26‏/07‏/2011

تراجع استهلاك المغاربة للمشروبات الكحولية


أشارت آخر الإحصائيات الخاصة باستهلاك المغاربة للمشروبات الكحولية استمرار الانخفاض الناجم عن مجموعة من الأسباب أهمها تزامن شهري رمضان وغشت الذي يمثل فترة زمنية مهمة للاستهلاك، إضافة إلى تراجع السياحة بسبب الأزمة العالمية، وحراك الشارع العربي وتفجير مقهى أركانة بمراكش وتداعياته.



وذكرت جريدة "لافي إيكو"، نقلا عن دراسة مستقلة أعدها مكتب "أنتيرناشيونال واين أند سبيريت ريسورتش"،  أن استهلاك الكحول في المغرب وصل 130.5 مليون لتر بالنسبة إلى جميع الأنواع هذه السنة، كما انخفض ب10 في المائة في السنة الماضية وحقق 117.5 مليون لتر أي بعيدا عن رقم 131.1 مليون لتر التي تجاوزها في 2008. وسيكون من الصعب تدارك العجز ولو في احتفالات رأس السنة التي تشهد نسب استهلاك قياسية، لأن القطاع يحقق 22 في المائة من رقم معاملاته بين 15 يوليوز ونهاية شهر غشت.
ويقول المهنيون إن سنة 2010 شهدت انخفاضا في الاستهلاك وصل 10 في المائة كما من المنتظر أن يستمر الانخفاض بمعدل 4.6 في 2011.
وتمثل الجعة 70 في المائة من حجم الاستهلاك و25 في المائة بالنسبة إلى الخمر. واستهلكت حتى نهاية شهر ماي الماضي 40.8 مليون لتر من الجعة أي بزيادة بلغت 5 في المائة مقارنة مع المدة نفسها خلال السنة الماضية، لكن رغم هذا التحسن فإن رواج المشروبات الكحولية مازال بعيدا عن الأرقام المهمة التي حققها في 2008.
ويتنبأ الفاعلون في قطاع المشروبات الكحولية بسنوات عصيبة سيمر منها إنتاج وتوزيع هذه المشروبات في المغرب. ويرى المتتبعون أن مدة  الأزمة تمتد على مدى خمس سنوات انقضت منها سنتان، إذ سيعرف القطاع ركودا بسبب تزامن شهري رمضان وغشت الذي يمثل فترة زمنية مهمة للاستهلاك، نظرا لأنه شهر لازدهار السياحة والعطلة والاصطياف، ومع كل ما يواكب هذا من مظاهر احتفالية وتقاليد استهلاكية، إضافة إلى تراجع السياحة بسبب الأزمة العالمية، وحراك الشارع العربي وتفجير مقهى أركانة بمراكش وتداعياته.
وكان سوق المشروبات الكحولية في المغرب عرف ارتفاعا مضطردا. فبين سنتي 2006 و2008 شهدت المبيعات ارتفاعا ما بين 3 و6 في المائة سنويا حسب طبيعة كل منتوج.
ويرى الموزعون أن التراجع سيمس بشكل خاص المنتوجات ذات الجودة العالية مثل "الشامباني" التي وصلت مبيعاتها إلى 140 ألف قنينة في السنة الماضية. وشهدت المبيعات تراجعا كبيرا في المدن الكبرى خصوصا في مراكش والدار البيضاء بسبب تراجع النشاط السياحي فيها.
وتشير إحصاءات سابقة إلى ارتفاع نسبة النساء المستهلكات للمشروبات الكحولية، خصوصا تلك التي تتميز بجودة عالية، فيما يقبل الشباب بشكل خاص على استهلاك مشروب "الفودكا" على حساب المشروبات الأخرى.
وتعتبر نهاية الأسبوع وفترات الأعياد ونهاية السنة ذروة استهلاك الخمور، إذ تحقق الشركات العاملة في هذا الميدان من 35 إلى 40 في المائة من رقم معاملاتها السنوية، وينخفض الاستهلاك بما يقارب 20 في المائة خلال شهري شعبان ورمضان، وحسب ''سيكوديب'' وهو مكتب أجنبي للدراسات، فإن 30 في المائة من مستهلكي الخمر يتناولونها أسبوعيا، و35 في المائة سنويا، و35 في المائة بطريقة مناسباتية.
وحسب المكتب نفسه، فإن 100 في المائة من مستهلكي النبيذ يتناولونه أثناء الاحتفالات والحفلات، سيما في أعياد نهاية السنة. ويشكل الأجانب، سواء كانوا مقيمين أو سياحا، 20 في المائة فقط من الطلب عليه. أما الجعة فإن مبيعاتها تصل أقصاها في شهري يونيو إلى غاية غشت، وحسب دراسة للمكتب السابق فإن الدافع الأساسي إلى تناولها هو البحث عن النشوة (84 في المائة)، يليه الإحساس بالعطش بنسبة 16 في المائة.
وفي سياق متصل، أظهرت دراسة سابقة  شملت "عادات وطقوس" استهلاك الجعة بالمغرب، أعدتها ماركة معروفة ل"البيرة"، أن معدلات تتراوح بين 2 و25 في المائة من العينة موضوع البحث استهلكت مشروبا كحوليا خلال الشهور الستة الأخيرة.
كما احتلت الجعة أعلى نسبة ب 55 في المائة، فيما حصلت الخمور على نسبة 13 في المائة، والويسكي حقق نسبة 12 في المائة، والفودكا نسبة 9 في المائة والماحيا نسبة 3 في المائة، فيما احتلت الجعة الخالية من الكحول مكانة ضعيفة بنسبة 2 في المائة.
وفي السياق ذاته، أظهرت الدراسة أن مستهلكي الشاي الأخضر وصل إلى 96 في المائة، وعصير الفواكه حقق نسبة 92 في المائة والمشروبات الغازية وصلت إلى نسبة 90 في المائة، أما القهوة فقد حققت نسبة 88 في المائة والماء المعدني نسبة 70 في المائة.
ويتمحور المستهلكون بشكل كبير بين الرباط والدار البيضاء بالنسبة إلى الأشخاص البالغين أقل من 40 سنة.
 جمال الخنوسي