21‏/02‏/2006


"المقدس الإسلامي" سؤال لصلة المقدس بالسياسة

"المقدس الإسلامي" هو اسم الكتاب الجديد للأستاذ نور الدين الزاهي بعد كتابه الأول "الفلسفة واليومي" و كتاب " الزاوية و الحزب".
انتاجه الأخير الذي أصدرته دار النشر توبقال يتضمن 3 فصول : يتطرق الفصل الذي عنونه الكاتب بالمقدس والدنيوي لمفهوم المقدس وطبيعته و اشكالية تعريفه. والفصل الثاني المعنون ب "الطقوسي والرمزي" يناقش فيه الكاتب البعد الرمزي للنص الطقوسي أما الفصل الثالث المعنون بالتضحية و العنف فيتطرق للعلاقة بين الأضحية كطقس ديني والعنف من جهة و تحول العنف القدسي إلى عنف سياسي من جهة أخرى، بالإضافة إلى تقديم يمهد للإشكال العام وخاتمة تحاول رصد العلاقة بين الإسلام والسياسة.
يصف الزاهي كتابه بكونه مجموعة من الدراسات المتفاوتة من حيث الحجم ومن حيث زمن النشر لكن سؤالها هو سؤال واحد اشتغل عليه منذ 20 سنة و هو سؤال المقدس وأنماط اعتقاد الناس. ولهذا السبب يجد قارئ الكتاب أنه مجزء لثلاثة فصول في الحديث عن المقدس والحديث عن المجال الطقوسي لينهي الكتاب بالانتقال من المجال القدسي إلى المجال الرمزي وقد حاول أن أثير بنوع من الدقة مواضيع قد لا تتبادر إلى الذهن. كعلاقة الأذن بالعين مثلا. إنها مناطق ستثير القارئ وفي نفس الوقت يستغلها المقدس للتعبير عن ذاته برمزية قوية. وقد يطرح سؤال ما الداعي لنشر هذه الدراسات على شكل كتاب. والتي هي في الحقيقة مجموعة دراسات ثم نشرها في وقت سابق بمجموعة من الجرائد والمجلات المغربية، إنه في الحقيقة شكل من التحفيظ لمجموعة من الأفكار التي حاول الزاهي أن أتابعها. والتي أودت به إلى الدراسة التي أتمها مؤخرا لنيل دكتوراه الدولة في موضوع عن علاقة المقدس بالمجتمع المغربي الحالي والتي يستعد لنشرها قريبا، وهو في الحقيقة تعميق للنظر في الموضوع الذي اشتغل عليه . إنها أفكار ناضجة لأطروحة ميدانية اعتمدت التنقيب في كنه المجتمع المغربي عما يخدم الطرح الذي اشتغل عليه المؤلف . فكتاب "الزاوية والحزب" تناول الزاويا في طبيعتها المؤسساتية من خلال وظيفتها التنظيمية الداخلية والخارجية أما كتاب "المقدس الإسلامي" فهو خروج عن هذه الطبيعة المؤسساتية إلى الحديث عن العلاقة بين هذه المؤسسة والمجتمع. والكتاب القادم الذي هو نفس السؤال لكن بصيغة أكاديمية صرفة تحتوي على مقارنات قد تبدو غريبة جدا لكنها جريئة.
و قد يبدو أن كتاب "الفلسفة واليومي" عملا خارج السرب لكنه كان في الحقيقة استعدادا للاشتغال في ميدان الفينومينولوجيا واعتبره تمرينا و تقديم للأعمال الأخري التي تلته و يقول الزاهي بأن لهذا الكتاب قيمة و مقاما خاصا لذيه.
و يقول الزاهي في كتابه الجديد "بالابتعاد عن دائرة الإسلام النصي نحو تجسده التاريخي ـ الجمعي في نمط عيش مجتمع معين. و كذا عن السياسة كمبحث كلامي إلي مجال تجسدها في سلطان سياسي ناشئ أو قائم . ينقلب سؤال العلاقة بين الإسلام و السياسة إلى مبحث في الكيفيات التي يحضر بها الإعتقاد مع السلطان السياسي. إنه سؤال صلة المقدس بالسياسة و من ثم صلة الكيفيات التي تجسد بها المقدس ـطقوس ـ رموز ـ حكايات ـ معتقدات ...) في العيش بأنماط السلطان السياسي التي تتجسد بها السياسة.
لن ندعي أننا قدمنا أجوبة مطلقة عن هذذه الأسئلة. و في الآن نفسه لم نتركها معلقة. بل فتحنا باب تفكيرها عبر تفكير الآليات التي تنتج و ترسخ بها إحدي المؤسسات الرمزيية (مؤسسة المضحي) الصلات بين القدسي و السياسي".
جمال الخنوسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق