17‏/02‏/2011

توتر كبير بين وزير الثقافة الفرنسي ونظيره المغربي

أكد فريدريك ميتران، وزير الثقافة الفرنسي، على ضعف حضور الثقافة المغربية في فرنسا، وقال مساء أول أمس السبت، في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، "حضور الثقافة المغربية ضعيف في فرنسا"، وهو ما نتج عنه رد فعل فوري من بنسالم حميش الذي اعتبره، على ما يبدو، نقدا مباشرا ولاذعا لأدائه على رأس وزارة الثقافة.
وساهمت صراحة الوزير الفرنسي في تأجيج حرارة الحوار بينه وبين نظيره المغربي، الذي رد بالقول، "نحن لا نريد أن نطرح الأسئلة التي تغضب"، فما كان على وزير الثقافة الفرنسي إلا أن رد بدوره، "الأسئلة لا تغضب أبدا!".
ولم يدع حميش الفرصة تفوته للقول إن دارا كبيرة للنشر مثل "غاليمار" لا تتوفر على قسم خاص بالأدب المغاربي، مما يبرهن على عدم اهتمامها بالإنتاجات المغربية والمغاربية عموما.
إلا أن إجابة ميتران كانت حاسمة، ووضعت نهاية لصراع الرجلين، إذ أشار وزير الثقافة الفرنسي إلى أنه يحرص على عدم وضع الأدب أو الثقافة عموما في "غيتو" يحاصرها، وقال، "أنا ضد سياسة الغيتوهات، لأنها تفقر الثقافة وتسيء إليها، وأنا مع دار غاليمار في عدم وضعها لقسم خاص بالأدب المغربي أو المغاربي، لأنه عليها أن تتعامل مع الانتاجات المغربية كأدب فقط"، أي في بعده الإنساني، بغض النظر على جنسيته. 
وبدا على الطرفين توتر شديد في بداية اللقاء، فحاولا بالتالي الابتعاد عن "النقاش الذي يغضب" إلى الحديث عن الثقافة وأبعادها "الفضفاضة". فأبرز الوزير الفرنسي تنوع وغنى كتابات المؤلفات المغربية المعروضة خلال الدورة 17 لهذا المعرض الدولي، مؤكدا على ارتباطه القوي بالمغرب حيث قضى فترة مهمة من مرحلة طفولته.
وأوضح أيضا أن زيارته للمعرض، وهي ليست الأولى للمغرب، مكنته من اكتشاف ناشرين وكتاب مغاربة باللغتين العربية والفرنسية. وفي معرض تطرقه للمجال الثقافي، أبرز الوزير الفرنسي الدور الهام للثقافة باعتبارها محركا أساسيا في تحقيق التنمية والتطور.
وفي السياق ذاته نبه ميتران إلى أن الانتقادات التي توجه إلى فرنسا تركز فقط على الجانب السلبي للأمور، "فرنسا في حفل ثقافي دائم، فكل يوم يشهد المئات من التظاهرات الفنية في كل مكان".   
من جهته، اعتبر حميش، أنه بغض النظر عن دور الثقافة في التربية والتحسيس، فإنها تساهم في خلق مناصب الشغل، مشيرا في هذا الصدد إلى المساهمة الكبيرة التي تقدمها المكونات الثقافية للمسرح والسينما والتأليف والفن للتنمية البشرية.
وأكد في هذا السياق على أهمية "التثقيف من أجل حياة أفضل"، مبرزا التنوع في العلاقات المبنية على التبادل الثقافي بين بلدان الشمال والجنوب.
يذكر أن فرنسا اختارت" التلاقي"، عنوان مشاركتها هذه السنة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، وذلك لما يوفره رواقها من لقاءات مع كتاب مرموقين. وسيستضيف كتابا من قبيل سليم باشي وجورج أوليفيي شاطورينود، وإريك فوتورينو، ومحمد حمودان، ومايليس دو كيرانغال، وكاترين بانكول، ودانييل بيكولي، وغونزاغ سان بريز، ورومون سيمينيل، وإليزابيت سشونغي .
جمال الخنوسي