16‏/02‏/2007

"المركز السينمائي لا يسعى للتحكم في التلفزيون"

نور الدين الصايل في لقاء مفتوح بالمعرض الدولي للكتاب:
"المركز السينمائي لا يسعى للتحكم في التلفزيون"

اعتبر نور الدين الصايل أن الإحباط الذي يشعر به المتفرج عند مشاهدة فيلم مغربي ليس في مستوى تطلعاته، لا يساوي شيئاً مقارنة مع لذة الانتظار والترقب التي نحسها جميعاً بحثاً عن موهبة مغربية فذة هي بمثابة لؤلؤة نادرة. فلا وجود لسينما حول العالم تقدم الروائع فقط، لأنه من الضروري تحقيق تراكم للأفلام الجيدة والرديئة، وفتح إمكانية الإنتاج على مصراعيها بدون ضمانة للنجاح والجودة، لأنها مسألة مرتبطة بموهبة المبدع. وفرنسا مثلاً التي تنتج 240 فيلماً في السنة نجد فقط 15 أو 20 فيلماً في المستوى الجيد، أما بالنسبة للمغرب فطموحنا أن نحقق فيلماً أو فيلمين في السنة بجودة عالية كانتصار لنا في سبيل خلق صناعة سينمائية مغربية.
وأضاف مدير المركز السينمائي المغربي في اللقاء المفتوح الذي شهدته قاعة مليكة مستظرف بالمعرض الدولي بالدار البيضاء، في دورته الثالثة عشر، مساء الخميس الماضي، أن الحديث عن موجة مغربية جديدة في السينما يجب أن يؤخذ بكثير من الحذر: فالتسمية التي تصدر عادة من الصحافة، والنقاد، والمؤرخين كطريقة للقول والتعبير، هي دليل على وجود شيء ما يحدث ويتغير. فلا أحد يجادل الآن في التراكم الذي حققته السينما المغربية على الأقل منذ بداية القرن الجديد. فبدل ستة أفلام طويلة أصبح المغرب ينتج الآن 15 فيلماً طويلاً. وبدل 10 أفلام قصيرة من المنتظر أن يصل الرقم إلى 100 فيلم هذه السنة. وهو الأمر الذي يمنح لموضوع السينما والموجة الجديدة شرعيته مع ظهور أسماء شابة.
وفي السياق ذاته يرى الصايل أن المغرب أصبح الآن محوراً سينمائياً يحسب له ألف حساب فبعد أن كانت مصر هوليود العرب بإنتاجها لـ 30 فيلماً سنوياً أصبحت السينما المغربية لها جاذبية خاصة وغذا من الممكن تنظيم حقل أصبح الآن قابلاً للتنظيم بمعية تقنيين ومخرجين ومهنيين.
وبخصوص تراجع عدد القاعات السينمائية أكد الصايل أنه بالرغم من تحقيق تلك القاعات لمداخيل وأرباح هامة في عرضها لأفلام مغربية، تبقى دائماً معرضة للإندثار. والأمل مرتبط الآن ببروز مركبات سينمائية على غرار تلك المتوفرة بمدينة الدار البيضاء ومراكش في مدن أخرى كأكادير والرباط وطنجة. فالمستقبل مرتبط بمستغلي القاعات الذين يراهنون على إعادة ربط العلاقة بين المتفرج ودورالعرض. وأكد الصايل أنه سيقدم قريباً مشروعاً متكاملا يقضي بتشجيع ودعم إنشاء قاعات سينمائية جديدة يصل إلى70٪ من تكلفة المشروع.
وحول علاقة السينما بالتلفزيون يرى الصايل أن الأفلام المغربية تحقق نسب مشاهدة عالية. والتلفزيون مطالب اليوم بالمساهمة في إنتاج أفلام سينمائية وليس إنتاج أفلام تلفزيونية بديلة للأفلام السينمائية، من خلال ترسيخ نمط بنيوي يعلم من خلاله المنتج، شراء التلفزيون لحقوق البث مسبقاً لعمله السينمائي. وهو طريق لا يمكن الحكم عن نجاحه أو فشله الآن. "لا يسعى المركز السينمائي المغربي بأي شكل من الأشكال التحكم في التلفزيون، فإذا أردنا المهنية والجودة - يقول الصايل - لابد أن ندفع ثمنها وليس التعامل مع منتجين بلا بطائق وما إلى ذلك من تجاوزات".
وفي موضوع الهوية الذي استأثر طويلاً بالنقاش تساءل الصايل عما نعنيه بالهوية واعتبره نقاشاً سيدخلنا في تساؤلات فلسفية أخرى. كما اعتبر الصايل أن المركز لا يلزم أي مخرج بتقديم أفلام تعبر عن «هويتنا»، لأن المركز السينمائي مطالب بالأساس بإرساء آليات سليمة لإنتاج الأفلام، ولا يتحكم في العملية الإبداعية من جهة، كما أن الأفلام السينمائية لا هوية لها من جهة أخرى. فالمركز يضمن البنية أما «الموهبة فلا تشترى أو تباع ولا داعي للتبريرات والأعذار الديماغوجية والشعبوية بالحديث عن أموال الدعم السينمائي التي يمكن أن تستغل في مرافق أخرى لأن السينما والثقافة مجالات ذات أهمية لا يمكن التشكيك فيها".
وفيما يتعلق بسينما الطفل يرى الصايل أن الطفل المغربي سينشأ بدون تربية سينمائية وبدون أن يعرف ماذا تعني الفرجة السينمائية. الطفل المغربي يترعرع أمام التلفزيون والألعاب الإلكترونية والقنوات الفضائية «إن مستقبل السينما في المغرب ليس في إنتاج أفلام جيدة بل في إقحام تربية سينمائية باعتبارها مكونا من مكونات التربية السليمة للطفل".
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق