24‏/11‏/2009

التحقيق مع أب طفل مغربي قتل في ظروف غامضة


الشرطة عثرت على جثة يونس بعد أسبوعين من البحث

خضع والد ياسين الطفل المغربي الذي عثر على جثته بعد أسبوعين من البحث، للتحقيق من طرف الشرطة حوالي ثماني ساعات على خلفية مقتل ابنه.
وذكرت وسائل الإعلام البلجيكية أن والد يونس جراتلو غادر مركز الشرطة في العاشرة ليلا.
وعثر على جثة الطفل يوم الثلاثاء الماضي، وهي تطفو فوق مياه بحيرة كومين، الواقعة بإقليم تورني المتاخم للحدود البلجيكية الفرنسية، وأعلنت النيابة العامة بمدينة تورني أن الجثة التي تم العثور عليها ترجع فعلا إلى الطفل المغربي يونس جراتلو، الذي اختفى ليلة 25/26 أكتوبر الماضي، فساد الحزن و الأسى بمدينة تورني البلجيكية وعموم المواطنين البلجيكيين وعلى رأسهم البلجيكيون من أصل مغربي، خاصة بعدما صرحت النيابة العامة بان التشريح والتحقيقات، أكدت أن الجثة التي تم العثور عليها على بعد 12 كيلومترا من سكنى عائلة جراتلو ترجع فعلا إلى الطفل المختفي.
يشار إلى أن الطفل يونس الذي لا يتجاوز عمرة أربع سنوات، اختفى ليلة الأحد/ الاثنين 25/26 أكتوبر في ظروف شديدة الغموض، بعد شجار حاد بين والديه وصفته النيابة العامة في حينه بالعنيف، اضطرت معه الأم إلى الخروج ليلا "لاستنشاق الهواء"، تاركة الباب غير مغلق، مما سهل انسلال يونس خارج المنزل دون إثارة انتباه أبيه الغاضب من جراء ما حدث. وبعد ساعات عادت الأم إلى المنزل لتلاحظ غياب ابنها يونس، حسب ما أورده الموقع الالكتروني لجريدة "لاديرنيير اور/ الساعة الأخيرة".
و بمجرد إشعار الشرطة، قامت هذه الأخيرة باستنطاق كل أفراد العائلة فورا، طيلة يومين، رغبة منها في الوصول إلى نتائج في أقصى سرعة ممكنة.
وحسب اعترافات والدي يونس وأخيه الأكبر، اتضح للشرطة أن خلافا حادا نشب بين الزوجين ليلة الأحد 25 أكتوبر، خرج يونس بعدها، لكن كل أفراد العائلة نفوا بشكل قاطع أن تكون لهم يد في اختفائه.
وشككت الشرطة في رواية العائلة مما جعلها تمدد فترة اعتقالها الاحتياطي، كما نسقت جهودها مع الشرطة الفرنسية، نظرا لقرب مقر سكنى عائلة جراتلو من الحدود البلجيكية الفرنسية. كما أخبرت الشرطة الدولية لمساعدتها في العثور على يونس.
وبعد مرور أيام، بدأت الشرطة وكل المتتبعين يفقدون الأمل بالعثور على يونس حيا، رغم أن النائب العام بمدينة تورني، "ماري كلود مارتنس" عندما قالت بأن التحقيق مازال في بدايته، وأنه إلى هذا الحد، "لا يوجد لدينا مسلك مفضل عن الآخر" ، مما يعني عدم استبعاد أية فرضية من الفرضيات، وأضافت، "ليس هناك أي مؤشر يسمح لنا القول إننا سنعثر عليه في الدقائق أو الساعات القادمة، لكن لا شيء يمنعنا من الحفاظ عن الأمل .. كلما مر الوقت، راودنا الشك بعدم القدرة على العثور عليه حيا".
لكن يوم الأربعاء الماضي11 جاء الخبر الحاسم والصادم في الآن نفسه، عندما أعلنت ممثلة النيابة العامة نفسها، على العثور على يونس ميتا، وأن التشريح سيعطي الملامح الأولى للطريقة التي مات بها الطفل رغم أن الجثة تم العثور عليها في حالة سيئة.
ولم تصرح لا الشرطة ولا النيابة العامة، بأي جديد حول أسباب وطريقة تصفية يونس، مما يعني أن التحقيق سيواصل إلى أن يتم الكشف عن القتلة، وستظل العائلة المتهمة الأولى في هذه النازلة إلى أن يسدل الستار على هذا اللغز الخطير.
وحير اختفاء يونس وتصفيته بهذه الطريقة المحققين ومعهم الرأي العام، فإذا كانت مسؤولية الأبوين في اختفائه، غير مستبعدة، باعتبار أن الشرطة البلجيكية تعطي الأولوية لهذه الفرضية، وتحاول ربط اختفاء يونس بشجار الأبوين، فإن كل الفرضيات الأخرى تظل ممكنة، خاصة أن بلجيكا عرفت سوابق مماثلة في اختفاء الأطفال وقتلهم (لبنى بنعيسى وجولي وميليسا..الخ). كما أن ظاهرة الشذوذ والتحرش الجنسي بالأطفال في تنام مستمر.
وفي انتظار نتائج التحقيق، تضع الجالية المغربية ببلجيكا يدها على قلبها، متمنية أن لا يكون والدا يونس متورطين في اختفائه، لأن ذلك سيزيد صورة المهاجرين سوءا وتشويها، وهذا ما ستستغله بعض وسائل الإعلام والأحزاب اليمينية المتطرفة للتهجم على المهاجرين عموما والمغاربة خصوصا.
وتجدر الإشارة إلى أن والدي يونس يعيشان منفصلين عن بعضهما منذ تلك الليلة المشؤومة، أي ليلة 25/26 أكتوبر الماضي، والتي شب فيها خصام عنيف أمام مرأى ومسمع ابنيهما.
وبمجرد الإعلان الرسمي عن العثور على ابنهما جثة هامدة، تمت إحاطاتهما بأطباء نفسانيين، في انتظار استكمال التحقيق معهما، خاصة أن النتائج الأولية للتشريح الطبي أسفر عن اكتشاف جروح في رأس يونس. وذكرت مصادر إعلامية أن تاريخها يعود إلى يوم شجار الأبوين.
سعيد العمراني (بروكسيل) جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق