11‏/07‏/2010

اسمي مليكة .. مغربية معنفة ومهددة بالطرد


مغربيات يعشن بين ناري زوج عنيف وقاس والطرد من بلد الأحلام

تعيش مجموعة من النساء الأجنبيات حياة صعبة في فرنسا بعد أن يتحول حلمهن الوردي إلى كابوس مفزع. ويجدن فجأة أنفسهن بين نارين: زوج عنيف وقاس والطرد من بلد الأحلام والأمل الكبير.
مليكة شابة مغربية وواحدة من الحالات التي تشغل وسائل الإعلام الفرنسية هذه الأيام. بدأت قصتها سنة 2007 حينما التقت بفرنسي يكبرها ب17 سنة، أظهر لها وجها آخر غير سلوكاته الحقيقية العدوانية، "كان لطيفا، وخططنا للمستقبل معا، ونسجنا أحلاما جميلة فتزوجنا في أكتوبر 2008 في المغرب" تحكي مليكة.
ووصل الزوج إلى فرنسا في 13 أبريل 2009، حيث بدأ الرعب والحياة القاسية بعد سبعة أشهر فقط. "كنت عبدة"، تقول مليكة في حسرة، "مدبرة منزل أو خادمة نهارا، وامرأة ليلا".
لم يكن زوج مليكة يكتفي بضربها وتعنيفها أو سجنها ورميها خارج البيت، بل يقوم أيضا بابتزازها كلما أرادت تجديد وثائق إقامتها، "لم يكن لدي أي حق". في آخر مرة وجدت مليكة نفسها في الشارع بملابس النوم، فاستنجدت بالشرطة التي نصحتها بالاتصال بجمعية لإغاثة النساء التي استضافتها، ومنذ تلك الليلة من شهر نونبر الماضي تتابع تدريبا وتعمل في مطعم، "أنا أحاول إعادة بناء حياتي من جديد".
ونعتت جمعية إغاثة النساء "إس أو إس فام" التي تستقبل مليكة هذه الظاهرة ب"العقوبة المزدوجة"، مادامت الضحية الأجنبية تهرب من جحيم زوجها الأجنبي وتستنجد بالشرطة، وبمجرد الخروج من البيت تفقد جميع الحقوق على الأراضي الفرنسية. فحياة الشابة المغربية مهددة بالدمار في أي وقت وحين، فعلاقة الزواج هي السبيل الوحيد الذي يكفل لمليكة البقاء في فرنسا، والحصول على تصريح إقامة لمدة عشر سنوات. ويلزم القانون الضحية بالاستمرار في الزواج ثلاث سنوات على الأقل، وتتحدى مليكة الأوضاع قائلة، "كرامتي كانت الأقوى، فغادرت" .
وتقدمت مليكة بشكوى ضد زوجها، وتم استدعاؤهما من طرف المدعي العام، إذ تم تغريم الزوج فيما طالبت الضحية بالطلاق. وصرحت لوسائل الإعلام قائلة، "أريد البقاء في فرنسا للدفاع عن نفسي. من أجل قضيتي ونيل حقوقي ولكن أيضا، من أجل جميع النساء اللواتي هن في الوضعية نفسها".
وتعتبر حالة مليكة الثالثة من نوعها في الشهور الأخيرة، إذ رحلت السلطات الفرنسية الضحيتين السابقتين، فيما يتهدد الضحية الثالثة المصير نفسه.

وتتعرض الكثير من الأجنبيات، من بينهن مغربيات، إلى معاملة قاسية وضرب وتعنيف واستغلال من طرف فرنسيين لأنهن لا يملكن خيارا سوى تحمل المعاملة اللاإنسانية في انتظار الحصول على بطاقة الإقامة الثمينة التي تفتح أبواب "الجنة الموعودة". أما الخلاص من جحيم الزوج فيعني الترحيل إلى البلد الأصلي والاشتباه في أنهن أقمن "زواجا للمصلحة".
وفي السياق ذاته كانت قضية الطالبة المغربية "نجلاء الحيمر" التي طردت من فرنسا، بعد تقدمها بشكوى ضد أخيها لممارسته العنف ضدها، أثارت نقاشا واسعا دفع الرئيس نيكولا ساركوزي إلى التدخل لصالحها وأعلن بمناسبة عيد المرأة عودتها إلى فرنسا.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق