02‏/11‏/2009

التلاميذ والمدرسون يواجهون المجهول

وجد 7 ملايين تلميذ و300 ألف من رجال التعليم ونسائه، أنفسهم في مواجهة عدو خفي اسمه فيروس "أش1 إن1"، دون توفر ما يدافعون به عن أنفسهم ومواجهة هذا الخصم العنيد.
فكل الخطابات التي صمت بها وزارة الصحة آذان جميع المغاربة قبل أسابيع حول "توفير الكميات اللازمة من اللقاح" و"اتخاذ جميع التدابير لاستقبال المصابين" وغيرها، كشف واقع الحال أن الأمر لا يعدو مجرد خطابات للاستهلاك الإعلامي والترويج لفلسفة "أن كل شيء بيخير" وأن "العام زين".
إلا أن انقضاض المرض على مجموعة من التلاميذ وتكاثر الحالات في عدة مؤسسات تعليمية وفي نقط مختلفة، كشف أن لا شيء تم وأن أرواح المغاربة رخيصة إلى هذا الحد، ويجوز التلاعب بمصير أبنائهم وبناتهم بكل صفاقة.
لقد انتشر الذعر في قلوب الأسر والتلاميذ ورجال التعليم ونسائه الذين يحتكون يوميا بعشرات التلاميذ، وغدت المستشفيات العمومية والخاصة والعيادات والصيدليات تستقبل يوميا الآلاف من الآباء الخائفين والحالات المشكوك فيها والأسئلة الكثيرة التي لا يجدون لها جوابا.
"فين هو اللقاح؟ فين غادي ندي ولدي؟ آش من دوى نعطيه؟ واش فيها أنفلونزا الخنازير؟"، والسؤال الأهم "فوقاش غادي يجي اللقاح؟".
في الحقيقة لا أحد يملك جوابا لهذا السؤال، ولم يتمكن أي من المسؤولين في وزارة الصحة ولا الوزيرة ياسمينة بادو نفسها من
الرد وخفض حرقة السؤال.
هي حالة مرضية عصيبة إذن تشبه حالة الصحة عموما في هذه البلاد ولو كان الأمر نفسه حدث في بلد آخر غير أجمل بلد في العالم لقام الوزير، المسؤول المباشر عن تدبير الأزمة، بخطوة حضارية نعرفها جميعا، لكن هذا لا يحدث إلا في بلدان الضفة الأخرى ... للأسف.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق