29‏/10‏/2007

محمد الخيتر "الوفرة لا تنتج الجودة الفنية"

محمد الخيتر "الوفرة لا تنتج الجودة الفنية"

أكد الناقد السينمائي محمد الخيتر في تقييمه للدورة التاسعة لمهرجان الفيلم الوطني المقامة بطنجة، على أن القاعدة العلمية الشهيرة " الوفرة والتراكم السينمائي العددي ينتج الجودة الفنية" صعبة التحقق ضمن الشرط السينمائي المغربي، "على الأقل في هذه الدورة. ولعل وجاهة هذه الملاحظة تجعل الحكم لا ينحصر فقط على دورة المهرجان التاسعة للفيلم الوطني، وإنما يمكن سحبها على مجموع أفلام ودورات المهرجان السابقة، إذ أن 108 من مجموع أفلام مشاركة في كل دورات المهرجان السابقة في صنف الفيلم الروائي الطويل و 152 أفلام مشاركة بصنف الفيلم القصير تتقلص و تنحصر ضمنها نسبة الجودة السينمائية إلى أقل نسب مائوية ممكنة. على أن التجارب السينمائية الوطنية المشرقة التي تركت ضياء في سجل تاريخ السينما المغربية وسط عتمات محيط التراجعات، واستنهضت في الجميع حب الفن السابع رغم طوق الرداءة الشديد تبقى معروفة لدى الجميع بدءا بفيلم "وشمة" لحميد بناني، ومرورا ب " الحال" لأحمد المعنوني، و"حلاق درب الفقراء" لمحمد الركاب، وحديثا يمكن التوقف عند فيلم "الراكد" لياسمين قصاري.
ذلك بعض من شعاع جادت به ذاكرة السينما المغربية من مجموع حوالي 360 فيلما بسجل تاريخ السينما المغربية. وفي ارتباط بأهم الأشرطة السينمائية المشاركة بدورة طنجة التاسعة للمهرجان الفيلم الوطني،.يمكن تقديم قراءة أولية تمكن من حصر أفلام لقيت تجاوبا جماهيريا و نقديا واسعا وإيجابيا. وفي هذا السياق يمكن أن نذكر فيلم لطيف لحلو " حدائق سميرة"، وفيلم أحمد المعنوني"القلوب المحترقة"، وفيلم "عود الورد" لحسن زينون، وفيلم " لعبة الحب"لإدريس اشويكة، و فيلم "إسلام يا سلام" لسعد اشرايبي و"طريق لعيالات"لفريدة بورقية. ولعل أهم دواعي الاهتمام اعتماد تلك الأفلام على مستوى تعبيرية الصورة، وقوة السيناريو والحوار، ومدى انسجام الهيكل الحكائي ، وحجم نفاذية البناء الدرامي، فضلا عن مستوى التوفق في إعداد المونتاج والرؤية الإخراجية للفيلم"، رغم بعض الهفوات الفنية المتسللة هنا وهناك.
من جهة اخرى اعتبر الناقد السينمائي السمة الغالبة فيما يخص الفيلم القصير هي انتشار الرداءة، إذ لا تتمظهر الجودة إلا كاستثناء.
بناء على ما سبق يخلص الخيتر إلى القول إنه يمكن حصر الأفلام التي لفتت انتباهه، في فيلم " موعد في وليلي" لعز العرب العلوي، و"قطرة قطرة" لرشيد زكي، و"غمزة" لإدريس الإدريسي، و"بوطو" لإيمان اضوايو، و"شيفت+ حدف "لجيهان البحار، و" آخر شهر" لمحمد مفتكر، و" مانكان" لبوسلهام الضعيف. "ولا بد من الإشارة إلى أن دورة مهرجان الفيلم الوطني التاسعة شهدت أفلاما حرصت على بذل مجهودات كحد أدنى من الجودة واحترام ذكاء المتلقي، وهي أفلام إن لم نستحضرها بالذكر، هي رغم ذلك تملك إمكانيات مهمة تجعلها تحمل فعليا بذرة الإبداع الجيد لسينما مغربية قادمة".
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق