17‏/01‏/2006


مارك ليفي يتصدر لائحة مبيعات الكتب لسنة 2005

" مارك ليفي" لا يرضى إلا بالمرتبة الأولى في لائحة أصحاب الأعمال الأدبية الأكثر مبيعا في فرنسا بين فاتح يناير و 31 دجنبر 2005 . و يمثل ليفي مع زملائه بيرنار فيربير و كريستيان جاك طينة من الكتاب الذين إذا لم يقابلوا بالانتقاد اللاذع و الهجوم العنيف يكون مصيرهم هو الصمت و التجاهل من طرف نقاد الأدب و الأكاديميين . بالرغم من أن رواية ليفي "وماذا لو كان الأمر صحيحا" بيعت سبع مرات أكثر من كتاب فرونسوا فيرينجينز الذي حاز على جائزة الغونكور و الذي يعتبره المهتمون أبرز روائي في الساحة الأدبية الآن.
و الظاهرة ليست جديدة بل تمتد إلى بداية ظهور الجوائز الأدبية بأسرارها و إشاعاتها و معاركها و "البوليميك" الذي يرافقها . بل تم دائما اعتبار الكتاب الذين تعرف أعمالهم رواجا كبيرا أنصاف أدباء و نجاحهم زائف و زائل . فأن يقرأ الكتاب جمع كبير من الجمهور ليس دليلا على القدرة الخارقة و القريحة الأدبية ، بقد ما هو تعبير فقط على ذوق القارئ في مكان و زمان ما. فليس هناك أي حكم قيمة على العشرة كتب الأكثر مبيعا في فرنسا.
هؤلاء الأدباء لا يعرفون فزع الصفحة البيضاء و ينشرون أعمالهم بانتظام و يعتبرون منجما للذهب و نبعا لا ينضب. و الأسماء الثلاثة التي احتلت الصدارة هذا العام هي التي توجت السنة الماضية . و يبقى اسم مارك ليفي الأكثر تألقا ، فقد قدم خمس روايات عرفت جميعها نجاحا منقطع النظير مع أنه لم يبدأ الكتابة إلا سنة 2005 و باع أكثر من المحتل للصف الثاني بيرنار فيربير بروايته LE SOUFLE DES DIEUX مرتين.
كما أن اللائحة تتميز أيضا بوصول كتاب شباب من أمثال أميلي نوتومب (ACIDE SULFURIQUE) إلى المرتبة الثالثة و أنا كافالدا (ENSEMBLE C'EST TOUT) إلى المرتبة الرابعة بالرغم من أنهما لم يبلغا سن الأربعين . أما ماكسيم شاتام الذي يحتل الصف العاشر و باع من روايته LE SANG DU TEMPS ما يقارب 370 ألف نسخة فلم يبلغ الثلاثين بعد .
و منذ صدور أول رواية لمارك ليفي سنة 2000 ضمن منشورات روبير لافون أصبح يراكم النجاح تلو الآخر و فرض نفسه بخمسة أعمال كواحد من الأدباء الذين تعرف أعمالهم أكبر رواج . و في حوار أجرته معه مجلة لوفيغارو ليتيرير قال في معرض إجابته عن سؤال حول السر في نجاحه و بيع أكثر من مليوني نسخة من مؤلفاته كل عام، بأنه ليس له أي سر ويعتبر المسألة كلها ضربة حظ " هناك طريقتان في الكتابة : الكتابة للنفس و الكتابة من أجل مشاركة الآخرين في لحظة مميزة . و الطريقتان معا محترمتان ، و أنا لما أجلس في مكتبي يكون همي الوحيد هو أن أحكي قصة و أزرع الروح في شخصيات من صلب خيالي". و يضيف ليفي أنه لا يملك أية تقنية أو منهج بل يعتمد فقط على العمل الجدي حيث لا يخصص الحيز الكبير من الوقت لإيجاد الأفكار بل للتعبير عنها . و يجرب سلاستها على عائلته و المقربين منه ليرى مدى رضاهم عنها و متابعتهم لها حتى النهاية . و يضيف " كما للمغني صبغة معينة و لصوته نبرة مميزة فإن لكل كاتب بصمته ، و لا يمكنني بأي شكل من الأشكال تفسير الإقبال على أعمالي . إنها هدية منحتني إياها الحياة . و آخذها كما هي." و يعترف ليفي بأنه "مغتاظ" من كون الكاتب الذي يلاقي نجاحا باهرا عند الجمهور لا يحوز على رضى النقاد ولا يحصل على جوائز أدبية . بل يكون محط نقد لاذع و قال إنه لم يصل إلى تفسير مقنع . "أريد أن أقول لمثل هؤلاء النقاد : إهدأوا ..! إنه مجرد كتاب" أنا أعرف أني لم اخترع شيئا مبهرا و كتابة روايات رائجة لا يعطيني الحق في أن أعتبر نفسي هرما في الأدب. و بالنسبة لي أن أقتسم أحلامي مع مجموعة كبيرة من القراء خير من تقاسمها مع قلة قليلة !".
للإشارة فمارك ليفي و زملاؤه التسعة الأوائل في القائمة يمثلون 20% من مبيعات الرواية المعاصرة في الأدب الفرنسي و حصدت من ورائهم دور النشر ما يقا رب 660 مليون درهم كمداخيل سنة 2005.
LE FIGARO LITTERAIRE بتصرف






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق