15‏/06‏/2007

الاحتجاج بالصيغة المغربية الجديدة مناضلون حملوا ملابسهم بدل حمل اللافتات وآخرون ارتدوا ملابس "حمار وبيخير"

الاحتجاج بالصيغة المغربية الجديدة
مناضلون حملوا ملابسهم بدل حمل اللافتات وآخرون ارتدوا ملابس "حمار وبيخير"
يبدو أن المناضلين في جميع أنحاء المغرب اكتشفوا بعد احتفالات فاتح ماي، العيد العمالي الكبير، أن الأمور فترت والقضية "بردات"، فاعتزموا "تسخين الطرح" من خلال تنظيم مسيرات احتجاجية "ممنوعة على أقل من 18 سنة"· لقد مضى وقت كان فيه المناضل لا يتقن سوى حمل اللافتات الطويلة العريضة، وترديد الشعارات الحماسية الرنانة، فارتأوا تشكيل جبهة جديدة من العراة، وابتكار طرق جديدة للاحتجاج· وبدل حمل اللافتات، يحملون الآن قمصانهم، والملابس التي انتزعوها عن جلدهم، ويطوفون الشوارع ب "ملابس داخلية شفافة"·
قبل أيام هدد المكفوفون بنزع ملابسهم أمام مقر البرلمان، وسيلة للاحتجاج على عدم تحقيق مطالبهم· اختاروا التعري بدل المواجهة المباشرة أو التهديد بإحراق الذات·
في الأسبوع الماضي نزع أحد الأشخاص ملابسه "الداخلية" منها و"الخارجية" بشارع الروداني بمدينة الدار البيضاء، وقام بالتمدد وسط الشارع أمام السيارات، فخلق حالة من "الرعب" والفوضى والارتباك· كانت تلك هي طريقته للاحتجاج على مشاكلة والتنديد بحاله في خطوة منفردة ومتفردة يائسة·
عمال "الباطوار" أيضا خرجوا عراة ك "سكيطات" اللحم التي يستأنسون بها كل يوم· فاستعرضوا "كوطليط مصاصيطهم" بدل العبث في "كوطليط" ذبائحهم· أحد الظرفاء علق على الأمر قائلا إنه الآن لا يجب إلقاء اللوم على القناتين التلفزيتين إذا منعهما الحرج من تغطية هذه المسيرات "قليلة الحياء"·
من الخطأ أن نعتقد أن هذه الظاهرة وليدة اليوم، فكبار السن مازالوا لحد الآن يهددون "سير ولا نتعري عليك"، إذا ما أقلق أحدهم سكينتهم· وكأن إظهار ملامح المؤخرة المترهلة البشعة، بمثابة صاعقة ستصيب العدو المفترض·
حرب "المؤخرات" هذه ليست حكرا على المغاربة فقط، ففي الضفة الأخرى يمكنهم أن يلجؤوا للتعري ولو من أجل صورة فنية· في عاصمة المكسيك مثلا خلع 18 ألف مكسيكي في إحدى الساحات العامة ملابسهم رغبة في تحطيم رقم قياسي في العري وعدد العراة في صورة جماعية· المشاركون الذين بدوا كالأمواج اللحمية أخذوا عدة أوضاع كالوقوف للتحية أو النوم في شكل جنيني·
في أمريكا العري تعبير عن الحرية والتميز أيضا، إذ هناك منتجعات خاصة للعراة، تعرف إقبالا ولها جاذبية خاصة· في هولندا هناك مراكز خاصة لممارسة الرياضة للعراة بطبيعة الحال· ومراكز أخرى خصصت يوما واحدا في الأسبوع لأعداء حملة الملابس·
في سنة 2005 أحدثت "غارة للتعري"، بطلتها عربية، ردود فعل صاخبة· فقد قامت هالة فيصل، فنانة تشكيلية سورية، وابنة وزير اتصالات سابق في سوريا، بخلع ملابسها بشكل كامل في ساحة "واشنطن سكوير بارك" ووقفت عارية تماما لمدة عشر دقائق أمام وسائل الإعلام والسائحين، وكتبت على ظهرها وباللون الأحمر، عبارات بالإنجليزية والعربية تطالب بتوقيف الحرب في العراق وفلسطين·
بجانب "ظاهرة الاستعراء" طفت أيضا "ظاهرة الاستحمار" التي تزعمها شاب مغربي ابتكر "توندونس جديدة" وبدل أن يكون صاحبنا طلائعيا أو كما يقال في مجال الموضة "أفون غارديست" رجع بنا الشاب المغربي إلى المرحلة الحيوانية، ورفع شعار "حمار وبيخير" كتبها على القمصان التي ابتدعها· ومع نجاح الحملة الحمارية طالعتنا مجلة مغربية بافتتاحية تحمل عنوان "كلنا حمير"، ربما لفت انتباه جيراننا الإسبان وحفزهم، فكتبت جريدة يومية أخرى قبل أيام بالأحرف الكبيرة "المغرب يصدر الحمير إلى إسبانيا"·
يجب الاعتراف في الأخير، بأن الاحتجاج، لا عن طريق "الاستحمار" ولا "الاستعراء" أمر مقبول حتى لا نقول محمودا "اللهم التحيمير والعرا ولا حاجة أخرى"·
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق