14‏/06‏/2007

أمل ماهر


الصحافيون المغاربة يقاطعون المطربة المصرية آمال ماهر
انتظروها قرابة ساعتين في بهو الفندق والمغنية "ضارباها بنعسة" في الغرفة
في الحقيقة لم أكن قط من مساندي فكرة الانغلاق والشوفينية في التعامل مع فنانات وفناني المشرق· ولم أقف قط مع الذين يهاجمون استقدامهم من أجل إحياء السهرات والحفلات الفنية في المغرب· وليست المغنية الفتية أمل ماهر هي التي ستجعلني أغير رأيي· فاستضافة هؤلاء النجوم من مصر ولبنان وسوريا وفلسطين هو إغناء لنا ولثقافتنا، وتميز لنا ودليل على انفتاحنا· وليست مغنية يتلخص رصيدها الفني في أغنية وكليب، هي التي ستدفعني إلى تغيير وجهة نظري· مع العلم أن ما حدث للصحافيين المغاربة مع المطربة المصرية التي استدعيت من طرف إدارة مهرجان موازين، يوم الخميس الماضي، أمر يستحق الحكي، وحدث يمكن النظر إليه بعين الطرافة، كما يمكن التمحص فيه بمنظار المهزلة·
عرفت أمل ماهر مراهقة مقلدة لأم كلثوم تقتات من فتاتها، وتعيش تحت فستانها حتى لا نقول في جلبابها· ولما أرادت أن تخرج من كنف "الست"، صنع لها زوجها سيء الذكر "محمد ضياء" ألبوما وفيديو كليب قفزت به في "العلالي"· وحققت في لمح البصر بكليب يتيم مدته خمس دقائق، ما لم تحققه في سنوات وهي تردد آهات كوكب الشرق· ملأت صورها القنوات الموسيقية من روتانا إلى ميلودي مرورا بمزيكا وزووم وهي "تتشحتف" على حبيبها الذي خانها مع صديقتها· وفي الوقت نفسه ملأت أيضا صفحات المجلات والجرائد الفضائحية من خلال قصة ابتزاز زوجها السابق وحصولها على طلاق خلعي ب"الشيء الفلاني"·
كانت مناسبة مهرجان موازين فرصة للتعرف على أمل من قريب· لم لا، فربما للصوت الذي قلد أم كلثوم لسنوات، القدرة على تغيير الصورة النمطية التي نحملها جميعا عن مطربات "هز يا وز" ومغنيات الفيديو كليب· حدد لي القائمون على المهرجان موعدا معها في فندق بالرباط· مع وصولي في الوقت المحدد، وجدت زملاء لي من منابر أخرى، خصوصا المجلات النسائية، جاؤوا للغرض ذاته· قضينا وقتا ليس هينا في الانتظار، نتجاذب أطراف الحديث· فالصحافيون يصبحون أكثر لغطا من الحلاقة إذا لمتهم جلسة واحدة· لم ننتبه إلى الأمر إلا بعد ساعة من الانتظار، ولما هممنا بالانصراف بعد أن نفد صبرنا، أحرجتنا المكلفات بالتنظيم ب"الرغيب والمزاوكة"· فقضينا نصف ساعة أخرى في انتظار نجمة النجوم دون أن يظهر لها أثر· فهي تارة في "الماكياج" وتارة أخرى عند "الكوافير" وفي الأخير تم الاعتراف أن "الأخت ضارباها بنعسة"لأنها "تعبانة" جدا·
المهم أننا غادرنا الفندق ونحن ساخطون على البرعوم الطائش والمكلفة في موازين تلاحقنا بفرنسيتها "المسهوكة" قائلة إنها اقتحمت عليها غرفتها بالقوة، وستنزل الآن! صحيح نحن نتفهم جيدا ظروف السفر والتنقل والعياء الذي يصيب أي فنان، لكن نحن التزمنا بموعد أخذناه مسبقا وكان عليها هي أيضا أن تقوم بالمثل· ولست أدري إن كان هناك مثل في مصر يعني نفس ما يعنيه المثل المغربي "دجاج العرس تيبات مكتف"· وصحيح أيضا أن سمعة أمل ماهر كمراهقة طائشة قد سبقتها إلى المغرب، إلا أن ما قامت به هو أمر مسيء إليها بالأساس، ودليل على افتقارها للمهنية والحرفية· ومهرجان موازين وغيره من المهرجانات المغربية التي تستضيف فنانين وفنانات أجانب مطالبون بإقرار مجموعة من الالتزامات تفرض على الفنان ألا يبقى الأمر مقتصرا على البيزنس والدولارات وفنادق الخمس نجوم·
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق