15‏/12‏/2008

المغرب فكك 30 شبكة إرهابية والخطر في تزايد

المسؤول الفرنسي السابق في دي إس تي يشير إلى تزايد بؤر الإرهاب وشكيب بنموسى يدعو إلى الحذر

أكد لويس كابريولي المسؤول السابق في مديرية الأمن الترابي (دي إس تي) الفرنسية، أن المغرب فكك 30 شبكة إرهابية خلال السنة الجارية، وتمكنت فرنسا من الكشف عن ثلاث شبكات أو أربع، منبها إلى ظهور بؤر جديدة لعدم الاستقرار، في كل من سوريا والنيجر وشمال مالي وموريتانيا.
وتأتي تصريحات المسؤول الفرنسي السابق والخبير في قضايا الإرهاب في حوار أجرته معه جريدة "لوجورنال دو ديمونش" الفرنسية بعد الأعمال الإرهابية التي هزت مدينة بومباي الهندية.
وقال كابريولي إن الدقة التي تمت بها العمليات الإرهابية تشبه احترافية جيش حقيقي. ومن الوارد جدا تورط تنظيم القاعدة إما من خلال توصيات اليد اليمنى لأسامة بن لادن، أيمن الظواهري، أو من خلال استلهام الموديل التطبيقي والإيديولوجي، "يتعلق الأمر هنا بضرب الدول الغربية والمصالح الاقتصادية للدول المارقة (...) بالإضافة إلى استهداف اليهود، ودولة إسرائيل الموالية للولايات المتحدة الأمريكية، والبلد المضطهد (بكسر الهاء) للفلسطينيين".
واعتبر المسؤول الفرنسي السابق، أنه مع عملية بومباي في الهند ارتفع سلم الخطر والتهديد درجات، "إننا لسنا أمام انتحاريين عاديين، ففي العملية التي شهدتها مدينة بالي (أندونيسيا) ارتمى الجناة المفخخون بالمتفجرات على أهدافهم داخل سيارات بسرعات جنونية في علب ليلية مليئة بالأبرياء، أما في حالة بومباي، فيتعلق الأمر بقوة خاصة انتقلت إلى المدينة عبر البحر، وهي دليل على الإتقان والدقة. صحيح أن الإرهابيين كانوا يعرفون أنهم سيموتون، لكنهن استولوا على المكان لمدة أربعة أيام مثلهم مثل أي وحدة عسكرية".
واعتبر الخبير في قضايا الإرهاب الهجوم على المستشفى أمرا يستحق التأمل لان الهدف منه هو نشر الذعر داخل السكان، ومخطط الهجوم يدل على أن العملية تم التخطيط لها على مدى شهور، والمخططون استفادوا من مساعدة لوجستيكية مهمة في مكان التنفيذ من أجل المعاينة التقنية، كما خضعوا لغرس أفكار دينية، وتكوين في أحد معسكرات التدريب.
وقال كابريولي إن الإرهابيين نجحوا في حبس أنفاس العالم على مدى أربعة أيام، وحققوا نجاحا كبيرا لدى الموالين لهم والمتعاطفين حول العالم وأبرزوا بؤرة جديدة للعمل الإرهابي، "حتى المتطرفون الشباب في أوربا سيجذبهم هذا القطب الإرهابي الجديد، الذي برز بين الهند وباكستان، لقد زاد حجم الخطر مع تعدد بؤر الإرهاب، رغم أن بلدان المغرب العربي والمملكة العربية السعودية وأوربا تقود ضدها حربا شعواء، كما بدأت تتعاون في ما بينها بشكل فعال".
وفي السياق ذاته جاءت التحذيرات التي أطلقها وزير الداخلية شكيب بنموسى والتي دعا فيها إلى ضرورة التحلي باليقظة، بعد اعتداءات مومباي التي تم التحضير لها لأشهر. وأوضح بنموسى مساء الاثنين الماضي أمام إحدى لجان مجلس المستشارين أن "المعطيات المتوفرة لدينا تحثنا على اعتماد الحذر واليقظة لأننا من الدول المستهدفة" بالإرهاب.
وأضاف وزير الداخلية "هناك في المغرب كما في الخارج أحزاب وجماعات لديها أهداف لا تندرج في إطار الممارسة الديمقراطية"، دون أن يذكر هذه الجماعات.
وتابع في إشارة إلى اعتداءات مومباي "المجموعة (المهاجمة) دخلت إلى الهند قبل أربعة أشهر وحضرت الدعم اللوجستي والتقت مجموعات أخرى ونفذت اعتداءات أوقعت للأسف قتلى"، مؤكدا "وبالتالي يصبح الحذر واجبا".
وكان المغرب شهد أول اعتداءات دامية نفذها إسلاميون متطرفون في 16 ماي 2003 حين أوقعت خمس هجمات متزامنة 45 قتيلا بينهم 12 انتحاريا في الدار البيضاء.
كما شهد اعتداءات أخرى أقل حدة في مارس وأبريل 2007 بالدار البيضاء ومحاولة اعتداء في غشت من العام ذاته في مكناس لم يصب فيها إلا الانتحاري الذي كان يستهدف حافلة للسياح.
وقتل 188 شخصا في اعتداءات مومباي بين مساء الأربعاء والسبت الماضيين، بحسب آخر حصيلة رسمية هندية. وأصيب أكثر من 300 شخص بجروح في هذه الاعتداءات.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق