14‏/06‏/2007

ستوديو دوزيم


ستوديو دوزيم
إذا أردت أن تكون نجما وتحقق شهرة منقطعة النظير، فالطريق سهل ومعبدة أمامك، ما عليك سوى أن تشارك في الدورة الرابعة من برنامج اكتشاف المواهب "استوديو دوزيم" على القناة الثانية، قناة الشباب·
هكذا تقول الوصلات الإشهارية التي تتوالى ليلا ونهارا، تذكر بأماكن إجراء الإقصائيات الأولية، مع الوعد الأزلي بالمجد الكبير والشهرة الواسعة والنجومية البراقة·
كنت أنظر إلى تلك الوصلات الإشهارية باستغراب، وأنتظر اليوم الذي سيصدر فيه شرطي الإعلام المغربي الذي لا ينام، أو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، قراره بمنع هذه الوصلات بدعوى "الاشهار الكاذب"· فهل كلف أحد نفسه أن يسأل عن مآل النجوم الذين فرختهم آلة القناة الثانية؟ وأين اختفى أبطال الدورات السابقة؟ وأي مجد هذا الذي وعدتهم به قناة كلم 7؟
هل تساءل مدير القناة مصطفى بن علي عمن يذكر جوديا أو عزيز فائزي الدورة الأولى؟ وأين اختفى حاتم عمور ومنى وليلى الفائزين بالدورة الثانية؟ وأين هي الشهرة الموعودة لكل من حسناء وياسين وإيمان الفائزين في الدورة الثالثة؟
هل الشهرة والمجد تعني في قاموس القناة الثانية نشر "خبيرات" على المجلة الشهرية التي تعرض برامج القناة، أو ارتداء "تكيشطات" على أغلفة بعض المجلات النسائية، أو إقحام هذه الأسماء "بزز" ضمن قائمة الفنانين المشاركين في السهرات التي تنظمها القناة نفسها· وبعد انتهاء "شهر الباكور" تبدأ مسيرة المجد في كباريهات عين الدياب التي أصبح استوديو دوزيم ممونها الرئيسي، وخزانها الذي لا ينضب، ل"تنغيم" السكارى وتصعيد الدوخة، لدرجة أن تلك الأماكن أصبح لها زبناؤها الخاصون بها، زبناء استوديو عين الدياب، وسماسرتها أيضا حتى لا نقول عنهم جزافا "مديري الأعمال"، يتلقفون الضحايا ويفرشون لهم السجاد الأحمر في الطريق لأقرب حانة أو كباريه·
إن تصور استوديو دوزيم كبرنامج لاكتشاف المواهب أمر لا جدال في أهميته، لكن في المقابل يتطلب ميكانزمات للمتابعة وإعطاء فرص حقيقية لهؤلاء الشباب من أجل التألق والاستمرار، لا أن نتركهم فريسة لسماسرة الضياع·
لقد صنعت القناة الثانية نجوما "لا يحلو" لهم الغناء سوى أمام البؤساء والسكارى و"الشماكرية الهاي كلاس"، نجوم يقومون الليل وينامون النهار، نجوم مجدهم الوحيد هو القطعة، و"الزرورة" التي يتلقونها من جمهور فاقد الوعي· جمهور ينسى المغني والأغنية مع ذهاب "التمن"· نجوم يخفت بريقها ويفنى مع طلوع شمس يوم جديد·
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق