01‏/03‏/2012

رحيل محمد سكري.. عاشق السينما


ووري، يوم أمس الجمعة، جثمان الأستاذ الجامعي والناقد السينمائي محمد سكري، في مقبرة الغفران بالدار البيضاء بعد أن وافته المنية صباح أول أمس (الخميس) بالمستشفى العسكري بالرباط ، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج.
وكان الفقيد عاشقا كبيرا للسينما وفاز في الدورة الأخيرة من المهرجان الوطني للفيلم في طنجة بجائزة أحسن سيناريو عن فيلم "الموشومة" الذي أخرجه لحسن زينون.
وعلمت "الصباح" أن اللحظات الأخيرة للفقيد كانت برفقة أخته، والمخرج السينمائي نور الدين لخماري، والصحافي والناقد حسن نرايس.
وكان المخرج لحسن زينون رافق الفقيد طيلة المراحل الأخيرة من حياته وأحاطه بعناية كبيرة، كما نقل إلى المستشفى العسكري بتدخل من وزيرة الثقافة السابقة الفنانة ثريا جبران.
وكان سكري أستاذا جامعيا وعاشقا كبيرا للسينما، ومدافعا عن الفن وحرية الإبداع.
وقال المخرج نور الدين لخماري، في اتصال مع "الصباح"، "منذ عودتي إلى المغرب كان من الأوائل الذين تحدثوا عنا وعن تطور السينما في المغرب. لقد كان مولعا بالفن السابع ورحيله خسارة كبيرة للسينما المغربية. وما لا يعرفه الناس عنه أنه كان مولعا بالسينما بكل تجلياتها: السينما التجارية وسينما المؤلف .. إنه حداثي حقيقي".
وقال الناقد السينمائي محمد باكريم، "إن سكري كان أنيقا في كتاباته، وكانت الصدفة أني زرته في المستشفى قبل أيام، إذ لاحظت أنه حافظ على صفائه الذهني، وكان له موقف إيحابي من التحولات التي تشهدها البلاد وتحدثنا عن السينما وتحدث بتفاؤل شديد عن المخرجين الشباب".
وأضاف باكريم أن سكري عاشق السينما، تأسف على أن بعض المشاهدين غاب عنهم رؤية الجمال في فيلم "الموشومة" وركزوا على أشياء هامشية.
ونشرت مجلة "سيني ماغ"، التي يسهر على رئاسة تحريرها محمد باكريم، آخر مقال لسكري حول فيلم "أشلاء" للمخرج حكيم بلعباس.
وأكد باكريم أن الفقيد كانت له علاقات واسعة جدا بحكم تميزه بسعة الصدر وإيمانه بالاختلاف، كما كان ضمن النواة الأولى للتفكير في إطار يجمع نقاد السينما منذ وقت طويل.

من جهته أكد الناقد السينمائي أحمد بوغابة، الذي بدا عليه تأثر شديد أن ما يميز سكري أنه كان يتنقل بين ثلاثة توجهات هي المسرح والسياسة والسينما. وكان يتأقلم مع هذه المواقع الثلاثة، ويتعامل مع العناصر المكونة لها في كتاباته التي تميزت بالعمق نظرا للمرجعيات الثقافية التي سمحت له بذلك. "وكان الفقيد يتميز بشجاعة نادرة ولا يحابي أحدا لأنه يسعى إلى الدفع إلى التفكير وإعادة النظر في القضايا المطروحة. لقد كان ذا خلفية أكاديمية لكنه يكتب بأسلوب صحافي شيق".
وعبر الصحافي والناقد السينمائي حسن نرايس عن عمق حزنه بفقد صديق كبير وعاشق للسينما ومتتبع حريص على مواكبة الجديد، معتبرا أن رحيل سكري المبكر خسارة كبيرة للسينما المغربية التي هي في أمس الحاجة إلى قلم ناقد لرجل من طينة "السي محمد".  
جمال الخنوسي