29‏/10‏/2007

المعنوني يفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان

المعنوني يفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان
مكافأة لبولان ومفاجأة للحلو و"سميرة في الضيعة" أكبر الرابحين

تمكن فيلم أحمد المعنوني "القلوب المحترقة" من الفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم الذي أسدل الستار على دورته التاسعة مساء أول أمس (السبت) بمدينة طنجة. إذ تسلم الجائزة فريق الفيلم بقاعة سينما روكسي من يد وزيرة الثقافة ثريا جبران. ويحكي فيلم "القلوب المحترقة" قصة أمين المهندس المعماري الشاب الذي يعيش في باريس ويعود إلى مدينة فاس على وجه السرعة فترة قليلة قبل رحيل عمه. فيجد في مسقط رأسه ذكريات الطفولة الصعبة ويضطر لمواجهة الماضي.
كما تمكن فيلم "ملائكة الشيطان" من الظفر بجائزة أحسن موسيقى من خلال عمل جويل بيليكريني، وهو ما اعتبر تتويجا للجهد الكبير الذي قام به أحمد بولان في فيلمه الذي يتناول قصة موسيقيين شباب. كما كانت مفاجأة كبيرة استقبلتها القاعة بالصفير، فوز نبيل لحلو بجائزة أحسن سيناريو عن فيلمه "ثابت أم غير ثابت". في الوقت الذي حصد فيه فيلم لطيف لحلو "سميرة في الضيعة" أكبر قدر من الجوائز بفوزه بجائزة أحسن دور رجالي ثاني للممثل الشاب يوسف بريطل وأحسن دور رجالي للنجم محمد خيي وجائزة لجنة التحكيم. ويحكي قصة سميرة (قامت بأداء الدور الممثلة سناء موزيان) التي كانت تعتبر البحث عن زوج هو الهدف الرئيسي في حياتها وتبذل كافة الجهد من أجل الوصول إلى رجل يدخلها القفص الذهبي، إلى غاية عثور والدها على عريس مناسب يشتغل في الفلاحة يمتلك ضيعة يستقر فيها مع والده المريض وابن أخته فاروق بعد أن فقد زوجته. لكن سرعان ما تكتشف الفتاة أن زوجها الجديد عاجز جنسيا، وأقدم على الارتباط بها فقط ليتبع الأعراف، ويحافظ على تقاليد المجتمع، وكذلك استغلال سميرة ممرضة تساعد فاروق في العناية بالأب المعلول. وأمام هذا المأزق ستحاول سميرة تعويض الفراغ العاطفي والحرمان بالاستيهامات الجنسية وممارسة العادة السرية. ومع مرور الوقت ستصب اهتمامها نحو فاروق الذي أزعجه تحرشها في البداية قبل أن ينطلقا معا في قصة حب عنيفة وجنونية. لكن لسوء الحظ، عندما يكتشف الزوج طبيعة العلاقة بين زوجته وفاروق، يعمد إلى طرد هذا الأخير من البيت رغم استعطاف سميرة، التي تجد نفسها مرة أخرى في براثن الوحدة والعزلة، منقسمة بين رغباتها العاطفية وتجاهل زوجها.
وكانت جائزة العمل الأول من نصيب فيلم "أبواب الجنة" للإخوة سهيل وعماد نوري، وجائزة أحسن دور نسائي ثاني لحنان زهدي في فيلم "عود الورد" للمخرج لحسن زينون، وتمكنت سناء العلوي من انتزاع جائزة أحسن دور نسائي عن دورها في الفيلم نفسه.
وفاز بجائزة الصورة كمال الدرقاوي عن فيلم "فين ماشي ياموشي؟" لحسن بنجلون، وبجائزة الصوت فوزي ثابت عن ست أفلام مشاركة. وكانت جائزة المونطاج من نصيب نجود جداد عن فيلم "حديث اليد والكتان" للمخرج عمر الشرايبي.
أما في ما يخص جوائز مسابقة الفيلم القصير فقد فاز بالجائزة الكبرى محمد مفتكر عن فيلم "آخر الشهر"، وجائزة أحسن سيناريو من نصيب حميد باسكيط. كما ارتأت لجنة التحكيم لهذه السنة تقديم تنويه خاص لفيلم "شعرك الأسود إحسان" لمخرجته طالة حديد. وتعتبر هذه المرة الثانية على التوالي التي يفوز بها مفتكر بالجائزة الكبرى في هذا الصنف إذ سبق له الظفر بالجائزة نفسها في الدورة الثامنة للمهرجان سنة 2005 عن فيلمه "رقصة الجنين". وقال مفتكر غنه سعيد بهذا التتويج الذي اعتبره حافزا قويا للاستمرار وبدل جهد أكبر.
وكانت جمعية نقاد السينما بالمغرب منحت بعد زوال اليوم نفسه جائزة أحسن فيلم طويل لأحمد المعنوني "القلوب المحترقة"، وجائزة أحسن فيلم قصير لعمر مولدويرة "شوفني".
وبذلك يغيب عن منصة التتويج أفلام مثل "وداعا أمهات" للمخرج محمد اسماعيل، و"طريق لعيالات" لفريدة بورقية، و"في انتظار بازوليني" لداوود اولاد سيد، و"الاسلام يا سلام" لسعد الشرايبي، و"لعبة الحب" لمحمد شويكة، و"ياله من عالم رائع" لفوزي بنسعيدي.
تتكون لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل التي ترأسها الفنان التشكيلي محمد لمليحي، من أمينة بنشيخ مديرة جريدة العالم الأمازيغي، وعضوة المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، وسعاد باهيشار كاتبة ومقيمة في طنجة ومختصة في مجال المتاحف وتاريخ الفنون، والمذيعة المعروفة صباح بن داود، و"غي بروكور" باحث وناقد سينمائي، وعضو سابق في لجنة اختيار أفلام مهرجان كان، وحسن دلدول المنتج والمخرج التونسي الذي سبق له أن ساهم في إنتاج العديد من الأفلام المغربية، و"كاريت جونس" سيناريست ومنتج ومخرج سينمائي.
أما بخصوص لجنة تحكيم الأفلام القصيرة التي ترأسها المخرج المغربي كمال كمال "، تكونت من الممثلة المغربية حنان الفاضيلي، وماري بيير غيتمان المنتجة الفرنسية التي سبق لها أن شغلت منصب المسؤولة عن القسم السمعي البصري بالسفارة الفرنسية بالرباط، وساعدت على تشجيع السينما المغربية والتعريف بها في الكثير من المحافل، وكلارونس ديل غادو سينمائي وسيناريست من السينغال، والصحافي أحمد بوغابة.
وهكذا يسدل الستار عن الدورة التاسعة للفيلم الوطني التي كانت فيها السينما المغربية الفائز الأكبر في انتظار الدورة العاشرة التي ستعقد في خريف السنة المقبلة ليتحول المهرجان بذلك إلى حدث سنوي إذعانا للكم المتزايد من الأفلام

المنتجة.


جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق