20‏/06‏/2011

فرنسا: خطاب الملك تاريخي وشجاع



خلف خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ألقاه مساء يوم الجمعة، وعرض خلاله مشروع الإصلاحات الدستورية الذي سيتم عرضه على استفتاء في في الأول من يوليوز المقبل، ردود أفعال أشادت أغلبها بمضامينه ونوهت بالدور الريادي للمغرب داخل العالم العربي والاسلامي.
وفي السياق ذاته، رحب الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أول أمس (السبت) بالتقدم المؤسساتي الكبير الذي أعلنه الملك محمد السادس للشعب المغربي، واصفا إياه بأنه "تقدم أساسي".
وقال ساركوزي في بيان إن "الملك محمد السادس اقترح على المغاربة أن يتبنوا، ديمقراطيا عن طريق الاستفتاء، إصلاحات ستشكل تقدما أساسيا" بالنسبة إلى "الحريات العامة" و"الحقوق الفردية"، إضافة إلى أنها "تعزز دولة القانون وتأخذ التنوع الثقافي في المغرب بعين الاعتبار".
بدوره رحب وزير الخارجية، آلان جوبيه، في مؤتمر صحافي، بالخطاب الملكي الذي اعتبره "تاريخيا وشجاعا وذا رؤية"، وأضاف أن "المغرب اختار طريق الإصلاح"، إذ أن الإعلان عن الإصلاحات  الذي صدر في مارس من قبل الملك تلته مباشرة خطوات عملية في أرض الواقع.
من جهتها، اعتبرت يومية "لوفيغارو" الفرنسية، في عدد يوم أول أمس (السبت)، أن الإصلاح الدستوري الذي عرض الملك محمد السادس تفاصيله، في خطاب الجمعة الماضي، يمثل خطوة "غيرة مسبوقة في العالم الإسلامي" من شأنها أن "تدخل المغرب في عهد جديد".
وأضافت الصحيفة، في مقال بالصفحة الأولى تحت عنوان "الملك يطلق ثورته السياسية"، إن "محمد السادس وبعد 12 سنة من اعتلائه العرش، اقترح على الشعب، مساء أمس، تحولا جذريا في المشهد السياسي بالمملكة".
وأكدت "لوفيغارو" أن "المغرب دخل عهدا جديدا مع إعلان محمد السادس عن إصلاح الدستور"، في "خطاب يغير المعطيات السياسية في المملكة من خلال فتح الطريق أمام شكل من الملكية البرلمانية".
وفي إطار استعراضها لأبرز المقتضيات التي حملها مشروع الدستور الجديد، وعلى رأسها تعزيز سلطات الوزير الأول الذي أصبح يحمل اسم "رئيس الحكومة"، وأضحى بإمكانه، على الخصوص، حل البرلمان، نوهت الصحيفة بجلالة الملك الذي يمكن القول وبكل وضوح إنه "تخلى، بمبادرة منه، عن جزء من اختصاصاته".
وأضافت الصحيفة أنه بالإضافة إلى الشق السياسي فإن مشروع "الدستور الجديد يطمح إلى توسيع حقل الحريات الفردية والجماعية، ويرسخ المساواة بين الرجال والنساء، كما يقترح التنصيص على الإسلام دينا للدولة، ولكنه يضمن أيضا حرية ممارسة الشعائر الدينية".
وسجلت "لوفيغارو" أن النص الجديد يقر "الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية، فيما يقلص الحصانة البرلمانية ويعزز محاربة الرشوة. أما القضاء فسيكون مفصولا وبوضوح عن السلطات الأخرى لضمان استقلاليته".
وكتبت الصحيفة أن "مبادرة محمد السادس، غير المسبوقة في العالم الإسلامي، تهدف إلى استباق تطورات تبدو حتمية مع انطلاق "الربيع العربي".
وخلصت "لوفيغارو" إلى أن الملك محمد السادس وفى بتعهداته، موضحة أنه "ومن باب عدم إضاعة الوقت، سيعرض الدستور الجديد على استفتاء يوم فاتح يوليوز المقبل، أي قبل حلول شهر رمضان الذي يصادف هذه السنة شهر غشت".
وفي السياق ذاته أكد رشيدة داتي، وزيرة العدل السابقة، وعضو البرلمان الأوربي، المتحدرة من أصول مغربية، أن المغرب يعتبر قدوة ونموذجا، أكثر من أي وقت مضى، يحتذى به بالنسبة إلى جيرانه".
وأكدت عمدة المقاطعة السابعة بباريس، أنه "وفي سياق التحولات العميقة التي يشهدها العالم العربي حاليا، فإن هذا الخطاب يكتسي طابعا رائدا وثوريا".
واعتبرت قناة "روسيا اليوم" أن"التعديلات الدستورية في المغرب، تقضي بتحويل البلاد إلى أول ملكية دستورية في العالم العربي".
وأضافت القناة الروسية، الناطقة باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية، أن الملك "أعلن في خطابه أن التعديلات الدستورية المقترحة تنص على "دسترة" حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا".
جمال الخنوسي ووكالات