14‏/06‏/2009

تسجيل أول حالة أنفلزنزا الخنازير بالمغرب

حالة من الذعر تعم المركز الاستشفائي بفاس والهلع يصيب المسافرين في الرحلة التي نقلت المصابة
كانت الساعة تشير إلى حوالي الواحدة زوالا من يوم أول أمس (الخميس)، حين حطت سيارة الإسعاف بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بمدينة فاس، قادمة من مطار فاس سايس، حاملة طالبة تتحدر من مدينة فاس، تتابع دراستها بإحدى كليات جامعة مونريال بكندا، إذ تم إيداعها في الطابق الرابع من الجناح d في انتظار إجراء الكشوفات الطبية الضرورية عليها، التي أكدت إصابتها بفيروس "إتش 1 إن 1" كأول حالة مسجلة بالمغرب.
وسادت حالة من الهلع والخوف الشديد، زوال أول أمس (الخميس)، بمختلف مرافق ومداخل المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، مباشرة بعد دخول سيارة إسعاف التي حملت المصابة.
وعم جو من الاستنفار المستشفى، إذ فضل بعض المرضى الموجودين وزوارهم، الفرار خارج الجناح المخصص لإيواء المريضة، قبل أن يتم تزويد الجميع بأقنعة وقائية وكمامات.
وتعذر الحصول على معلومات كافية بخصوص هذه الإصابة، رغم الاتصال المتكرر بمسؤولي الصحة بمدينة فاس.



وعلى الفور، يضيف المصدر نفسه، تم الشروع في التكفل الطبي بالمريضة وبأسرتها، كما تم الشروع في تتبع المسافرين الذين كانوا على متن الرحلتين مونريال-الدار البيضاء والدار البيضاء-فاس، والذين كان لهم اتصال مع الفتاة، وذلك قصد التكفل بكل حالة محتملة تبدو عليها أعراض الإصابة بهذا الفيروس.وفي السياق ذاته، داهمت عناصر من الأمن والدرك مصحوبة بفريق طبي، ليلة أول أمس (الخميس)، منازل الركاب القادمين على متن الرحلة الرابطة بين مونتريال بكندا والدار البيضاء.
وفوجئ عدد من المسافرين في الرحلة الجوية بحالة من الهلع تسبب فيها التدخل الذي باشرته هذه العناصر، سيما أنها اختارت توقيتا مثيرا لتدخلها.
وقدم أحد المسافرين في الرحلة نفسها التي نقلت الطالبة من كندا إلى المغرب، والتي أظهرت التحاليل إصابتها بوباء أنفلونزا الخنازير، معطيات وحقائق جديدة تطرح عدة تساؤلات حول الرواية الرسمية الواردة في بلاغ وزارة الصحة.
وقال أحد المسافرين، فضل عدم الكشف عن هويته، أنه وصل إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء في الساعة السابعة من صباح يوم الأربعاء الماضي، بعد أن أقلعت الطائرة من مطار مونتريال في حوالي الساعة التاسعة من مساء يوم الثلاثاء.
وأكد المسافر في روايته أن حالة الفتاة تم الاشتباه فيها أثناء الرحلة، إذ أعلن في الطائرة عن وجود حالة فتاة درجة حرارتها مرتفعة، وتجتمع لديها كل أعراض مرض أنفلونزا الخنازير.
وقام طبيبان، مسافران ضمن الرحلة ذاتها، من فحص حالة الفتاة المريضة، وطلب طاقم الطائرة من جميع المسافرين عرض أنفسهم على طبيب فور وصولهم، فيما أرجع البعض ارتفاع حرارة المسافرة إلى الخوف من السفر أو فوبيا الطيران.
ويحكي المسافر عنف التدخل، واقتحام بيت العائلة في الثانية صباحا من يوم الخميس، إذ قامت فرقة من الدرك الملكي ورجال الأمن وفريق طبي باقتحام بيت عائلة المسافرة دون إعلام مسبق. وضمت الفرقة عددا كبيرا من الأفراد والسيارات وهو ما أفزع أفراد العائلة ووضعهم في حيرة من أمرهم، كما سبب حالة من الاستنفار، ونشر الهلع، في الحي الذي يسكنه المسافر.
وزاد في ذعر العائلة والسكان المجاورين الألبسة الواقية التي ارتداها الفريق الطبي وإجراءات رجال الدرك.
جمال الخنوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق