23‏/09‏/2006

الحق في الفشل

الكم الهائل للأفلام المغربية القصيرة التي تم عرضها ضمن فعاليات المهرجان الرابع للفيلم القصير المتوسطي بطنجة نقاشاً ساخناً اتسم في بعض الأحيان بنوع من الحدة. حيث تساءل العديد من المتتبعيين عن جدوى هذه الغزارة مادامت الجودة «ليست في الموعد» ويرد البعض هذا الكم (60 فيلماً هذه السنة وما يقارب 100 السنة القادمة) إلى تفعيل القانون القاضي بإلزام المنتجين بتقديم ثلاث أعمال قصيرة من أجل الحصول على البطاقة المهنية والانتقال بالتالي إلى إنتاج الأعمال الطويلة والأفلام التلفزيونية فتصبح مرحلة الأفلام القصيرة قنطرة ملزمة من أجل المرور لمرحلة موالية. فيما يرد البعض الآخر أن هذا النقاش عقيم ولا محل له من الإعراب ونعته «محمد باكريم» بالبوليميك الخاطئة والمفتعلة فلا أحد مثلاً يطرح هذا النقاش في فرنسا التي تنتج المئات بل الآلاف من الأفلام القصيرة سنوياً تغيب عنها الجودة في كثير من الأحيان ولا يجد القيمون على الشأن السينمائي في فرنسا أي حرج من الجهر بذلك.
صحيح كانت هناك أفلام غاية في الابتذال والسطحية نعفي نفسنا من ذكرها كما كانت هناك أخرى خلاقة وممتعة كفيلم «بخط الزمان» لهشام العسري و«شعرك الأسود إحسان» لطالا حديد و«30 سنة» للشريف الطريبق.
إن مثل هذا النقاش يمس أساساً جوهر الفيلم القصير وخصوصيته كونه تمرين إبداعي تجريبي لا يخضع لقوانين السوق وإكراهات الربح التجاري أي أنه يفتح آفاقا واسعة للتجريب والإختبار بعيداً عن ثقل وعنف الفشل والنجاح.
بالإضافة إلى كوننا بلدا ليست له تقاليد عريقة في مجال السينما ولم نحقق بعد تراكماً كبيراً والكل يذكر إنتاجاتنا السنوية التي كانت في الأمس القريب تحسب على رؤوس الأصابع حيث يصبح خروج فيلم مغربي لصالات العرض حدثاً في حد ذاته. أظن أن للمخرجين ولكل الفاعلين السينمائيين الحق في الإختبار والتمرين والتجريب .. والفشل أيضاً لأن سينمانا مازالت شابة وتلك مواصفات الشباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق