05‏/06‏/2011

القضاء الفرنسي يفتح تحقيقا في فضيحة اغتصاب أطفال بمراكش

قررت السلطات القضائية الفرنسية فتح تحقيق أولي، أول أمس (الأربعاء)، بخصوص قضية اتهام وزير التربية الفرنسي السابق لوك فيري وزيرا آخر دون تسميته بالتحرش الجنسي بأطفال في مراكش.

وكان فيري اتهم خلال برنامج "لوكران جورنال"، يوم الاثنين الماضي، الذي كان ينشطه المغربي علي بادو على "كنال بلوس" في موضوع صمت المحيط السياسي إزاء الانحرافات السياسية لبعض الزعماء والمسؤولين السياسيين الفرنسيين على خلفية قضية المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان المتهم في الولايات المتحدة الأمريكية باغتصاب عاملة بفندق، (اتهم) وزيرا فرنسيا سابقا، لم يذكر اسمه، بأنه ضبط وهو يغتصب قاصرين بمراكش خلال ليلة منظمة خصيصا لممارسة الجنس الجماعي.
وأشار فيري الذي شغل منصب وزير التربية الوطنية ببلده ما بين 2002 و2004، إلى أن مسؤولين على أعلى مستوى في هرم السلطة ابتداء من الوزير الأول كانوا شهودا على الوقائع، وجرى التدخل لطمس الجريمة بعد إخبار القنصل الفرنسي بمراكش للسفير بالرباط الذي أخبر بدوره المسؤولين في باريس.
من جهته أشار موقع "آري سير إيماج" أن الوزير السابق المعني هو الاشتراكي "جاك لانغ" الذي شغل منصب وزير الثقافة بين 1981 و1986 ومجددا من 1988 إلى غاية 1993، وشغل منصب وزير التربية والتعليم بين 1992 و1993، ومجددا من 2000 إلى غاية 2002.
وفي أول رد فعل على الموضوع صرح "جاك لانغ"، الذي يوجد خارج فرنسا، أنه يتشاور مع محاميه من أجل رفع دعوى القذف ضد مروجي الإشاعات.
وفي السياق ذاته، قالت نجاة أنور، رئيسة جمعية "ما تقيش ولدي"، ل"الصباح" إن المحامي الفرنسي "شوفيه" سيتقدم بشكاية إلى القضاء الفرنسي في الموضوع، بداية الأسبوع المقبل، بعد رفع شكاية ضد مجهول عن طريق المستشار القانوني للجمعية، مولاي مصطفى الراشدي، إلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بمراكش اليوم (الخميس).
واعتبر المتحدث باسم الحكومة فرنسوا باروان من جهته أن ما قاله لوك فيري "مفاجئ بالفعل". وصرح عقب جلسة لمجلس الوزراء "إما أن تكون في حوزته معلومات تستند إلى وقائع، وفي هذه الحالة من واجبه رفع الأمر الى القضاء، أو أنه ينقل كلاما سمعه في الكواليس وفي هذه الحالة لا يعود فيلسوف الشائعة بل يصبح فاعلا أساسيا".
وهاجم مجموعة من السياسيين لوك فيري وتصريحاته، واتهموه بترويج إشاعات استغلت في وقت سابق من أجل إسقاط خصوم سياسيين. كما هاجمته جل الصحف وخصصت جريدة "ليبيراسيون" اليسارية صفحتها للفضيحة تحت عنوان "دورتي فيري" أي "فيري القذر".
ولمواجهة الانتقادات حاول لوك فيري تبرير موقفه بالقول على موقع "إكسبرس" الالكتروني "كنت أريد الدفاع عن الصحافة التي تحترم الحياة الخاصة ولا تقوم بالتشهير. لا أملك أي دليل ولا أي وقائع محددة بشأن هذه القضية، لكن سمعت بها في الآونة التي كنت فيها وزيرا".
وفتحت فضيحة دومينيك ستروس كان ثم القضية التي طالت الوزير السابق جورج ترون المتهم بالاعتداء الجنسي على موظفتين سابقتين في بلدية، الباب أمام العديد من الشهادات حول سلوكيات رجال السياسة الفرنسيين وحول النزعة الذكورية التي تسود في هذه الأوساط.
وأكدت نساء عدة في عالم السياسة أخيرا أنهن تعرضن لكلام ينطوي على تمييز جنسي أو شهوانية من قبل زملائهم من الذكور.
وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن العديد من المراقبين يرون، أن هذه الفضائح قد تسجل منعطفا في العادات في بلد أوربي يشتهر بحريته في المجال الجنسي وبتمسكه بحماية الحياة الخاصة.
جمال الخنوسي