازوشية و مثلية ... كل اللوحات الجنسية و الميولات الغريبة. الكتاب أثار زوبعة قوية في بلد الفاتيكان لكنه في نفس الوقت أعطى انطلاقة الحوار بين الآباء و الأبناء حول طابو شائك اسمه الجنس.
بعد «100 coups de brosse avant d'aller dormir» هو عنوان الكتاب الأول لميليسا الذي تحكي فيه المغامرات الجنسية لمراهقة وتفاصيلها الخاصة و التي حققت قصصها المصورة عن الجنس لدى المراهقين أفضل المبيعات في أنحاء العالم . الأمر الذي دفع النيويورك تايمز وقتها أن تقول عن الكتاب إنه قسم إيطاليا إلى قسمين بين مناهض و مساند. أصدرت ميليسا كتابها الجديد في يوم الجمعة الحزينة وهو يوم مهم في التقويم المسيحي.
وقالت الكاتبة الإطالية ميليسا باناريللو لرويترز الإن قواعد الأخلاق التي تتبناها الكنيسة الكاثوليكية كلها خاطئة وذلك في كتاب جديد لها نشر الجمعة الماضي.
وكتابها الجديد الذي يحمل اسم "باسم الحب" تحليل ضد تعاليم الكنيسة بشان الجنس وكتب في شكل رسالة مفتوحة على لسان فتاة من صقلية في العشرين من العمر توجهها الى أرفع كردينال في إيطاليا وهو كاميللو رويني وتدافع فيها عن الإجهاض والطلاق والمثلية الجنسية.
وقالت هذا الكتاب تمخض عن الغضب وهو غضب ولد قبل نحو عام عند وفاة "البابا الراحل" يوحنا بولس الثاني وانتخاب بنديكت السادس عشر حيث برزت نزعة أصولية دينية كنت أعتقد بوجودها فقط في كتب التاريخ
وباناريللو التي رفضت الانتقادات التي وجهها لها سياسيون بأنه لا يحق لها نصح الكنيسة اتهمت الفاتيكان بنظرته الضيقة للجنس.
وقالت باناريللو التي بيعت أكثر من 3 ملايين نسخة من كتبها في 24 دولة في أنحاء العالم للصحفيين : الأساقفة يتحدثون كثيرا عن الحياة لكن لا يبدو لي أنهم يعرفون الكثير عن عناصرها الأساسية مثل الجنس علي سبيل المثال .
وقدمت بارنيللو كتابها الجديد في مقر الحزب الايطالي الراديكالي الذي عمل على مدى عقود ضد ما يراه بأنه تدخل من الكنيسة في الحياة السياسية وكان وراء حملات خلال السبعينات من القرن الماضي لاضفاء الشرعية على الطلاق والاجهاض.
وقد صرحت ميليسا من قبل لجريدة لوماتان السويسرية حول الدوافع التي جعلتها تتوجه للكتابة أنها بدأتها كنشاط بإيعاز من أستاذها و عشيقها بعد ما عرفته و عانته من تبعات الاغتصاب. و اعتبرت الكتابة نوعا من العلاج النفسي للتخلص مماعاشت من تجارب. و قالت : أنا أعرف أنى أصدم القارئ بما أحكي و لكنها كانت الطريقة الوحيدة لإيصال الحقيقة".
و في حديثها عن الرجال تقول أنه بالرغم مما عانته إلا أنها لا تكرههم و تعتبرهم علي الأقل صرحاء باتبارهم للجنس هدفهم الأول و هو ما لا تستطيع النساد الاعتراف به . و تضيف أنها لا تعتبر نفسها قدوة للشباب لكنها تعبر عن رأي البعض منهم
.
و تأتي كتابات ميليسا باناريللو كامتداد لموجة غليان من الكاتبات الفضائحيات أطلقتهن، في تسعينات القرن الماضي وبداية القرن الحالي، مجموعة من كبريات دور النشر الاوروبية. ضمنهن مثلا كاترين روب غرييه، زوجة الكاتب الفرنسي المعروف ألن روب غرييه، في كتابها "مذكرات زوجة شابة 1962 - 1957" (عن دار فايار) الذي تكشف فيه عن علاقاتها الداعرة مع زوجها، ثم إعادة نشر كتاب "كل خيول الملك" (عن دار أليا) الصادر عام 1962 ونفد من المكتبات، لصاحبته ميشيل برنشتاين، زوجة المفكر الراحل غي دوبور. ويحكي الكتاب في قالب روائي الطموحات التحررية لجيل كامل. إنها موجة في الأدب العالمي تجعل من الجنس و المغامرات الشخصية و العاطفية الساخنة موضوعا لها. و في إطار نقاش لرسم "حدود جديدة" لما هو أدب و ما هو إيروتيقا و ما هو بورنوغرافيا.

جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق