07‏/10‏/2007

برمجة رمضانية بطعم القبح التلفزيوني


برمجة رمضانية بطعم القبح التلفزيوني
إنتاجات وطنية تعكس فوضى في التسيير وشحا في الإبداع والابتكار

تراهن جميع القنوات التلفزيونية حول العالم على الفترة الزمنية التي تحقق فيها أعلى نسبة مشاهدة على مدار 24 ساعة من وقت البث، إذ تعد لفترة "الذروة" هذه أو "البرايم تايم"، أهم البرامج وأحسن الانتاجات للحفاظ على المشاهدين الأوفياء والبحث عن متتبعين جدد وجذبهم والزيادة في أعدادهم لأنها في مقابل كل هذا تحقق عائدات إشهارية مهمة، مع تسابق المستشهرين والشركات الكبرى على هذه الفترة الزمنية بالذات.
والحق يقال إن البرمجة التلفزيونية، لا على القناة الأولى ولا الثانية، مستفزة ومنفرة وتدفع إلى التساؤل عن جدوى كل ما يكتب حولها، وتنصبنا جميع كعدائيين وباحثين عن "صداع الراس" في حين أن التلفزيون المغربي الذي لا يحترم المغاربة هو ملك لهم جميعا، ومن حقهم أن يروا فيه إنتاجا يشبههم، ويمنح لهم الفائدة والمتعة والترفيه. إلا أن جلسة بسيطة أمام شاشة التلفزيون وبالخصوص وقت الذروة الذي تحدثنا عنه من قبل، سنلاحظ أن العكس هو واقع الحال، وكأن هذا الجهاز يريد أن "يطفجنا" وينهرنا للبحث عن قنوات على الضفة الأخرى تحترم ذكاءنا وإنسانيتنا.
إن ما يقدم على القناتين هو مادة "تلفزيونية" موجهة إلى كائنات غير عاقلة بالأساس، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتحدث عن وجود ميكانزمات مراقبة ولجن مشاهدة ولجن قراءة ولجن متابعة لأن في ذلك الحين سنكون أمام مصائب وليس مصيبة واحدة.
إن من حقنا أمام هول "شريكتي موشكيلتي" وتسرع "تيت سويت" و"العوني" في بلاد الواق واق، والعلقم والزقوم الذي يسمى فطور الأولى، و"شخبط شخابيط" التي تنعت ب"جوا من جم"، أن نطرح ألف سؤال وسؤال:
من المسؤول عن كل هذه الترهات؟ ولماذا لا نضرب على يد المستهترين بأموال المغاربة وعقولهم؟ وما دور لجن القراءة التي توافق على إنتاج العبث؟ ولماذا تسلك إنتاجات معينة سبلا أخرى وقنوات خفية لا يعلم بها إلا الله والضالعون في فن "التشلهيب" والفهلوة وتنتج "حسي مسي" دون أن يطلع عليها أحد؟
كل هذه الأسئلة المشروعة تبقى أسئلتها معلقة إلى حين يتجرأ أحد المسؤولين على الإجابة عنها دون ديماغوجية "الدفاع عن الإنتاج الوطني" أو لغة الخشب التي تعتمد على أرقام استطلاعات رأي وهمية.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق