03‏/08‏/2011

المغرب يتوصل بأول دفعة من الطائرات الحربية الأمريكية


علمت "الصباح" أن المغرب سيتسلم هذا الأسبوع طائرات مقاتلة منذ آخر صفقة أجراها في 1981، ويتعلق الأمر بأربع مقاتلات من نوع "إف – 16 بلوك 52 إس" التي يصنعها الأمريكي "لوكهيد مارتن" التي ستلتحق مباشرة بالقاعدة الجوية ببن جرير. 
وفي الاتجاه ذاته أعلنت شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية الرائدة في مجال الطائرات الحربية، أن أولى الطائرات المغربية من نوع "إف – 16  المجهزة بمحركات من نوع "برات أند ويتني إف 100 – بي دابليو- 229" التحقت بمصنع التجميع النهائي الواقع في "فورث وورث" بولاية تيكساس، قبل التحاقها بالمغرب.
وإضافة إلى الطائرات الأربع التي تمثل الدفعة الأولى، فسيتوصل المغرب ب20 طائرة أخرى من الصنف ذاته تجعل أسطوله الجوي ال25 في العالم الذي يستعمل هذه الطائرات المتطورة.
وفي وثيقة نشرتها وكالة التعاون للدفاع والأمن التابعة للبانتاغون في وقت سابق، فإن الصفقة المبرمة بين المغرب وأمريكا ستعزز مكانة المغرب من أجل مساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب والدفاع عن النفس.
ويعتزم البانتاغون بيع المغرب الحليف الاستراتيجي لواشنطن، صنف "بلوك 50/52  الأكثر تطورا في طائرات "إف 16" التي لا تمتلك صنفا أكثر تطورا منها سوى الإمارات العربية المتحدة التي اقتنت في وقت سابق صنف "بلوك 60".
وستكون الطائرات التي تصنعها شركة "لوك هيد مارتن" مجهزة بنظام للطيران يستعمل الأقمار الاصطناعية، ومعدات إلكترونية للقتال، وغيرها من آخر مستحدثات التكنولوجيا الحربية.
وتتكون الصفقة من 24 طائرة حربية من نوع "إف 16" مرفقة بأحدث التجهيزات بكلفة قدرها 2.5 مليار دولار.
وقال البانتاغون إن "إف 16" تمثل الطائرة الحربية الأكثر مبيعا في العالم. وظفر العملاق الأمريكي "لوكهيد مارتن"، الممول الأول للبانتاغون، بهذه الصفقة بعد أن أوقف المغرب صفقة في مراحل متقدمة مع شركة فرنسية منافسة، إذ تراجع عن اقتناء طائرات من نوع "رافال" التي تصنعها الشركة الفرنسية "داسو أفياسيون".
وكان وزير الدفاع الفرنسي السابق، "هيرفي موران"، قال في تصريح، إن المغرب كانت له نية صادقة من أجل اقتناء طائرات من نوع "رافال" التي تصنعها مؤسسة "داسو" الفرنسية. وتعد هذه أول مرة، يقول موران، يعبر فيها بلد ما لفرنسا عن نيته عقد صفقة من هذا الحجم، واختياره لهذا الصنف بالذات من الطائرات المتطورة. ويعود تاريخ هذا الاتفاق الفرنسي المغربي إلى عهد الرئيس السابق جاك شيراك. إلا أن فرنسا لم تتمكن من إقناع المغرب بالصفقة المقدمة، في الوقت الذي نجح فيه الأمريكيون من خلال عرض معقول من جهة، وتحول في موقفهم بشكل إيجابي وواضح في ما يتعلق بصراع إقليمي له أهمية كبرى بالنسبة إلى المغرب، في ترجيح كفة صفقة طائرات "إف 16" الأمريكية الصنع على حساب "رافال" الفرنسية.
من ناحيته حمل "سيرج داسو" مسؤولية فشل صفقة الرافال إلى المديرية العامة للتسليح في فرنسا التي ما أن توصلت بقبول المغرب المبدئي للصفقة حتى عمدت إلى تضخيمها والنفخ في بنودها.
وقدرت قيمة الصفقة الكاملة بين المغرب والولايات المتحدة التي تضم المقاتلات والأسلحة ونظم أخرى2.5  مليار دولار، تشمل 24 طائرة من طراز "إف 16 إس" ورادارات من نوع "نورثروب غرومان"، إضافة إلى صواريخ جو جو متطورة متوسطة المدى من "رايتيون"، وقنابل ذكية موجهة بواسطة الأقمار الاصطناعية والليزر.
وفي سياق متصل، عاد منذ حوالي شهر، أعضاء البعثة العسكرية المغربية التي كانت تتدرب على قيادة "إف 16" التي أنهت مهمتها. وتتكون البعثة من أربعة ضباط تابعين لسلاح الجو المغربي خضعوا لتكوين علمي وتدريبات دقيقة على قيادة طائرات "إف 16" دامت 15 شهرا داخل وحدة التكوين الدولية 162 بالقاعدة الجوية "توكسون" بولاية أريزونا الأمريكية.
ويعود اختيار الضباط المغاربة الأربعة إلى أنهم طيارون متخصصون في طائرات "إف 5" التي يملك المغرب عددا منها، كما أن الطيارين الحربيين المغاربة خضعوا خلال مدة التكوين إلى ثلاث رحلات أسبوعيا لكل منهم على متن طائرات "إف 16"، إذ وصلت ساعات التحليق التي استفاد منها الضباط المغاربة إلى 150 ساعة، وهو ما وفر لهم تكوينا احترافيا في قيادة هذا النوع من الطائرات الحربية.
وسيعمل الضباط المغاربة على الإشراف على عملية تكوين طيارين مغاربة آخرين على هذا النوع من الطائرات التي سيتسلم منها المغرب 24 طائرة.
جمال الخنوسي