05‏/05‏/2010

باريس... حيث تتعايش "خبائث" محلات الجنس مع مطاعم الحلال

شوارع بالعاصمة الفرنسية تجمع بين السيكس شوب ومطاعم خاصة بالمغاربة والمسلمين

على مدى شارع بيكال وكليشي، حيث تنتشر محلات الجنس والسيكس شوب باعتبار المنطقة مركز الجنس في العاصمة الفرنسية باريس، تتقاطع محلات "خبائث" الجنس مع محلات أخرى ومطاعم خاصة بالمغاربة والجزائريين والمسلمين عموما، تتبجح باستعراض "لابيل" أو علامة الحلال، وبأن لحمها على خلاف المطاعم الأخرى"100 في المائة حلال" ومخالف أيضا للحم الحرام الموجود في محلات الجنس المجاورة.
في فرنسا، غدت مسألة اللحوم الحلال والطريقة الإسلامية في ذبحها، إضافة إلى تجنب الطبخ باستعمال الخمور أو الكحول، أحد العلامات المميزة لمجموعة من المحلات والمطاعم. أكثر من هذا، غدت هذه القضية مسألة نقاش ذي بعد اقتصادي وسياسي أيضا ومؤشرا بالنسبة إلى المجموعات العنصرية على "أسلمة المجتمع الفرنسي".
يقول عبد الرفيع الشاب المغربي الذي يسير أحد هذه المحلات، أنه لا يرى أي اعتراض في فتح متجره إلى جانب محلات الجنس، "كلها في حالو .. هكذا علمتنا فرنسا".
يبتسم الشاب المغربي في خجل قائلا إنه يقدم أشهر المأكولات التقليدية المغربية ويعرف بالمطبخ المغربي وبغناه ولذته.
ويضيف الشاب البالغ 28 سنة، "نحن هنا في حي قريب من سكن جالية كبيرة من العرب والمسلمين وكما ترى فتجارتنا تعرف رواجا كبيرا .. الحمد لله".
غير بعيد عن محل عبد الرفيع تسطع الألوان الحمراء القانية للطاحونة الشهيرة لمحل الاستعراض "لومولان غوج" ذائع الصيت. يصطف أمامه حشد كبير من السياح ينتظرون دورهم للدخول إلى صرح الاحتفال بالجسد وبين الفينة والأخرى يقترب متطفلون من محله.
غير بعيد عن مطعم عبد الرفيع الذي استضافني "وتهلى فيا لأني ولد لبلاد" محلات أخرى تركية ولبنانية تعتمد على "الحلال" ذاته، وإلى جانبها محلات "ستريبتيز" حيث ترقص نساء عاريات يتلوين كالأفاعي على نغمات موسيقي صاخبة.
تقف أمام هذه النوعية من المحلات رجال أو نساء سود في غالب الأحيان، يتحرشون بالمارة في الشارع، ويحثوهم على زيارة المحل، مثيرين غرائزهم بعرض لائحة الخدمات التي يقدمها المحل.
لمتحف الاثارة الجنسية أو "لوميزي دو ليغوتيزم" زبائنه أيضا إذ يعرض المكان في طوابقه المختلفة تاريخ الأدوات والألعاب والأجهزة التي ابتكرها الأقدمون لزيادة الاثارة والاستمناء في مختلف الحضارات والأزمنة والأمكنة. ولا بأس لأي زبون، بعد سفره التاريخي الطويل، بأخذ أكلة شرقية 100 في المائة حلال، ربما تكون شوارمة أو غيرها من الأصناف التي يعرضها المحل المجاور الذي يشرف عليه طباخ ذو بطن بارزة وشارب كث ولكنة سورية.
وعندما يحل الظلام يعج المكان بعاملات الجنس اللائي يعرضن خدماتهن ومفاتنهن. هذه باريس كما قال عنها طه حسين في وقت من الأوقات، "بلد الجن والملائكة"، بلد اللحم الحلال واللحم الحرام، بلد حيث تتعايش "خبائث" السيكس شوب مع المطاعم 100 في المائة حلال.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق