29‏/09‏/2009

أوربا تبحث عن مقاربة جديدة لمعضلة الهجرة

حادث الغرق قبالة الحدود المغربية أعاد النقاش حول الهجرة غير الشرعية إلى الواجهة
اتفقت الدول الأوربية، يوم أول أمس (الثلاثاء) على ضرورة نهج سياسة أوربية موحدة في ما يخص معضلة الهجرة، على هامش اجتماع 27 وزيرا للداخلية في بروكسيل.
واقترح وزير الداخلية الفرنسي "بريس أورتفو" تمكين وكالة "فرونتيكس" الخاصة بتدبير 50 ألف كيلومتر من الحدود الخارجية لدول الاتحاد الأوربي، من إمكانات أكبر لتقوم بدورها على أحسن وجه.
وعرف النقاش حول الهجرة داخل البرلمان الأوربي تشنجا كبيرا، وبلغ حدة غير مسبوقة، خصوصا بين روما وبروكسيل التي اتهمت باقي البلدان الأوربية بعدم مشاركة إيطاليا في مأزق الهجرة غير الشرعية، في وقت هاجمت فيه العديد من الدول سياسة حكومة سيلفيو برلوسكوني، خصوصا في الشق القاضي بترحيل المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر إلى ليبيا حيث يلاقون معاملة وصفت ب"غير الإنسانية".
وهاجمت وزيرة العدل النمساوية "ماريا فيكتير" قرار بلجيكا بتسوية أوضاع المهاجرين لديها قانونيا، ووصفته ب"القرار غير الصائب"، مضيفة أن حل الهجرة غير الشرعية لا يتم من خلال شرعنتها بقرارات تسوية كهذه. في حين دافع نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوربي "جاك بارو" عن القرار البلجيكي معتبرا إياه "يعكس الإرادة الطوعية في تحمل بروكسل مسؤوليتها إزاء مهاجريها مقارنة ببقية الدول الأعضاء ووفق قواعد واضحة، وهو بمثابة مثال يحتذى به أظهرته لدول الجوار".
وكان وراء عودة النقاش حول السياسة الأوربية للهجرة غرق مركب كان ينقل نحو أربعين مهاجرا غير شرعي قبالة سواحل المغرب نتج عنه موت ثمانية أشخاص على الأقل يوم السبت الماضي. وذكرت أولى المعلومات أن الأمر يتعلق بجثث سبع نساء بينهن واحدة حامل وجثة رجل، ويتحدر جميعهم من دول جنوب الصحراء.
وسلم الحرس الإسباني جثث الأشخاص الثمانية، وأحد عشر ناجيا، إلى السلطات المغربية التي نقلتهم جميعا إلى طنجة على متن زورق سريع يؤمن عمليات الإغاثة قبالة السواحل المغربية قرب مدينة سبتة المحتلة. في حين قال مصدر أمني مغربي إن الزورق كان يقل على الأرجح 42 مهاجرا سريا.
وفي السياق ذاته، أفاد مصدر من حرس السواحل الإيطالية، أن 131 مهاجرا غير شرعي، بينهم 47 امرأة و13 قاصرا، وصلوا يوم الأحد الماضي إلى سواحل جزيرة صقلية جنوب إيطاليا، على متن قارب.وأوضح المصدر نفسه أن السلطات الإيطالية أوقفت المهاجرين فور وصولهم إلى سواحل جزيرة صقلية في الساعات الأولى من الصباح.
وأضافت المصادر ذاتها أن عمليات تمشيط المنطقة تواصلت بحثا عن مهاجرين غير شرعيين آخرين، إذ يعتقد أن المركب التي كان على متنها الموقوفون كانت تقل عددا أكبر من الذي تم إيقافه.وقال عمدة مدينة بورتابلو دي كابو باسيرو الإيطالية في تصريح لوسائل الإعلام إن المعلومات الأولية تشير إلى أن عدد ممن كانوا على متن القارب قد يصل إلى 230 شخصا، مضيفا أن البحث مازال جاريا عن نحو مائة آخرين.وكانت السلطات الإيطالية، أوقفت يوم السبت الماضي 19 مهاجرا غير شرعي بسواحل جزيرة صقلية إضافة إلى 16 آخرين كانوا قد وصلوا بطرق غير شرعية إلى سواحل جزيرة لينوسا قرب لامبيدوسا، أقرب نقطة إلى القارة الإفريقية.جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق