19‏/04‏/2011

أريني حقيبتك اليدوية .. أقول لك من أنت


لا تحمل أغراض المرأة فحسب بل بين طياتها ذاكرة ومودة وعلاقات وأحاسيس

حقيبة المرأة اليدوية بحر بلا قرار، وعالم لا متناه لا يفقه فيه الرجال شيئا، بل يتيهون في دهاليزه وأركانه المظلمة التي تستعصي على أي يد متسللة أو عين متلصصة. فحقيبة المرأة اليدوية عالمها السري وحديقتها الخلفية وكاتمة الأسرار التي لا غنى عنها. أكثر من هذا، إن حقيبة المرأة تشبهها وتعكس شخصيتها وطموحاتها وتطلعاتها أيضا.
في الآونة الأخيرة، أصيبت المغربيات بحمى الحقائب اليدوية باعتبارها إكسسوارا ضروريا للمرأة لا يمكنها الاستغناء عنها أينما ذهبت، ومكونا أساسيا لشكلها الخارجي يعبر عن شخصيتها وذوقها ووضعها الاجتماعي.
فأصبحن يحرصن على حقائبهن كحرصهن على اختيار شريك الحياة، وغدت النساء ينفقن الكثير من المال، وجزءا مهما من ميزانيتهن في اقتناء حقيبة أصلية أو مقلدة تظهر من خلالها المرأة أنها "فاشن فيكتيم" تسهر على أناقتها واتباعها للموضة فتتفنن في فرز الماركات والعلامات التجارية من "لوي فيتون" إلى "دولتشي أند غابانا" مرورا ب"كوتش" و"سيكويا".
وتقول أغلب النساء إن الحقيبة اليدوية تضم "الضروريات" من الأمور فحسب، لكن مفهوم الضروريات هذا يختلف من امرأة إلى أخرى، ويمتد المفهوم من أدوات الماكياج إلى الأدوات الوظيفية مثل المفاتيح والهاتف المحمول، إضافة إلى أشياء تحملها للحالات الاستثنائية مثل المناديل والفوطات الصحية والفاكهة والحلوى في بعض الأحيان،  فيما توجد في عمق الحقيبة أشياء غريبة أو حميمة كالصور والتذكارات، ولم لا "الحجابات" وكل أنواع "الحروزة" التي تصد "العين" وتزيد في "القبول".
 وإذا كان المظهر الخارجي للحقيبة اليدوية علامة من علامات الانتماء الاجتماعي والانضمام إلى شريحة معينة، فإن قلبها حكاية أخرى وصورة حقيقية لصاحبتها: فالمرأة الفوضوية التي تشبه حقيبتها قرية يابانية بعد مرور التسونامي ليست نفسها المرأة ذات الحقيبة المنمقة والمرتبة بإحكام. كما أن المرأة ذات الحقيبة التي تضم علبة سجائر "لايت"، وآخر صيحة في عالم "الماسكرا" و"الفاراجو" ليست المرأة نفسها التي في حقيبتها مرآة مكسورة، وقلم عيون مبتور، وأحمر شفاه منتهي الصلاحية.
المجلة الفرنسية "مدام فيغارو" خصصت، أخيرا، ملفا كاملا لعلاقة المرأة مع حقيبتها اليدوية، واستضافت عالم اجتماع كبير من أجل تحليل الحميمية التي تربط "الكائنين". فأكد جان كلود كوفمان أن النساء تربطهن علاقة حميمة مع الحقيبة اليدوية لدرجة أنها ليست شيئا منفصلا عن ذواتهن، بل امتداد لشخصيتهن، لذلك يداعبنها ويحضنها ويدللنها ويعاملنها بكل حنو، وفي بعض الأحيان تتحول إلى "سلاح فتاك" ووسيلة للدفاع عن النفس وتسديد الضربات.
وأضاف عالم الاجتماع أن الحقيبة اليدوية لا تحمل أغراضا مختلفة ومتنوعة ومتناقضة فحسب، بل تلف بين طياتها ذاكرة ومودة وعلاقات وأحاسيس، إذ هي الرفيق الحميم الذي يساعد على التغلب على الشدائد والصديق الذي يمكن أن يعول عليه في الأوقات الحرجة. يقول كوفمان "أن تكون لك حقيبة يد جيدة يعني المزيد من التألق والثقة في النفس".  
جمال الخنوسي