17‏/05‏/2011

هاكرز مغاربة يجبرون فرنسا على تغيير نظام الفيزا


غيرت القنصلية العامة الفرنسية بالدار البيضاء نظام الحصول على التأشيرة ابتداء من الاثنين الماضي، بعد الفشل الذي مني به النظام القديم المبني على الحصول على المواعيد بواسطة الأنترنيت.
ويعتمد النظام الجديد على الاتصال الهاتفي برقمين هما: 4949 بالنسبة إلى اتصالات المغرب، و2929 بالنسبة إلى ميديتال، من أي هاتف محمول، والإجابة على مجموعة من الأسئلة (الاسم واللقب، عنوان الإقامة، رقم جواز السفر، رقم البطاقة الوطنية ...)، يتم بعدها تحديد موعد لوضع ملف طلب الحصول على التأشيرة.
وكشف القنصل العام الفرنسي، بيير فوالري، في لقاء مع "الصباح" تفاصيل وحيثيات هذا التغيير، مشيرا إلى أن القنصلية العامة أصبحت تتوصل بعدد مهول من الطلبات جعلت من الضروري تبني وسيلة بديلة حتى تساير الطلب المتزايد في أحسن الظروف.
وكان العديد من طالبي التأشيرات يلجؤون إلى سماسرة من أجل الحصول مواعيد يتراوح ثمنها بين 500 درهم في الأوقات العادية و1500 درهم في أوقات الذروة. ويقول القنصل العام الفرنسي في هذا الصدد، "كنا أنام مأزق أعرفه جيدا، كما يعرفه جميع سكان الدار البيضاء، إذ كان الحصول على موعد يتطلب من المواطن أكثر من شهرين من الانتظار.. هذه مسألة لا تطاق. كما كنا نعرف أن في الدائرة المحيطة بالقنصلية يوجد مجموعة من المحتالين وتقدمنا بشكايات في الموضوع، وعلى مدى سنوات حاولنا إيجاد حلول والوقوف في وجه الهاكرز الذين يقرصنون المواعيد على الانترنيت، لكننا فشلنا في ذلك. وفي النهاية نجد أنفسنا أمام 40 حتى 50 في المائة من المواعيد الخاطئة أو الملفقة التي تسد الطريق على المواعيد الجدية. واليوم، بعد تبنينا للطريقة الجديدة، ابتداء من الاثنين الماضي، تحولت مدة الانتظار من شهرين إلى 3 أو أربعة أيام. هذا التطور حصل عبر اعتمادنا على مركز نداء". ويضيف فوالري أن عملية القرصنة لا يقوم بها أناس عاديون بل عباقرة في المعلوميات، " لقد كان عملا تخريبيا حقيقيا، فعندما نفتح صفحة المواعيد تملئ جميع خاناتها في ظرف دقيقتين، إنه ليس فعل أناس عاديين بل هاكرز محترفين". 
وأرجع القنصل العام الفرنسي ارتفاع معدل قبول الملفات إلى نقطتين: الأولى مرتبطة بتوصل مصالح التأشيرات بملفات متكاملة وجيدة الإعداد. وتتعلق الثانية بلجوء القنصلية إلى طلب وثائق إضافية لطالبي التأشيرات. يقول فوالري، " نحن لا نسعى من خلال هذا الإجراء إلى زيادة متاعب المواطن بل المساهمة في حصوله على التأشيرة، إذ بدون تلك الوثائق المضافة لن يحصل طالب الفيزا على رد إيجابي، وبهذا الشكل نصل إلى معدل قبول الطلبات يجاور 94 في المائة".
ويؤكد القنصل العام الفرنسي، "أن هدفنا هو أن تمر عملية الحصول على التأشيرة في أحسن الظروف، لأن العلاقات الجيدة بين المغرب وفرنسا تمر عبر الحركة السلسة لمواطني البلدين".
وتقدم القنصلية العامة الفرنسية بالدار البيضاء ما مجموعه 65 ألف تأشيرة سنويا من 140 ألف تأشيرة فرنسية على مستوى المغرب بأكمله. يقول فوالري "أعطيت التعليمات التي توصلت بها من السفير الفرنسي، ومن الحكومة الفرنسية، إلى الجميع من أجل الحرص على أن يكون هناك أقل عدد من الملفات المرفوضة مقابل أكبر عدد من الملفات المقبولة". ومن مجموع طلبات التأشيرة التي تتوصل بها القنصلية العامة يبلغ معدل الملفات المرفوضة 6.5 في المائة فقط. وبلغ المعدل نفسه 8 في المائة خلال السنتين الماضيتين.
وأكد فوالري، أن المعدل المرتفع للحصول على التأشيرات إجراء خاص بالمغرب مشيرا في الآن ذاته إلى أن رفض التأشيرات في بلد مجاور كالجزائر يتجاوز معدل 30 في المائة. "إن هدفنا هو الذهاب إلى فرنسا في ظروف مواتية بالنسبة إلينا وبالنسبة إلى المغاربة الراغبين في الذهاب إلى الضفة الأخرى".
وبعد الحصول على موعد وضع الملف يجب الانتقال إلى مقر القنصلية أو على موقعها الخاص في الانترنيت www.consulfrance-ma.org من أجل الإطلاع على الوثائق الضرورية لتكون الملف. "المهم ليس هو الحصول على موعد للفيزا بل التوفر على ملف متكامل، لأنه الضامن الحقيقي للحصول على رد إيجابي".
وتم تفويت عملية الحصول على مواعيد إلى مركز نداء تابع لشركة اسبانية (أتينتو) بعد بعد فتح طلب عروض شاركت فيه 17 شركة.
وسيقوم الطلبة المغاربة بالإجراءات ذاتها، كما سيتم تحديد مواعيد خاصة بهذه الشريحة لتسهيل الاجراءات. كما يمكن القيام بعملية الاتصال الهاتفي نيابة عن شخص آخر شريطة الحصول الوثائق اللازمة حتى تتم الإجابة على الأسئلة التي يطرحها المخاطب بالمركز.
وحول تكلفة المكالمة قال القنصل العام إنه سيتم التقليص من عدد الأسئلة من أجل التقليص من مدة المكالمة وتكلفتها. وتتراوح تعريفة المكالمة بين 10 و11 درهما للدقيقة مع احتساب الرسوم. وتكلف المكالمة، التي تجرى بالدارجة المغربية أوالفرنسية، حوالي 30 أو 40 درهم. وتم اعتماد نظام الاتصال من الهاتف المحمول في خطوة أولى على أساس فتح أرقام للهاتف التابث قريبا لأنها تتطلب إجراءات أكثر تعقيدا.
وأشار القنصل العام إلى أن مركز النداء يجند موارد بشرية إضافية خضعت إلى تكوين خاص، من أجل الرد على المكالمات في وقت قصير، كما نبه إلى أن أكثرية طالبي التأشيرات يتصلون بين 8 و 10 صباحا وهو ما اعتبره عملا بلا جدوى، "أحسن توقيت للاتصال هو بعد 11 صباحا، لأننا لم نعد نتعامل بمنطق التسابق بل يتم تكييف الموعد والخدمة حسب حاجيات المتصل".
وستكون البداية من الدار البيضاء، ومع النتائج المشجعة التي حققتها الإجراءات الجديدة فمن المرجح تعميمها قريبا.
جمال الخنوسي