10‏/06‏/2008

القنينات تتطاير فوق رأس الشاب خالد في مكناس


حلف السكارى بالطلاق أن ليلته لن تطلع فيها الشمس وأنهم سيخرجون منه "الحايتة والبايتة"

ظننا أن الشاب خالد "سيستحيي على دمه" كما يقول الإخوة المصريون، وسيقطع الرجل عن المغرب بعد أن "دارها كحلة زحلة ما فيها ضو"، وأحبط الملايين من المغاربة الذين يحبونه ويعشقون فنه، عندما حمل في سهرة بإسبانيا علم الجمهورية الوهمية، وتراقص به أمام المئات من الحاضرين.
ودارت العديد من الأخبار مفادها أن ملك الراي منع من دخول المغرب جزاء لصنيعه وشنيع فعلته ، وأن العديد من تواريخ الحفلات تم إلغاؤها وعلى رأسها مهرجان الراي الذي تحتضنه مدينة وجدة، وإذا بنا نفاجأ بالفنان الكبير بيننا يزورنا بلا حياء أو حشمة، وجاء مرة أخرى ليسخر منا، ويضحك على ذقوننا، ويلتحف رايتنا ويتمسح بها كالقط المجراب.
جاء الشاب خالد إلى المغرب ليحيي ليلة السبت الماضي حفلا بهيجا بمدينة مكناس في فندق فخم رفقة الفنانة الكبيرة نجاة اعتابو والفكاهي محمد الخياري. الحفل لم يكن مفتوحا للجميع بل كان خاصا بالصفوة وعلية القوم، فالتذاكر بلغت 1800 درهم للشخص الواحد أو 4000 درهم بالنسبة إلى الزوج.
وبدأت رحلته عادية، "كاشي" بحوالي 24 مليون سنتيم ومصاريف السفر بالطائرة حوالي 12 مليونا ومليونين خاصين بالفندق الفخم رفقة "الرباعة". فكانت سيارة فارهة من صنف "ليموزين" تنتظره أمام مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، وطارت به على جناح السلامة إلى العاصمة الإسماعيلية، تحت حراسة مشددة تكفل بها 12 "كارد كور" من ذوي القلوب الغليظة والأيادي الثقيلة، والنظرة الثاقبة "المحنززة".
مع هبوط الليل طالب الشاب خالد بملايينه قبل أن يضع قدميه على الخشبة. وعندما مد له منظم الحفل 24 مليون سنتيم رفضها ملك الراي ومدير أعماله "بيكا صالح" مصرا على التوصل بمبلغ الأجر ب"الدوفيز" أي العمل الصعبة.
احتار الرجل في أمره ووجد نفسه غارقا إلى الأذنين في ورطة لا مخرج منها، يبحث في الطريقة التي سيحول بها العملة السهلة إلى أخرى صعبة. تدبر أمره في "نصاصات" الليالي وأحضر المبلغ المتفق عليه حوالي الحادية عشرة والنصف وطيب خاطر النجم الجزائري. غنت الفنانة الشعبية نجاة اعتابو قرابة الساعتين، ولحق بها الكوميدي محمد الخياري الذي "سخن الطرح" حوالي 45 دقيقة ولم يظهر الشاب خالد للجمهور إلا في حوالي الثالثة صباحا، بعد أن غضب الحاضرون الذين لم يستسيغوا التأخير ولم ينسوا للفنان زلته. فحلف السكارى تلك الليلة بالطلاق، وقطعوا الأيمان، أن ليلة الشاب خالد لن تطلع فيها شمس، وأنهم سيخرجون منه "الحايتة والبايتة"، ويعاقبونه على ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر، ويصفون معه الجديد والقديم. فرفرفت القنينات على رأسه وهو يبحث عن "عيشته" وتحطمت الكؤوس بين قدميه وهو يشجع "صحاب البارود"، ولم تنفعه تلك الليلة لا أسياد وهران ولا أولياء الجزائر. ولم يحمد الله إلا و"طاكسي بيضا" تنقله إلى مطار محمد الخامس بعد أن حلف منظم الحفل اليمين أن يقطع تعامله معه بسبب الكوارث التي سببها له قدوم "الشاب خالد"، فعلق حينها أحد الظرفاء، "هاد الشاب خالد مابغاش يكبر!".
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق