23‏/09‏/2006

الفن بالكريدي

قضية غريبة تنظر فيها محكمة القاهرة، وينكب عليها أكبر القضاة المصريين. فقد أقامت فنانة شابة تدعى هند عاكف ضد التلفزيون المصري دعوى تطالب فيها الحجز على مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري الذي يسمونه بماسبيرو.
وتريد هند عاكف من خلال الدعوى الحصول على حقها كاملا عن فوازير شهر رمضان التي قدمتها منذ ثلاث سنوات ولم تحصل على حقها حتى الآن!
وتناقلت وسائل الإعلام أن هند عاكف تطالب التلفزيون المصري بـ 70 ألف جنيه مصري لكن المسؤولين رفضوا أن يدفعوا لها مليما واحداَ!
الفنانة الشابة ترفض التنازل عن حقها وهي تنتظر النطق بالحكم في جلسة 7 أكتوبر القادم.
ربما يمكن استغراب وصول مثل هذه القضايا إلى المحاكم لأنه على حد علمنا لم تبث المحاكم المغربية قط في مثل هذه الخلافات. لكن مسألة التماطل في دفع مستحقات الفنانين والفنانات فحدث ولا حرج. ويكفي المرء أن يجالس أي فنان من فنانينا المغاربة، كان الله في عونهم، حتى ينطلق في الشكوى وحكاية الأزليات عن التهرب والتماطل وإقفال الهواتف النقالة والثابتة أيضا. حيث يمكن للممثل أن يقدم حلقات متتالية من سلسلة ما دون أن يقبض ولا فلسا واحدا. لا تسبيق ولا عربون ولا أي شيء. كما يضطر الفنان في الكثير من الأحيان لتقديم عمل جديد مع نفس الجهة من أجل الحصول على الكريدي القديم.
في مصر على الأقل هناك نقابة للفنانين تتمتع بالكثير من القوة والمصداقية أما عندنا فالأمر مختلف ولم تحقق هيئة النقابات للفنانين شيء يذكر وتكتفي فقط بالخرجات الإشهارية والفرقعات والعنتريات. ولا يكلف الفنانون أنفسهم حتى العناء لاستشارتها مادامت لا حول لها ولا قوة.
والأغرب في الأمر أن زمرة الفنانين الذين جالستهم استسلموا للقضاء والقدر مادامت مهنتهم ينقصها التنظيم والنظام واقتنعوا بإرجاء أمرهم إلى الله.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق