01‏/07‏/2012

آرتي.. التلفزيون بصيغة أخرى


حل أخيرا، عيد الميلاد 20 للقناة الفرنسية الالمانية "آرتي" التي انطلقت في 30 ماي 1992. واختارت القناة عدم الاحتفال بالمناسبة في بهرجة صاخبة منحت مشاهديها برامج وأشرطة وثائقية حصرية مثل السلسلة المثيرة للجدل "الأفلام الوثائقية الممنوعة" التي يمكن مشاهدتها على الأنترنيت أيضا.
وتميزت القناة الثقافية خلال مسارها ببرامج وإنتاجات مميزة صنعت شهرتها ومنحتها رؤية تلفزيونية مختلفة.
وإضافة إلى الأفلام السينمائية المميزة التي تخص جمهورا سينيفيليا تعتبر "آرتي" مختبرا لما يمكن أن يصبح عليه التلفزيون مستقبلا. 
وتمت المصادقة على إنشاء المحطة في 2 أكتوبر 1990 خلال لقاء بين الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران، والمستشار الألماني الأسبق هيلموت كول، كان الهدف منه تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين من خلال مشروع ثقافي يعكس إرادتهما السياسية.  وبعد سنتين أرسلت المحطة أولى إشاراتها إلى أوربا وشمال إفريقيا ببرامج سمتها التنوع في الشكل والمضمون.
وصنعت البرمجة المتفردة من "آرتي" قناة قوية بخط تحريري متميز وحازت استحسان الجميع رغم نسب مشاهدة ضعيفة نوعا ما. وأصبحت عناوين بعض البرامج مثل "تراكس"، و"كارومبولاج" ، و"كورسيركوي"... مرجعا تلفزيونيا يحيل على القناة الفرنسية الألمانية.
ويعد الاحتفال ب20 سنة على انطلاق القناة احتفاء أيضا بالعلاقات الفرنسية الألمانية التي تمر من فترة حرجة بعد وصول الاشتراكي فرانسوا هولاند إلى الإيليزيه وخلافاته في مجموعة من النقط مع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل خلفا لنيكولا ساركوزي الذي كان في تماه تام مع الجارة الألمانية. أضف إلى ذلك أن عيد الميلاد احتفال أيضا بالتطور الثقافي والتكنولوجي والسمعي البصري الذي تعد "آرتي" أحد مظاهره المشرقة، إذ كانت سباقة إلى جعل التلفزيون تفاعليا وخلقت مشاهدا يتنقل بين شاشة التلفزيون والهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي بسلاسة كما كانت سباقة إلى إقحام التلفزيون ذي الجودة العالية "هاي ديفينيشن" والأنترنيت ودشنت بالتالي حقبة تلفزيونية جديدة.
جمال الخنوسي