11‏/06‏/2010

النهاية المؤلمة للفايس بوك!


المعلومات المتداولة تشكل نقمة على مستعملي الشبكة الاجتماعية الذين وصل عددهم 450 مليون منخرط حول العالم من بينهم مليونا مغربي

أوقات عصيبة تمر منها هذه الأيام الشبكة الاجتماعية فايس بوك، فالكثير من المنخرطين غاضبون ومستاؤون من غياب حماية صارمة لحياتهم الحميمية ومعلوماتهم الشخصية التي يتقاسمونها مع الأصدقاء والخلان الحقيقيين والمفترضين. ويتجمع الناقمون بشكل أكثر فأكثر تنظيما وفعالية من أجل التنديد بتهاون الفايس بوك، ومالكه "مارك زوكربورغ" البالغ 26 سنة الذي يحتل الرتبة 212 في سلم أثرياء العالم بثروة تفوق أربعة مليار دولار جمعها في ظرف ست سنوات، بل منهم من رفع دعاوى قضائية وجند جيشا من المحامين لهذا الغرض الأمر الذي يهدد فايس بوك بغرامات عالية جدا.
صحيح أن للفايس بوك حسنات كثيرة منها أنه يساعدك على لقاء أصدقاء ومعارف قدامى اختفى أثرهم، أو انقطعت أخبارهم، ولم تعد تعرف عنهم شيئا، وبنقرة واحدة، تجد معلومات عنهم وتتعرف على جديدهم، وتنظر إلى صورهم بعد أن تغير شكلهم ونهش الزمن ملامحهم. ويتأتى كل هذا لفايس بوك لأنه تمكن من جمع أكثر من 450 مليون منخرط حتى الآن من بينهم 15 مليون في فرنسا وحوالي مليوني منخرط في المغرب منذ انطلاقته في 4 فبراير 2004.
إلا أن هذا المعلومات المتداولة نفسها تصبح نقمة على المنخرطين، إذ أن المؤسسة المسيرة للشبكة الاجتماعية تقوم ببيعها إلى كبريات الشركات حتى تركز حملاتها الإشهارية على شرائح معينة وتستهدف الأشخاص المناسبين بالسلعة المناسبة. وهو الأمر الذي دفع ب35 ألف منخرط في الفايس بوك، في 31 ماي الماضي، إلى الإقلاع عن هذه العادة السيئة وتركهم الموقع إلى الأبد دفعة واحدة.
بعيدا عن الشق التجاري والمعلوماتي، يعتبر الفايس بوك أيضا مثالا صارخا عن تضييع الوقت، ورمزا من رموز السفسطة واللغو الفارغ. فالإحصاءات الأخيرة تقول إن لكل منخرط في الشبكة الاجتماعية ما معدله 130 صديقا يضيع برفقتهم يوميا فترة زمنية بمعدل 50 دقيقة! فعلى الفايس بوك فقط يمكن أن تضيع ساعات في الحديث مع شخص يبعد عنك بعشرة أمتار، وعندما تلتقيه لا تجد ما تقوله له فقد استهلكتما كل المواضيع و"طرقتما معا كل المسامير".
وإذا نظرنا إلى الأمور بسوداوية أكثر، أعتبر الفايس بوك صورة من صور الغباء والنرجسية والتفاهة والبلادة المزمنة لدى الكائن البشري، فعلى هذه الشبكة الاجتماعية فقط، يمكن أن يتجرأ زميل لك تعمل إلى جانبه سنوات وسنوات وتجمعك به ساعات عمل المكتب الطويلة أكثر مما تمكث مع عائلتك الصغيرة، ويتجرأ في يوم من الأيام ليطل عليك بابتسامته البلهاء ليطلب منك، "هل تريد أن تصبح صديقي؟".
على الفايس بوك فقط يمكن أن تجد شرذمة من البلداء يجتمعون على قضية تافهة واحدة تتعلق بجمع مليون صوت لإعادة بادو الزاكي إلى عرين الأسود، في وقت تتعاقد فيه جامعة الفهري مع البلجيكي غيريتس مقابل 250 مليون سنتيم شهريا. مجموعة أخرى على الفايس بوك تدعو إلى تطبيق عقوبة الإعدام في المغرب، أما ثالثة فتطالب ب"برتوش"، أي غرفة مستقلة بلغة أولاد اليوم، لكل شاب مغربي ليقضي فيها مآربه. ليس هذا فحسب بل تبلغ بهم الوقاحة ذروتها ليطلبوا منك الانضمام إلى مجموعتهم العتيدة لتحقيق الهدف "السامي والنبيل" الذي تسعى إليه.
على الفايس بوك فقط، يمكن أن تجد ممثلة فاشلة تدعوك إلى الانضمام إلى نادي المعجبين الخاص بها. أكثر من هذا، ترسل لك بإلحاح الطلب تلو الآخر مصحوبا بصورتها الباهتة وشكلها المقرف في أعمالها السابقة وهي ترتدي أزياء تدعو إلى السخرية والاستهزاء.
نهاية مؤسفة تنتظر إذن الفايس بوك؟ هل تحول الحلم الجميل إلى كابوس مرعب؟ لا أظن، فمازال عدد المنخرطين في تطور مستمر رغم الاستهتار بمعلوماتهم الشخصية والإهانات التي يتلقاها ذكاؤهم يوما بعد آخر.
جمال الخنوسي

هناك 3 تعليقات:

  1. omar darwich12:37 م

    طبعا ايها الاخ المحترم لن اضيف عن كل ما لخصته في ما يخص الشبكة المعنية حين تريد ان تدفع بالبشرية دون ان تعي بتسويق كل ما هو حميمي في هذا السوق العالمي الوهمي دون حماية

    ردحذف
  2. omar darwich1:05 م

    suite a tous ce que vous avez evoques avantages et inconvrnients pour le reseau social facebook je suis totalement d accord c est vraie les gens ont la totale liberte d y acceder ca reste a savoir c est qui le benifeciere apres avoir marchander les infos que soit intimes ou professionelles ou autres la question: c est qui nous protege virtuelement puisque c est le cas

    ردحذف
  3. أتفق معك في بغض الجزئيات و أختلف معك في البعض الآخر
    المهم هو أنه تا واحد ما ضربهم على يديهم
    للي بغا يدخل فإنه يدخل بمحض إرادته
    و السلام

    ردحذف