23‏/06‏/2006

مراكش تستعد لاحتضان مهرجان الفنون الشعبية


* مراكش تستعد لاحتضان مهرجان الفنون الشعبية
* المهرجان فرصة لتوثيق ثرات مهدد بالانقزاض و الزوال
* بين سحر جامع الفنا و جمال الكتبية تستعد مدينة مراكش لاستضافة حدث مميز سيزيد من جاذبية مدينة اكتسبت شهرة عالمية . حيث ستعرف انطلاق مهرجان الفنون الشعبية الذي ستمتد فعالياته من 10 إلى 15 يوليوز في دورته ال 41 . تحت شعار "أسرار التعبير الرمزي والحركات" بمشاركة أكثر من عشرين فرقة فلكلورية مغربية وسبع * فرق للفنون الشعبية من الصين وبولندا وبيرو والهند وفرنسا وإسبانيا وأوكرانيا.

في حوار مع "صوت الناس" صرح محمد كنيدري مدير المهرجان ورئيس جمعية الأطلس الكبير التي تنظمه بتعاون مع مجموعة من الشركاء من أبرزهم وزارة الثقافة والمكتب الوطني المغربي للسياحة وولاية مراكش تانسيفت الحوز، ومجلسي الجهة والمدينة وغيرهما، أن أهدافه متعددة حيث يروم المحافظة على الثراث المغربي والتعريف به لدى المغاربة والأجانب على السواء. كما أن المهرجان هو الوسيلة المثلى لتوثيق الفنون الشعبية المغربية المهددة بالاندثار والزوال لأنها شفوية بالأساس ولا تنتقل إلا عبر التوارث. ومهرجان مراكش فرصة لتوثيق هذا الكنز المتميز بوسائل سمعية بصرية مهمة ومتطورة تساير مستجدات العصر التقنية. ويضيف الكنيدري بأن المهرجان هو أيضا مناسبة لتحفيز الفنانين الشعبيين على العطاء، حيث أصبح لهم ملتقى وموسما سنويا يجمعهم ومناسبة كبيرة تظهر لهم اهتمام المواطن المغربي والمسؤولين من مستويات رفيعة بثراتهم وفنانيهم الشعبيين. كما أن هذا العرس هو تحسيس بأهميتهم داخل النسيج الاجتماعي المغربي وتشجيع لهم لتقديم المزيد وإعطاء الاستمرارية لفنون مهددة بالاندثار.
وفي هذا الإطار، يقول كنيدري، تم خلق جائزة «الغلالة الذهبية» التي تمنح كل سنة لأحد رموز الفن الشعبي. وقد حصل على هذه الجائزة سنة 2005 المايسترو المعروف موحا أو لحسين أشيبان ومن المنتظر أن تمنح هذه السنة للمايسترو محمد القرطاوي رئيس فرقة «الركبة» لزاكورة، تكريما له على 30 سنة من العطاء والإبداع. كما قرر المنظمون تكريم امرأة في السنة القادمة هي فاطمة الشلحة التي تقدم الفن الهواري بتارودانت وأعطت رونقا خاصا لـ«هوارة».
وأكد كنيدري على أن الخطوة التي أقدمت عليها جمعية الأطلس الكبير والمركز الجهوي للسياحة بجعل كل دورة للمهرجان تحمل موضوعا خاصا، تحمي المهرجان من التكرار والملل، كما حدث من قبل بين 1995 و1999 حيث توقف 4 سنوات كانت فرصة لإعادة التفكير في صيغة جديدة تضمن له الاستمرار والتجدد والتجديد. وبعد أن كانت موضوعات الدورات السابقة تتمحور حول «الصوت والغناء» و«الإيقاعات» و«الرقص» تتمحور دورة هذه السنة حول «الرمزية والحركات»

إن هذه الموضوعاية ، يقول كنيدري، أعطت تنوعا وأضافت انفتاحا على الفرق الأجنبية. وأرست ركائز حوار بين الثقافة المغربية وباقي الثقافات. وجعلت من المهرجان ملتقى للحضارات وانصهارا لمختلف الفنون والثقافات وترسيخ رؤية مختلفة اتجاه الفنون الشعبية.
ويضيف الكنيدري أنه سيرا على نفس الفلسفة تم خلق جائزة «الرباب الذهبي» في ليلة النجوم التي تقام في قصر المؤتمرات بمراكش ، يتم فيها تكريم أحد أعلام الموسيقى عامة رغبة في إظهار التناغم والتناسق بين جميع أنواع الموسيقى وتحديا لجميع التصنيفات. وهكذا تم منح الرباب الذهبي في السنة الفارطة للمغني المغربي «عبدو الشريف» ومن المنتظر أن تقدم هذه السنة للفنان التونسي لطفي بوشناق. وتفكر إدارة المهرجان لمنحها لفنان من الشرق أوالغرب في السنة القادمة لإضفاء نوع من العالمية عليها. هذه العالمية التي أعطت رونقا خاصا للعرس الفني وجعلت الفنانين يغامرون في تقديم لوحات وألوان متميزة ومتجددة . فنجد مثلا ، ومن خلال أمسية «انصهارات» ، مزيجا من أهازيج الهند ورقصة الكدرة الصحراوية. أو خليطا من صامبا البرازيل وكناوة مراكش، حيث ينتج عن هذا الخليط أنغام ولوحات غاية في الجمال، الأمر الذي جذب عيون العالم لحدث فني مميز تغطيه وسائل إعلام عالمية فرنسية ك TV5 و France3 وبلجيكية وهولندية وألمانية. تعرف بثراتنا من جهة وتدعو للانفتاح على الآخر وزيارة المغرب وتحث على تنشيط الحركة السياحية.
وحول ما يميز هذه الدورة عن سابقاتها يقول كنديري إنها ستنفتح على ألوان جديدة من الموسيقى بإحداث أمسية الراي ولأول مرة. حيث سيتم إعادة الاعتبار لهذا الفن المغاربي باستخدام فرق من مدينة وجدة ترقص «العلاوي» على أنغام موسيقى يهواها الشباب المغربي. بالإضافة إلى أمسية «مزيج»، وتنظيم ندوة حول فك رموز الحركة في الرقصات الشعبية وتحديد دلالاتها باعتبارها تعبيرا على أحاسيس مختلفة كالحب و الفرح و الحزن .. للشعوب التي أنتجتها.

وبخصوص الأهداف التي تسعى لها هذه الدورة يطمح كنيدري في تغطية أوسع للحدث ، وتتبع جماهيري أكبر. فبعد أن وصل الجمهور المتتبع لفعاليات الدورة الفارطة 320 ألف متفرج يتوقع المنظمون أن تتجاوز هذه الدورة 400 ألف متفرج.
وأشاد كنيدري بالحركة الفنية التي يشهدها المغرب من خلال مهرجانات مختلفة ومتعددة كمهرجان الموسيقى الروحية بفاس، ومهرجان كناوة بالصويرة وتيمتيار بأكادير. واعتبرها مكسبا وغنى للمغرب إلا أنه في نفس الوقت دعى القيمين على هذه المهرجانات للتشاور والتنسيق من أجل وضع أجندة تحمي إقامة المهرجانات في حيز زمني موحد، الأمر الذي يضيع الفرصة على العديد من المتتبعين ويحرمهم من هذه المناسبة أو تلك.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق