04‏/05‏/2011

غيون: المغرب بلد يعمل بشكل فعال


قال وزير الخارجية الفرنسي، كلود غيون، إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقهى أرغانة بمدينة مراكش يوم الخميس الماضي، ضربة للمغرب، مضيفا أن البلد يتطلع إلى التغيير والإصلاح، منوها بالتدابير التي أقرها الملك محمد السادس في هذا الاتجاه، إذ أخذ ما يجري في البلدان العربية بعين الاعتبار، وقام بإجراءات استباقية للغاية، من خلال الإعلان عن سلسلة من الإصلاحات الدستورية والمؤسساتية، وإطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى مجموعة من التدابير ذات الطابع الاجتماعي.

وأكد وزير الداخلية الفرنسي في حوار نشرته جريدة "لوجورنال دي ديمانش"، في عدد أمس (الأحد)، أن القاعدة في المغرب الإسلامي حركة إرهابية، لا حركة سياسية. مضيفا أن الوضع في بعض البلدان يعزز قدرة القاعدة في المغرب الإسلامي على الحركة والفعل. مشيرا إلى الوضع في ليبيا، "إذ انتقلت كمية من الأسلحة إلى مالي المجاورة حيث وجود القاعدة في المغرب الإسلامي وأربعة من الرهائن لدينا. ونحن نوصي بشدة بعدم الذهاب إلى منطقة الساحل بسبب خطر الاختطاف المحدق، خلافا للمغرب، الذي هو بلد مهم ويعمل بشكل فعال".
وأشار غيون إلى أن طريقة التفجير الذي شهده مقهى أرغانة بمدينة مراكش تذكره بهجمات باريس سنة 1995، إذ خلافا لما ذكر في البداية ليس هناك انتحاري، وتم تفعيل المتفجرات عن بعد، إضافة إلى استعمال نيترات الأمونيوم والمسامير وغيرها من المكونات التي استعملت في التفجيرات سابقة الذكر.
وفي السياق ذاته أكد وزير الداخلية أن خطر الإرهاب على فرنسا قائم دائما، والبلد في حالة تأهب شديد، "هناك عناصر ذات ميول إرهابية في فرنسا، وفي الآن ذاته هناك نشاط مكثف لمصالح الأمن".
ويضيف غيون أنه في 2010، قام الأمن باعتقال 94 عنصرا قدم 36 منهم إلى المحاكمة، "وعلى مدى 10 سنوات الأخيرة، أعتقل 855 عنصرا حوكم من بينهم 220 في فرنسا، انظروا إلى الاعتقالات الأخيرة في ألمانيا والمملكة المتحدة، وكوبنهاغن. أنظروا إلى التفجيرات في موسكو والمحاولة الأخيرة في موريتانيا ضد سفارة فرنسا. الجهاديون قالوا دائما إنهم يريدون مهاجمة الدول الغربية، بما في ذلك فرنسا، على الأراضي الفرنسية بشكل مباشر أو من خلال مهاجمة المصالح الفرنسية في الخارج. وتوصلنا خلال الأشهر الأخيرة بتهديدات متكررة من جانب بن لادن ودروكدال (عبد المالك دروكدال)، أمير القاعدة في المغرب الإسلامي، ودعا الإرهابيون فرنسا إلى سحب قواتها من أفغانستان، ووقف تدخلاتها في الدول العربية، وسحب قانون الحجاب الكامل (البرقع). من الواضح أنه من المستحيل أن تسمح فرنسا بأن تملى عليها طريقة عيشها أو سياستها الخارجية. لن نغفل عن هذه التهديدات".
وأشار وزير الخارجية الفرنسية إلى أن لا شيء يؤكد استهداف فرنسا من خلال العملية، " لقد كان المغرب مسرحا لهجمات مهمة خلفت 45 قتيلا بينهم 12 انتحاريا في الدار البيضاء سنة 2003، وأخرى سنة 2007. "ومع ذلك، فالمقهى مسرح الجريمة وجهة سياحية رئيسية، ونظرا لشعبية مراكش لدى الفرنسيين، كان هناك احتمال قوي بسقوط ضحايا فرنسيين".
جمال الخنوسي