15‏/06‏/2007

عبد الحميد ابن طنجة صوت ضد كوثر البيضاوية نعتوه بمنعدم الرجولة ووصفوه بكلب الجزائر


عبد الحميد ابن طنجة صوت ضد كوثر البيضاوية
نعتوه بمنعدم الرجولة ووصفوه بكلب الجزائر
"أنت لست مغربي" ، "أنت عار على المغاربة" ، "يا كلب الجزائر" "أنت ماشي راجل"···
هذه ليست شتائم موجهة إلى عدو كبير من أعداء الوطن الذين يتربصون به صباحا ومساء، وليست سبة ينعت بها مناضلو "آخر زمان" الذين صنعتهم أخطاء وزارة الداخلية وعهدها البائد، وجعلت منهم أبطالا من ورق، يتاجرون في عورات بلد وينخرون عظام وطن لم يعد يربطهم به سوى تصيد أخطائه، وما يمكن أن يحصلوا عليه من "دعم" ونياشين يغرسون جنباتها الحادة في جراحه المفتوحة·
هذه الشتائم يمكن لأي كان أن يطلع عليها إما في شريط رسائل ال SMS التي تبثها قناة نسمة على القمرين الاصطناعيين نايل سات وهوت بورد، أو على الموقع الرسمي لبرنامج ستار أكاديمي المغرب العربي على شبكة الأنترنيت· هي رسائل موجهة إلى المغربي عبد الحميد حضري الذي كان ذنبه الوحيد هو أنه صوت ضد كوثر ابنة الدار البيضاء، فكان صوته حاسما وجعلها تحمل حقائبها، وترحل عن مسابقة ستار أكاديمي في حلتها المغاربية·
وبعد أن كانت التعليقات الواردة تقول في لغة عربية ركيكة أو لغة فرنسية مهترئة، إن عبد الحميد هو الأفضل، و"البوكوس"، انقلبت كفة الطالب المسكين، وأصبح يحتل المرتبة الأولى في عدد التعليقات، لكن للأسف أغلبها مرتبط بالغل الدفين والشعور بالحقد والنقمة على الطالب الطنجاوي·
الكثيرون اعتبروا ما قام به عبد الحميد جرما كبيرا يستحق نزع هويته عنه، وحرق جواز سفره، ولم لا انتظار عودته لجلده في مكان عام! في حين يمكن أن نقرأ في الموقع نفسه خطابات، رغم قلتها، مشجعة للشاب الطنجاوي، وتثمن حسه الراقي والنضج الكبير الذي أبانه·
لقد كان الهدف من ستار أكاديمي منذ البداية تجاوز النعرات القبلية تلك، وإعطاء المسابقة بعدا مغاربيا، كنا نأمل أن يحقق من خلاله التلفزيون ما فشلت في تحقيقه السياسة· لكن النوايا لا تكفي، إذ كان الأمر مضحكا عندما صرح التونسي نبيل قروي مالك قناة نسمة في ندوة صحفية، أنه سيتم التركيز على المدينة التي ينتمي إليها الطالب لا على بلده الأصلي، وكأن المغاربيين لا علم لهم بالتاريخ والجغرافيا!
لسوء حظ هذه التجربة الفتية أن التجارب السابقة لها كستار أكاديمي لبنان وإكس فاكتور وغيرهما من مسابقات استنزاف جيوب المشاهدين، ساهمت في إذكاء هذه النعرة الوطنية البليدة· إذ أصبح من هب ودب يحمل علم بلده على كتفيه لممارسة "السعاية" والمسكنة واستقطاب أعلى نسب من الأصوات، وبالتالي الاستمرار في الظهور على الشاشة، وملء خزائن القنوات التلفزيونية، والفاعلين في قطاعات الاتصالات المحتضنين لمثل هذه المسابقات·
يجب أن نتجاوز النظرة الضيقة للأمور، واعتبار أن المسابقة الشبابية لا تتعدى شق الترفيه والتسلية، ولا نعطيها حجما أكبر منها، أو بعدا لا تحتمله، ولم يكن قط هدفا لها· لقد قدم عيد الحمبد درسا "أكاديميا" كبيرا بعدم التصويت على طالبة من بني جلدته لأنه يرى أنها لا تستحق الاستمرار في المسابقة ووجد أن متسابقات غيرها يستحققن الاستمرار، وهذا حق واختيار وتعبير عن حرية وانفتاح للأفق يشرف المغاربة جميعا، ودليل على تجاوز فلسفة القطيع، وتأكيد على أن طريق العوام ليس دائما هو الطريق الصواب·
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق