16‏/02‏/2007

نظرية «الضفدع»

نظرية «الضفدع»


في مدينة مراكش التي شهدت نهائيات اختيار عارضات الأزياء "ايليت" لسنة 2006 والتي شاركت فيها ممثلات عن خمسين دولة، اضطر منظمو المسابقة لإقامة عرض أزياء البحر خلف أبواب مغلقة ومن غير جمهور، ما عدا أعضاء لجنة الحكم، إذعانا لانتقادات الجماعات الإسلامية التي اعتبرت التظاهرة «مسابقة الرقيق الأبيض من النوع الجديد».
وقبل أيام نشرت إحدى الجرائد الوطنية حواراً مع سعد الدين العثماني أمين عام حزب العدالة والتنمية حول مجموعة من القضايا كان أهمها: هل وصول حزب العدالة والتنمية للوزارة الأولى يعني أن «روبيني» الخمور سيتوقف وستفرغ البارات من أهلها؟ وهل سيصبح الحجاب "الزي الرسمي" في هذا البلد؟ وهل سيغدو يوم الجمعة عطلة أسبوعية بدل يوم الأحد؟
في نفس السياق نريد أن نعرف هل ستوضع المقصلات في ملاعب كرة القدم أم في الساحات العامة؟
كل هذا في صمت رهيب أصبح يخيم حتى في الأوساط الأكثر «انفتاحاً». فالكل غدا متخوفاً من الاتهامات الجاهزة حول الكفر والإلحاد والزندقة والاستئصال، وقد نبه الزميل بنشمسي في افتتاحيته بمجلة "تيل كيل" بداية شهر فبراير إلى مؤامرة الصمت هذه من خلال إدراج قصة قصيرة وطريفة كتبها إدريس الشرايبي، تدور حول «نظرية الضفدع».
حاول أن تضع ضفدعا في إناء فوق نار هادئة، في البداية، ستسترخي الضدفع ويأخذها دفء النار وتستريح وكأنها في «جاكوزي». لكن عندما تزداد حرارة الماء، وترتفع درجة سخونته، يكون قد فات الأوان لأن الحرارة المرتفعة ستشلها وتصيبها بالوهن لتموت «مسلوقة» وتصبح وجبة دسمة لأكلة الضفادع.
لتعرف الضفادع من الآن ما ينتظرها، فالحرارة ترتفع يوماً بعد يوم.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق