28‏/10‏/2009

أديب: بعض الأحكام القضائية تشجع على اغتصاب الأطفال

رئيسة جمعية "ماتقيش أولادي" قالت ل"الصباح" إن حقوق الطفل لا تحضر إلا في المؤتمرات والندوات والحفلات

حملت نجية أديب، رئيسة جمعية "ماتقيش أولادي"، مسؤولية ما يتعرض له الأطفال في المغرب من جرائم الاغتصاب والقتل إلى بعض الأحكام "غير المنطقية" التي تصدر ضد بعض المتهمين، مما يشجع المجرمين على ارتكاب جرائم أبشع والقيام بأعمال أشنع.
وقالت أديب، في لقاء مع الصباح، إن الأطفال في المغرب ليس لهم أي وضع اعتباري، "إننا عندما ننطق بكلمة طفل فإن لهذه الكلمة أكثر من دلالة: فالطفل أولا إنسان له حقوق خاصة، ورمز للبراءة، كما نعتبرهم جميعا أحباب الله، وأخيرا هم مستقبل هذه البلاد وأملها في غد أفضل".
وتضيف أديب، "إلا أننا نفاجأ كل يوم بهؤلاء الأطفال يسقطون كأوراق الخريف، دون أن يحرك المسؤولون ساكنا، وتكون النهاية غالبا مأساوية وتنتج عنها قضايا خطيرة كما هو الأمر في هاتين الجريمتين الشنيعتين اللتين شهدتهما مدينة الدار البيضاء أخيرا".
وتساءلت الفاعلة الجمعوية المعروفة، حول حقوق الطفل وجدوى المصادقة على المعاهدات الدولية في هذا الاتجاه، "أين هي إذن حقوق الطفل؟! فنحن لا نعرفها إلا في المؤتمرات والندوات والحفلات، أما عندما نبحث عن شيء ملموس يحميهم من هؤلاء الوحوش ويضمن حقوقهم لا نجد شيئا ملموسا، الأمر كله كلام في كلام وحبر على ورق، ومادامت ليست هناك مدونة خاصة بالأطفال، على غرار مدونة الأسرة، فلن نحقق أي تقدم في قضايا الطفولة".
وأكدت رئيسة جمعية "ماتقيش أولادي" في مرارة، "أحنا كنتعاندو مع الآخرين غير بالهضرة لكن التطبيق والو".
وثمنت أديب الخطوات التي يقوم بها بعض الأطفال والأسر عندما يلجؤون بكل شجاعة إلى الأمن كي يحميهم ويأخذ القصاص من الجناة، "إنهم يحكون عن مآسيهم بكل شجاعة، لكن يصابون بخيبة أمل كبيرة عندما يفاجؤون بخروج المتهم كأنه بطل".
وتضيف الفاعلة الجمعوية أن بعض هؤلاء المجرمين يهددون الأسر ويتحرشون بهم بألفاظ وكلمات مستفزة من قبيل، "آش قضيتو ديتكم فشكارتي"، "إنها الموضة الجديدة"، تقول أديب، فتضطر الأسرة المغلوبة على أمرها إما إلى الرحيل وتغيير مكان السكنى أو إلى تحمل الإهانات اليومية والاستفزازات إذا كان وضعها المادي لا يسمح لها بذلك.
وتنتفض رئيسة جمعية "ماتقيش أولادي"، منتفضة "عن أي حقوق طفل نتحدث! جميعنا يعرف ويرى يوميا أطفالا ينامون في الشارع، وآخرين يبيعون "ميكة كحلة"، والرضع يكترون للتسول". مؤكدة ضرورة إصدار أحكام قضائية رادعة، "على هؤلاء المجرمين أن يعرفوا ما ينتظرهم قبل أن "يحيدوا السروال لشي دري"، أما الأحكام المخففة من قبيل سنة أو سنتين أو خمس في ظروف سجنية مريحة، أو الحكم بما قضى، فهذا تشجيع على الاغتصاب، وتأجيل لمأساة أفظع عندما تقع الفأس في الرأس من خلال وقوع حالات للقتل الوحشي".
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق