12‏/02‏/2007

الأغنية السياسية الجديدة


الأغنية السياسية الجديدة

إذا أردت أن تخسر قضية، فضعها بين يدي بنات الليل، يوقظن بها المخمورين على طاولاتهم والمعربدين في حانات الدرجة الثانية. أو اجعل من "مكوجي" بربع عقل، الناطق الرسمي باسم القضية، ليصيح ليل نهار بأنه يكره إسرائيل ويحب عمرو موسى! كل هذا على قنوات "الطرب الأصيل" واللحم الرخيص في مزيكا وميلودي وغيرهما.
القضية مهما كانت عادلة فستضيع بين حركة الأرداف الملتهبة والصدور المكتنزة التي تعج بها قنوات مغنيات غرف النوم.
مناسبة هذا الحدييث هو الكليب الأخير لمغنية خليجية تطلق على نفسها اسم "شمس" تغني كلاما "ساقطا" لأغنية تحت عنوان "إزيك" على صور فيديو كليب لا محل لها من الإعراب يظهر فيها الرئيس جورج بوش وأركان نظامه ديك تشيني، ودونالد رامسفيلد وكونداليزا رايس. كليب هو نوع من السخرية البليدة حول قضايا عادلة كالديمقراطية والحرية وغيرهما.
في زمن قريب، كانت الأغاني الملتزمة تشبه أصحابها، وطرق تعبيرهم، من مارسيل خليفة إلى ناس الغيوان (في نسختهم الأصلية وليس النسخة المعدلة جينيا!) أما اليوم فرائد الأغنية الملتزمة هو رجل أمي اسمه شعبان عبد الرحيم وأغانيه سميت بالأغاني السياسية الحديثة والتي بدأت بأغنية "بكره إسرائيل" حتى الأغنية الأخيرة التي أدانت إعدام الرئيس العراقي صدام حسين. مروراً بالأغاني التي استنكرت غزو العراق ولبنان، ولا ننسى الأغنية التي دفعت إسرائيل إلى رفع احتجاج لوزارة الخارجية المصرية، وهي الأغنية التي هاجم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي إيهود أولمرت.
يكفي أن نتأسف على حالنا كما نعى شاعر فرنسي الحب، واعتبره قضية سامية يرفسها الخنازير.
والله زمن !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق