12‏/10‏/2007

بوكوس: البرامج الناطقة بالأمازيغية تبث في أوقات غير ملائمة


بوكوس: البرامج الناطقة بالأمازيغية تبث في أوقات غير ملائمة
عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ثمن المنجزات التي حققت بعد 2004 ويطالب ببذل مجهود أكبر


لعب المعهد الملكي للثقافة الامازيغية منذ إنشائه دورا مهما في الدفع بالثقافة الأمازيغية إلى الواجهة، كما ساهم بمشاركة مجموعة من الفعاليات في فرض كوطا محددة من الإنتاج الأمازيغي على القنوات العمومية. في الحوار التالي الذي سيجمعنا مع أحمد بوكوس سيتحدث عميد المعهد عن ما اعتبره تقدما ملموسا يقتضي بذل مجهودات أكبر. كما يطالب الشركات المنتجة للبرامج الامازيغية بتقديم منتوج في مستوى يعكس الوجه المشرف للثقافة الأمازيغية باعتبارها من مكونات الهوية والثقافة الوطنيتين وباعتبارها ثقافة غنية ومتجددة.

§ كيف تنظرون إلى الإنتاج التلفزيوني الأمازيغي، على الأولى والثانية؟
ما يمكن تأكيده بالملموس هو أن هناك عملاً لا يستهان به أنجز في هذا المضمار، بالمقارنة مع ما كانت عليه وضعية الإنتاج الأمازيغي في القناتين. وفي هذا السياق، لابد من التذكير بما تقوم به اللجنة المشتركة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة الاتصال، في إطار الاتفاقية المبرمة بين المؤسستين؛ حيث تم وضع تصّور واضح حول إدماج الأمازيغية في الإعلام السمعي البصري الوطني، يقوم على اعتبار الأمازيغية مكونا أساسيا للثقافة الوطنية، ويتعين أن تحظى بمكانة مشرّفة في القطب العمومي للمشهد السمعي البصري. كما تم وضع دفتر تحملات موقّع من قِبل الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، محدّدة فيه جميع عناصر وشروط الإنتاج والبث وغيرها، مما يستلزمه إدماج الأمازيغية في القنوات الإذاعية والتلفزيونية الوطنية. وحسب مقتضيات هذا الدفتر، فيجب برمجة نشرات إخبارية وبرامج يومية وبرامج أسبوعية فضلا عن 12 شريطا ومسرحية، أما بخصوص الواقع الحالي للأمازيغية في التلفزة المغربية العمومية، فهناك، كما تعلمون، نشرة إخبارية بكل من القناتين، وبعض البرامج المدبلجة على الخصوص، وأحيانا بعض الأفلام وبعض البرامج الثقافية والتوثيقية. ويمكن القول إنه بالقياس مع ما كانت عليه الأمازيغية في التلفزة الوطنية قبل سنة 2004، لايسعنا إلا أن نثمن ما تمّ إنجازه، لكن بالنظر إلى محتويات دفتر التحملات الملزِم للقنوات العمومية الوطنية، وكذا من ناحية انتظارات العموم، فالأمر يقتضي بذل مجهودات أكبر.

كيف تقيمون هذه الأعمال، وما هي نظرتكم إلى هذه التجربة؟
من حيث اعتبارها خطوة أولى في مسلسل الإدماج الفعلي للأمازيغية في المشهد السمعي البصري، فالأعمال المقدمة في الوقت الراهن يمكن للمشاهد أن يثمّنها ويتقبلها، لكنه بالنظر عن قرب إلى البرامج المقدمة، يتبيّن أنها غير مُرضية، لا من الناحية الكمية ولا من الناحية النوعية. فمن حيث الكَمّ، فعدد البرامج لا يرقى إلى ما ينص عليه دفتر التحملات سالف الذكر. ومن حيث الجودة، فجّل الأعمال المقدّمة ذات طبيعة اثنوغرافية وغرائبية، ومن حيث التوقيت فالبرامج الناطقة بالأمازيغية تبث في أوقات غير ملائمة. والحال أن ما يطمح إليه المشاهد هو أن يرى على الشاشة برامج ثقافية وحوارات ومناظرات حول القضايا الوطنية الكبرى وحول مواضيع ذات ارتباط بانشغالات المواطن وهمومه. ولكن لا بد مع ذلك أن نسلم بأن التجربة ما زالت في بدايتها، وما نأمله هو أن تتطور نحو الأفضل وأن تُبذل الجهود الضرورية من كل الأطراف المعنية لكي تكون الأعمال المقدمة للمشاهد ذات جودة على مختلف المستويات.

· ما هي رهانات المعهد بخصوص القناة الأمازيغية السابعة؟
من المسَلّم به أن مشروع إنشاء القناة الأمازيغية يستجيب لانتظارات المشاهدين والمواطنين عامة. وهذا المشروع يندرج في إطار حق المواطن في الإعلام باللغات الوطنية في إعلام يعكس الثقافة المغربية الأمازيغية في مختلف تجلياتها. كما أنه مشروع يدخل في سياق الخدمة العمومية الرامية إلى تربية وتكوين المواطن واستدماجه في المنظومة الوطنية.

· هل تساندون فكرة وضع شروط تشديدية بخصوص شركات الإنتاج التي تعمل في الحقل الأمازيغي؟
من البديهي أن المسائل المتعلقة بالتسيير والإنتاج لا تدخل ضمن صلاحيات المعهد، بل هو من صميم اختصاصات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون. إلا أن ما نتمناه هو أن يكون إنتاج هذه الشركات في مستوى يعكس الوجه المشرف للثقافة الأمازيغية باعتبارها من مكونات الهوية والثقافة الوطنيتين وباعتبارها ثقافة غنية ومتجددة.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق