27‏/12‏/2011

"ليكسبريس" ممنوعة بسبب صور الرسول

أثار قرار المغرب منع المجلة الفرنسية "ليكسبريس" من جديد الجدل حول حرية التعبير وحدودها والخطوط الحمراء التي تحكمها في المغرب والعالم العربي ككل، والنظرة الغربية للخصوصية التي يتميز بها الآخر.
وخصت مجلة "ليكسبرس" داخل عددها المزدوج ملحقا تحت عنوان: "التاريخ العظيم للشعوب العربية" تحاول من خلاله فهم الثقافة العربية خاصة تلك التي نجحت في عبور الزمن ولا تزال تحكم العقلية العربية، والاكتشافات الفنية والعلمية التي كونت الحضارة العربية.
وتضمن الملف مواضيع مختلفة من بينها "الوجه الحقيقي لمحمد"، و"ربيع الأمل"، وربورتاجا عن مدينة فاس و"جنس: العلاقات العاصفة"، و"شعراء ورسل"، و"لا حرة لا خاضعة"، و"الآن نذهب إلى السينما" وتتضمن بعض المواضيع رسوما فارسية تمثل الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأعلن كريستوف بربييه، رئيس التحرير، على موقع المجلة، أن "ليكسبرس" تحتج بشدة على هذه الرقابة، وتعرب عن قلقها لأن المغرب ينتهك حرية الصحافة، في حين يشهد العالم العربي انتعاشة ديمقراطية" على حد تعبيره.
وأوضحت المجلة أن عددا كبيرا من المتخصصين والخبراء قدموا عرضا دقيقا لجميع القضايا التاريخية في 95 صفحة، لكن الموضوعات التي تتسم بحساسية شديدة لدى العرب تم التعامل معها عن بعد تجنبا لإثارة الجدل .
وأشارت المجلة إلى أنها استعرضت الموضوعات بأسلوب يتلاءم مع التحولات الجارية في البلدان العربية وتوجهاتها الحالية رغم أن الأمر لم يكن كذلك على مر التاريخ .
من جهته، أفاد مصدر رسمي مغربي ل"فرانس بريس"، أن حظر مجلة "ليكسبرس" التي نشرت في عدد خاص، يعود إلى ملف نشرته حول العالم العربي، يحتوي خصوصا على رسم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي يحظره الإسلام.
وقال وزير الاتصال، خالد الناصري "نحن دائما صارمون في هذه القضية الحساسة جدا بالنسبة إلى الرأي العام لدينا". وأضاف الناطق باسم الحكومة المنتهية ولايتها: "هذا ليس جديدا".
وأوضحت إدارة المجلة الأسبوعية على موقعها في الإنترنت، أن العدد المزدوج (3155- 3156) صودر في المغرب، رغم أن مسؤولي المجلة بادروا بحجب تجسيد وجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي سياق متصل، أكد محمد العوني، رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير، على ضرورة اتباع أسلوب آخر غير المنع في التعامل مع مثل هذه التجاوزات. وقال العوني في اتصال مع "الصباح"، "إذا كان من غير المقبول المس بالقيم والرموز الدينية، فإن الرد على التجاوزات يجب أن يكون بشكل يؤتي أكله، إذ لن يفيد اعتماد المنع والانفعال، لأن المنع يؤدي دائما إلى نتيجة عكسية. فقد لاحظنا أن الملف المعني بالمنع قد انتشر أكثر عبر الانترنيت، وروج له قرار المنع، ومنح دعاية مجانية للأسبوعية المعنية. والحل في نظرنا يكمن في الحوار والتعريف بمرتكزاتنا وقيمنا عبر الحوار والنقاش".
جمال الخنوسي